9 أبريل، 2024 11:25 ص
Search
Close this search box.

“نارهم تاكل حطبهم”!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

هذا مثل شائع ومعروف في مجتمعنا , وخلاصته أن الآخر الذي لا تحبه , تتمنى له أن يستهلك حياته وما عنده في صراعات متنامية مع بعضه البعض , كتقاتل الأخوة فيما بينهم والأقارب وأبناء العائلة الواحدة.
أي أنهم بدل أن يكونوا متوحدين متعاضدين , يتحولون إلى أعداء يقاتل بعضهم البعض.
وفي مجتمعاتنا أمثلة على هذا السلوك.

ويبدو أن نظرية “فرق تسد” قد تم إستهلاكها في القرن العشرين , وأدت إلى إتخاذ نظرية قائمة في المجتمع وهي نظرية “نارهم تاكل حطبهم”!

ولتحقيق التعبير الفعلي والعملي عنها , لا بد من صناعة النار ’ وتبين أن الدين هو النار , ويمكن للدين أن يلتهب بتفاعلات معينة وبسيطة , وذلك بأن يتحول الدين إلى قوة سياسية , وأن يتم إنشاء أحزاب سياسية قادرة على التوصل إلى الحكم , عبر آليات وتفاعلات ذات تداعيات إحراقية , ومديات إشتعالية فائقة.

وكان لا بد للديمقراطية أن تكون لكي تأخذ هذه الأحزاب دورها , فالتجربة الجزائرية , أوضحت ذلك , وأن جميع الأحزاب الدينية وغيرها , يمكنها أن تتحول إلى نيران تحرق الوطن والشعب , وتؤدي المهمة وتصنع رمادا ودخانا.

فالمنطقة بودقة الأديان , وفيها منطلقاتها وتداعيات إختلافاتها وصيروراتها الدامية.

وهكذا حملت الديمقراطية رايات الأحزاب الدينية , التي لا تفهم فيها , وإنما تحسب ما وُهِبت من السلطة والقوة نعمة من ربها , وإرادة لا بد لها أن تقاتل الآخرين من أجلها , وأن تسفك الدماء , وتكسب الشهادة , بمقاتلة الآخر من دينها , لأنه كافر وخارج عن طاعة ربّها , ووفقا لذلك فأنها إنطلقت في مشاريع الرماد والدخان , وأسست لسلوكيات لم تعرفها الأجيال , وباركتها القوى ذات المصالح والأهداف , التي بعد أن صنعتها وآزرتها , ووضعت لها خارطة السلوك العسير , وحسبتها أمورا داخلية , لا تريد أن تتدخل بها.

وعليه فأن المنطقة ربما ستبقى مشتعلة , والأجيج سيزداد تصاعدا , والدماء سفكا , وسيتحول كل ما فيها إلى رماد ودخان.

وليفرح الآخرون السعداء , الذين اكتفوا بغيرهم , وما أسعد هذا النجاح والفوز الكبير.
وتلذذوا أيها العرب برماد وجودكم , ودخان ويلاتكم وقهركم بدينكم!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب