23 ديسمبر، 2024 12:06 م

نادية مراد لو لم تكن ايزيدية

نادية مراد لو لم تكن ايزيدية

المواطنة هي حب وتفاعل فطري تنمو وتترعرع في ظل الحقوق والواجبات هي شعور لا يضاهيها قوة ورسوخا في النفس البشرية اقوى العلاقات الانسانية الاخرى هي رباط مقدس جبلت فيه مع تربة الوطن الدماء وعرق الجسد ونمت احلامنا وتجسدت خطواتنا وعبق عشقنا ..لم تكن مكونات الشعب العراقي  وعلى مر التاريخ مشكلة للعراق بل كانت دائما عنصر قوة وعامل حاسم وشفاف للكثير من المواقف التي كانت قد تعصف بالعراق واهله ان فعالية الاختلاف الديني والقومي والاثني حاضرة كأنموذج للتآخي والوحدة المقدسة العمل المشترك في بناء عراق واحد موحد عمره اكثر من 7000 عام .. عراقية كل مكون هي الهوية الوطنية لها بغض النظر عن حجم تواجده السكاني ..
وعندما اغتيل العراق ومحاولة تفتيت بنائه المجتمعي والديني على ايدي مجموعة من اللصوص كان لبعض الجهلاء دورا كبيرا في استثمار التشظي ورفع الاعلام المناهضة للعلم العراقي التي تفوح منها رائحة الارهاب والطائفية وقد عاثت في الارض فسادا وبسبب فساد الفاسدين وغياب وطنيتهم وعراقيتهم وتناحرهم من اجل المال والسلطة ولتعميق الجرح الوطني وايضا بسبب غبائهم السياسي تعرض العراق الى اعتى هجمة ارهابية ظلامية بربرية (( تنظيم داعش الارهابي )) وبقوانينه الشيطانية بأسم الدين الاسلامي والدين منهم براء وبحقدهم على الخير والنور والتقدم استباحوا كل المقدسات ولكل الاديان وسبوا و اغتصبوا النساء والاطفال وهدوا الارث التاريخي وتشويه الحاضر .. وهروب العراقية نادية مراد كشفت سوءة هذا التنظيم ورعونته كونهم مجاميع مستئذبة ولا تنتمي لعصرنا هذا .. ودخلت نادية مراد قبة الامم المتحدة ليست كسبية بل عراقية ابية منتصرة شامخة  اطلقت العنان لكلماتها البسيطة والمعبرة كلمات تحمل شرف المرأة العراقية كلمات تذكر ببلد كان عصيا على المتآمرين والغزاة كلمات ارغمت  الحضور على بالكاء الا (قادتنا) كانوا في عالم تعدد مصادر المنفعة الشخصية وقد تمت ( فرمتت) ذاكرتهم من وطن وشعب اسمه العراق .. كانت مصر حاضرة بشعبها ورئيسها محتظنة لابنة العراق نادية مراد والازهر الشريف له وقفة ابوية وراعية ومشرفة .. وما صرحت به بنت العراق ان لقائي مع كادر البغدادية اعاد انتظام دقات القلب واحسست انها بين اهلها وشعبها والحدث الابرز استقبال الدكتور عون لها بين عائلته واستقبال الرئيس اليوناني لتدويل قضيتها وهي بمثابة رسالة سلام وحب واطلاع العالم على معاناة النساء العرقيات في ظل السبي والتهجير ونشكل على السلطة لعراقية جهلها وغبائها وكأن نادية مراد من كوكب اخر يعني (( اذن من طين واخرى من عجين ) .. اسأل ان كانت هذه المظلومية واقعة على امرأة من مكون له سياسيين يبحثون عن القاذورات الطائقية لسمعنا النحيب والعياط نحمد الله ان نادية مراد عراقية وليست طائفية .. فجائزة نوبل للسلام ستذهب اليها زحفا