في ظل الاوضاع الراهنة والمواقف السياسية المتباينة للأحزاب العراقية المتأسلمة والغير متأسلمة والعلاقات المشبوهة لأغلبها مع جهات خارجية لها مصالح داخل العراق ولربما أحد أهم أهداف تلك المصالح عدم الإستقرار لهذا البلد ودق أسفين الحرب الطائفية بين مكوناته وصولآ لتقسيمه لتأمين سلامة وأمن الكيان الصهيوني والمصالح الأمريكية في المنطقة ، تشابكت الرؤى وتداخلت التحليلات وتقاطعت المناكفات بين جميع رموز الطبقة السياسية حتى وصلت الى وسط نفق مظلم لايعرف لها مسار ولا نهاية تطمئن لها النفوس . وفي ظل هذه الظروف أضاعت الحكومة بوصلة إدارة الدولة بل أصبحت تساق كالبهيمة التي ربطوا عقالها ليوجهها المتآمرون كيفما شاءت أهوائهم ورغبت نزعاتهم ولو كان الثمن سفك الدماء وضياع الأرض وتقطيع أوصال الوطن ، هذا ماكشفتهه ناحية البشير طيلة سنة ونصف من إحتلالها من قبل عناصر تنظيم داعش الإرهابي ولغاية تحريرها فالمتابع الحكيم عندما يعرف تركيبتها السكانية وعدد نفوسها ومساحتها وينظر لخارطتها الجغرافية يتيقن أن عدم الشروع في تحريرها طيلة هذه الفترة ماهي إلا مؤامرة واضحة المعالم وضوح الشمس في رابعة النهار ويقود هذه المؤامرة رموز في الحكومة العراقية ويخفون من ورائها غايات في منتهى الخيانة لهذا الطرف أو ذاك وهذا المكون أو تلك القومية على حساب المواطن الذي يعيش في هذه الناحية . عمدت الحكومة طيلة 18 شهر على عدم المبالاة بناحية البشير تارة وعلى تأجيل تحريرها تارة أخرى بحجج واهية وتسويف لمناشدة الاهالي من جهة ونداءات المرجعية من جهة أخرى ولم يتحرك للحكومة ساكن ولم يهتز لها شعور ، فالحكومة تأتمر بأمر قوات التحالف ( في أغلب الأحيان وخلف الكواليس ) في شن هجومها على أي قاطع من قواطع العمليات ولا تتحرك بدون الضوء الأخضر المسموح به لها وإذا ما تحركت قوة الحشد الشعبي في مكان لتحريره من دنس الأوغاد الدواعش فلا مانع من تصدي طيران التحالف لقوات الحشد الشعبي وضربه ( بطريق الخطأ ) للحيلولة دون تقدمه أو ربما إمداد عصابات داعش الإرهابية بالدعم اللوجستي ( بطريق الخطأ أيضآ ) ، هذا ما كشفتهه مراسلات أحد المقاتلين الأبطال من فرقة العباس (ع) القتالية في البصرة مع هيئة أنصار الفتوى الجهادية قبل إستشهادة في قاطع البشير وهو ينقل الأحداث أول بأول مصرحآ بأن الحكومة غافلة نهائيآ عن البشير وإن كان إعلامها يصرح كذبآ وأبواق ساستها تنقل زورآ وبهتانآ تواجد القوات الحكومية فيها فالحقيقة التي نقلها الشهيد بأن لا وجود للجيش العراقي على هذه الأرض ولا الفرقة الذهبية كما يشاع ولا لأي منتسب للشرطة الإتحادية على الإطلاق ، السواعد التي حررت البشير هي فرقة العباس (ع) القتالية وفرقة الإمام علي (ع) ولواء التركمان الحشد الشعبي لواء 16 فقط . تعسآ لحكومة بلهاء وساسة خونة وأحزاب تتاجر بدماء أبنائها وباعت وطنيتها بأبخس الأثمان ، وتبقى أرواح شهداء البشير تسمو في العلياء في سماء الخلود مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا والملتقى معك في جنان الخلد ياعزيز ..