23 ديسمبر، 2024 11:50 ص

نادية مراد —قصة قصيرة

نادية مراد —قصة قصيرة

يهدهدني النسيم العبق،ويسيل على صفحات وجهي القرمزيه ،فيتمايل غصن جسدي الطري معه،وتتعثر قدماي الصغيرتان بفرح، ترتسم ضحكة جميله على شفتي الجميلتين الحمراوين كنت كذلك في كل يوم ،في كل صباح، في كل مساء ،اخطو علىثرى ارضنا المعطاء،واحيانا كثيرة اتسلق بشوق ذرى جبل سنجار ،واسرح من علاه لوديانه الدافىة الخضراء،واطاول الرياح في هبوبها،فاتمايل جذلى شمالا وجنوبا اغني،اغنية،تعودت التغني بها ولا اسمحلاخواتي الصغيرات بمقاطعتي،فانا احب لحنها،ويطيب الي انشادها . كن صبايا كثيرات في قريتي،وكن يتبارين بقفزاتهن ،واحدة تسابق الاخرى، وكنت اولاهن اشدو ، واركض ،واتصارع ،واتمازح ، وصوت امي الحنون يناديني من بعيد،انها ،انها،امي، كانت تقول لي بصوت رخيم : -ناديه !احذري الوقوع !!احذري السقوط ! يا ابنتي . واجيبها وشعرات راسي المتطايره تتساقط على جبيني وخدوديلا…لا…يا امي..لن اسقط! ولن اقع فانا قوية !! وسرت في جسدي الغض ارتعاشة الربيع ،فقد لبست اشجار المشمش ثوب زفافها الابيض ،ورودها تفوح بعبق راىحتها السذيه،النديه،التي تلاقحت ،وتمايلت بفرح عبق ازهار التوت النديه، وكلها تمايلت مع جديلتي الطويلة المسترسلة على ظهري، وصرت اتفاخر بشعرها وظفيرتها على اخواتي الصغيرات والكبيرات من الفتيات،لابل كنت اطاولها بظفاىرالنساءالبعيدات،واتفاخر بها برضى وبغضب احيانا معهن. وهيمنت على شعوري محبة الجميع لكل انسان،صرت ربيعا للايام ينمو ويخضر ويزهر ربوعا،واحس نفسي تستظل بفيىها كل النفوس المتعبة، واصبحت مطرا يتساقط نديا على الا رض العطشى من الاخوان والاخوات والا قرباء والغرباءفي كل اصقاع الارض ،تناديني همساتهم ،وازفها في كل حين ؛ فلانسانيتي عدت وهذه هويتي بها اعيش ،وبها احيا!!فانا نادية مراد!!.   فتحنا ابوابنا ، وكسرنا حواجز الايام ،وهدرنا امواج الفرقة ،فالشيعة حين داهمهم الالم ،والم بهم الاضطهاد،اصبحت دارنا ماوا وملاذا يلوذون به ،وصار اهلي حضنا دافىا للسنة حينما هجروا وابعدوا واضطهدوا، وحينما ثقلت عليهم كوابيس الاحزان ،فكنا اما رؤوما واحتضناهم بقلوبنا،وغمرناهم بحبنا وشملناهم بحنانا وقبلنا اطفالهم ،ودثرناهم بدثارنا، وواكلناهم في مواىدنا . ومرت السنوات اليابسات ، ولم الشمل وحمدنا اللة على سلامة الجميع ؛لكن غربان الشر ،باجنحتها السوداء الدامية ،التي ،تقطر على الانسان حقدا ودما ،كانت تعد العدة للغدر بنا ؛وفي ليلة ظلماء،مرعدة،مدوية،برصاص اهوج ،بدماء سود افتقدنا البدر ،فغابت المحبة،ولفتنا راىحة الموت،كانت مدوية،صارخة،مرتجفة ،تحمل كل الالام، وكل المصاىب ، تعبق بالموت،وتتنفس بالسقتل،وراىحة الدم تقطر من جنباتها السوداء الحالكة،وتلطخ صفحات وجوهنا ،وتهشم عظامنا بلا رحمة ،ودار راسي لهول ما رايت وعظم مايجري ،واسال ، ولا من جواب ،واختنق السؤال في صدري،وتبعثرت على شفاهي..اه،اه،اه !!! لقد داهمتنا عصابات ظلامية ،حريقفي كل الارجاء،موت في كل زاوية،انها عصابات داعش ،شعورهم طويلة، لحاهم كثة ،رؤوسهم حيوانية،صدورهم عارية سراويلهم ملطخة بالدم نظراتهم  متحجرة،قاسية،مرعبة،خلت من الرحمة،امتلات بالدم وبالنار وبالرماد ؛تقطع الرؤوس ،تبتر الارجل ،تمزق الاكف،وتستاصل اليادي،تفقاء العيون ،تهشم الفكوك ،وتكسر الجماجم ؛لا شيء يمنعهم من القتل والتمثيل والاعدام او الخنق او الحرق ،لاتفهم الا الارهاب والدمار والموت،وتاقاذفهم رغراتهم الجنسية الحيوانية لكل جسد ،لكل طفل ولكل طفلة ولكل عجوز . اقتادوا امي والنساء والعجاىز والاخريات الى اسفل الجبل ،قطعوا رؤوسهن وايديهن وبعثروا اجسادهن على الارض مع ضحكات هستيرية مقيتة ووحشية .  واخذوا الشباب ،منهم اخوتي واعمامي واخوالي والباقين الى جهة مجهولة،ذبحوا الاطفال الصارخين والمتوسلين بامهاتهم المتوسلات كان الجميع ،يصرخونويطلبون النجدة ولا من مغيث . واخذوا الشباب ال جهة مجهولة،ثم ذبحوا الاطفال الذين يتوسلون ويصرخون ويطلبون النجدة من فزعهم ورعبهم وخوفهم جمعوا الفتيات الصغيرات ووضعوهن في الوسط على التراب المعفر بالدم،واخذوا الشيوخ والاباء والاعمام والاخرين فكانوا يفتعلون القتل برميهم بالرصاص او من اعالي المرتفعات ،ويتسلون بهم ،امام اعيننا،مذبحة مسلخ للاجساد البشرية وكل هذا باسم الدين الاسلامي والنبي محمد وماتت الكلمات على الشفاه ،واختنقت الحروف في الصدور ،ودفنت الاجساد اخذوني مع فتيات في عمري ،واركبونا بسيارات لا تدري الى اين.وعرفت ان الطريق يقودنا الى مدينة الموصل ،حيث ادخلنامع الايزيديات الموجودات الى محكمة الموصل ؛لقد جرى تصويرنا،وعرضوا الصور على الجدران ،وصرت احدى الفتيات اللاتي تباع،وباعونيفي اسواقهم ..(( عجبا..اانا اباع كما تباع اي سلعة ،اانا اباع ويتاجر بي في سوق النخاسة؟!! اانا تسحق كرامتي؟؟!! اانا سلعة تافهة؟!!)) لمن اشكو هذا ؟ومن ينقذني من هذا ؟ الدواعش يختارون الاجمل منا ،ويشتروهن ،نباع،كما تباع الحيوانات ،ويختار الشراؤون ما رغبوا،هذه هي الحقيقة المرة القاتلة،اي اننا نباع كما قرانا او سمعنا في القرون السالفة . لقد اخذوا بعض الفتيات بيوت ليمارس معهن الجنس وتستباح كرامتهن على مراى ومسمع من فتاو لرجال ساقطين ،منحرفين ،لا ينفع التوسل والاستنجاد باللة معهم ،ولا تنفعنا كلمات المروءة ابدا،والدين لا يجدي ايضا. لكنناكنا من الخوف نرتجف ،نخاف ،نخاف من الوقوع في المستنقع الاسن ،وكانت(حصتي )من احدهم ،اخذني الى مقصلة الانتهاك ،واعتدى على شرفي ،واستغل جسدي،وغرس مناجل اظفاره في ،وجعلني مشلولة الاوصال،واطلقت اخر توسلاتي؛ولا من مسمع وانتهكت ،وسفكت دماء بكارتي بكل وحشية،وبدون مروءة ،واغمي علي ،وانتبهت،واذا بي اشلاء جسد ،مغصوبة منتهكة ،وصرت اشعر اني بضاعة بخسة،وصاروا يتسلون بجسدي الرقيق ككلاب مسعورة ،جاىعة ،نهمة ،شرسة وصرت استرجع انفاسي اللاهثة،وامسكها لىلا تهرب مني وتنهار حياتي ،وعدت الى الاغماء مجددا استيقظت في منتصف النهار على وقع اقدام الاوغاد ،انتبهت لنفسي فرايت دماء وقذارة لطخت جسدي وشعري و رقبتي،فقد تقاذفتني الايادي والاقدام ،وبقيت على هذه الحالة … فكرت في الخلاص والهرب والخروج من هذه الماسي الى اية جهة ،تمكنني من الخلاص او الموت السريع. وفي مساء يوم من الايام صممت على هربي،فاستغللت غيابهم،وتسللت،واطلقت لساقي العنان والعدو،بافضل ما يمكنني..وظللت اعدو واركض ،والقت بي الالمقادير بعد منتصف الليل ،وبعدما هدني العدو ،ولكن الامل في النجاة يدفعني بقوة الى ما اريد؛ ويبدو ان اللة قد مكنني من الوصولالى واد ضيق ..ووصلت الى دار. استقبلني اهل تلك الدار،وعرفوا ماساتي،واحاطوني بالدفء،وبطعام، واخفوني ،وبعد ايام هربوني الى قرية اخرى يعرفونهم،وكانوا يخافونمن كشف السر القاتل والمميت، وصارت الشابة تنتقل من قرية الى اخرى يقرضها الخوف باسنانه ويقرضها بمقاريضهويبتلعهاالالم بحسراته واحيانا واخرى تستجير،وبين خوف ورجاء،وبينرهبة واشتياق وتصميم وارادة وصل صوتها الى اسماع العالم !!   وها انا ذا ،اهيب بالامم المتحدة ، واقبل نصب الحرية ،والثم ايادي جيفارا واستجير باحضان نلسن مانديلا واتوسل بكعبة الاسلام وا ناجي صليب يسوع ،والوذ باحضان مريم العذراء وا ناجي الكليم موسى ،واتعلق باكتاف غاندي العظيم ،واستنجد بروح بوذا الخير فيا ايتها الانسانية جميعا، اسمعوني،وانظروا الي ..فانا ..انا نادية مراد العراقية