في كتابهما “فخ العولمة” ذكر الصحفيان الالمانيان اللذان يعملان في مجلة ديرشبيغل: “ان توزيع الثروة ، والمكانة الاجتماعية سيحددها الانموذج العالمي الجديد بصيغة 20% يعملون، و80% عاطلون عن العمل، ولاسكات الاخماس الاربعة العاطلة سيتبع الخمس المرفه اسلوبا ماكرا لتحقيق هذا الغرض بما يعرف بـ “حليب الثدي” الذي يستند الى اشغال الناس بالمخدرات، والخمور، والافلام، والمسلسلات، والعاب البلي ستيشن، وكرة القدم وماشابه.
انه عالم متحضر تقنيا، لكنه متخلف اخلاقيا، ومتفكك اجتماعيا، عالم يضم 358 مليارديرا تعلن اسماءهم سنويا مجلة فوربس العالمية يمتلكون مجتمعين ثروة تضاهي ما يملكه 2,5 مليار انسان في العالم!.
وبحسب الدراسات الاخيرة، فإن الجد الامريكي بات يفضل ثيابه 17 مرة على احفاده، ويفضل طعامه 41 مرة على احفاده، ويفضل هواياته 56 مرة، ويفضل عقاقيره 4 مرات، واحلام يقظته 27 مرة، واجازاته السابقة 22 مرة، وبلغة الارقام فان الجد الامريكي غير الحنون بات يفضل شطيرة البيف برغر 41 مرة على احفاده فلو افترضنا ان سعر الشطيرة الفاخرة بـ”6″ دولارات فان قيمة الحفيد ستكون 14 سنتا فقط لا غير، وهذا يعني ان الاسرة في امريكا لم يبق لها أثر ولا عين.
وفي كتابه “الموجة الثالثة” يقول المنظر الاجتماعي المعروف (اولفن توفلر) الحاصل على خمس شهادات دكتوراه في العلوم والآداب والقانون” ان ما تعانيه الأسرة اليوم من تمزق لا يمكن ان نعزوه، وبأي حال من الأحوال، الى الخلافات الشخصية فقط، لأن هذا التمزق بات سمة من سمات العصر ،تعاني من وطأته ملايين الاسر حول العالم وما هي إلا مظهر من مظاهر المجتمع المادي ويجب ان تكون لدى الحكومات الوطنية سياسة مشجعة للحفاظ على تماسك الأسرة، تتمثل بالنمط القياسي الذي يناسب الانتاج الواسع مع الحفاظ على الاسرة الواحدة”.
وبالمقارنة مع الواقع العراقي نجد ان ما ذكره (توفلر) وزملاؤه ينطبق على الساسة في العراق ممن ينظرون الى المواطن العراقي على انه مجرد صوت واصبع – بنزركي- يكفي لرفع رصيده في سجل الناخبين و”الله وياك عبوسي”، ولأشغال العراقيين عن المطالبة بحقوقهم المشروعة عمد هؤلاء الى اثارة الخلافات، والنعرات، والى افتعال الازمات “ازمة كهرباء- أزمة بنزين- ازمة سكن- أزمة عمل- ازمة غذاء ودواء- ازمة تعليم…”، وبات احدهم يفضل ابناءه 1000 مرة على ابنائنا، وعشيرته 2000 مرة على عشائرنا، وشبعه 3000 مرة على جوعنا، وثراءه الفاحش 4000 مرة على فقرنا، وقوميته 5000 مرة على قومياتنا، ومذهبه 6000 مرة على مذاهبنا، وجنسيته الأجنبية 7000 مرة على جنسيتنا العراقية، وقصوره على أكواخنا، وسيارته الفارهة على (كوستراتنا) ، وكهرباءه الوطنية على مولداتنا، شيء واحد فحسب لا يؤثر نفسه به علينا والحق يقال انه لا يفضل إصبعه على إصابعنا، ولا صوته على أصواتنا لأن بالأصابع والأصوات يضمن الأنتخابات، ويبدد الثروات ويجمع المليارات ..عسى ان يكون الحالي منها أفضل من سابقه .أودعناكم