لقد تميزت الفترة التي اعقبت سقوط الملعون الهدام على يد اسياده بالكثير من المميزات الا ان الصفة او الميزة التي كانت واضحة جدا للمتتبع للشأن السياسي العراقي سواء من الداخل او الخارج هو قلة الشخصيات الكفؤة والتي يمكن ان نصفها ونقول انها شخصيات ناجحة في عملها بمعنى الكلمة على الرغم من ان شعب العراق ولوود للكفاءات ومنذ اقدم الازمنة ولعل المقام يطول بنا اذا اردنا الولوج الى هذا الملف ومناقشة الاسباب التي ادت الى هذه الحقيقة المؤلمة ولعلنا نتعرض الى ذلك في مقال اخر واما في هذا المقال فأحببت ان اتعرض لشخصية في الوسط السياسي العراقي اثبت جدارتها في زمن الفشل الذي كان سائدا في حكم الارعن المالكي وهذه الشخصية هو الاستاذ محمد صاحب الدراجي وزير الاسكان السابق حيث تميز بعدة مميزات جعلته يحتل الصدارة بين المسؤولين العراقيين وعلى اختلاف اطيافهم واختصاصاتهم ويمكن ذكر بعض تلك المميزات وهي :
1. انه الوزير الوحيد الذي كان يعمل في مجال عمله واختصاصه ويمتلك خبرة كبيرة جدا في هذا المجال والذي يطلع على سيرته الذاتية يشعر بالفخر ان لدينا وزيرا بهذه الصفات والمميزات .
2. كان يتميز بصفة قلما نجدها في المسؤول العراقي وهي انه على بصيرة من امره وانه يعرف ما ذا يعمل وكيف يعمل .
3. امتلاكه القدرة على التعامل مع الكثير من القرارات والقوانين البيروقراطية التي كانت تحد من عمل المسؤول فضلا عن الاوامر التي كان يصدرها الارعن المالكي .
4. انه الوزير الوحيد الذي كان يتكلم بواقعية وبدون رتوش والذي يتابع اللقاءات التي كان يجريها في القنوات الفضائية او المؤتمرات يجب ذلك واضحا وبدون لبس .
5. يمكن اعتباره انه مبتدع صندوق الاسكان والمخطط له ذلك الصندوق الذي ساهم في تسكين الالاف من الموظفين واصحاب الدخل المحدود .
6. ما نقله اغلب موظفي وزارة الاسكان من الطريقة الحضارية التي كان يتعامل بها الوزير في وزارته وطبيعة الاوامر التي كان يصدرها لتمشية الامور في الوزارة .
7. بصماته الواضحة في مجال الطرق والاف الكيلومترات التي تم انشائها وتعبيدها .
8. ابتعاده عن النهج الطائفي المقيت والعمل للعراق فقط من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه .
9. حرصه الشديد وتفانيه في عمله في الوزارة والى اللحظات الاخير من تركه للمنصب .
10. اعطى صورة ناصعة جدا لأبناء التيار الصدري وانهم ابناء الحوزة الناطقة المجاهدة في كل المجالات فكما انهم اسود في الوغى فهم اكفاء مخلصين في عملهم لا تأخذه في الله لومة لائم .