أستطيع أن أجزم دون تردد إن مجلس نوّابنا الموقر ، بقضه وقضيضه ، سجّل سابقة تأريخية في عالم البرلمانيات الديمقراطية منها والدكتاتورية المعلّبة . لكن للحقيقة والإنصاف فإن مجلسنا ، المشكوك جداً بصدقية تمثيله للشعب ، مارس أكثر من سابقة بمختلف تلاوينه ودوراته وكان كريماً حاتمياً مع من جلس على كراسيه ، كما كان “كريماً” وأكثر من حاتمياً مع الشعب الذي كان “ينتخبه” !!
الحكاية بكل بساطة ووضوح وشفافية ، هي إن مجلس ” الإصلاح ” هذا ، الذي أغرقنا نوّابه ، بالوعود ، وأهمها محاربة الفساد المالي ، قد صوّت على أغرب قرار في عمق الفساد المالي وآلياته وإشتغالاته وتمظهراته وتجلياته الواقعية ، ضارباً عرض الحائط والأخلاق والإلتزامات وكل ماقاله أعضاؤه بخطابات رنّانة وتضليلية عن محاربة الفساد !!
يقول قرار للمجلس الموقر :
” تم التصويت بالموافقة على إعتبار النوّاب الذين أدو اليمين الدستورية وخرجوا مابعد ذلك لأ سبب من الأسباب هم نواب سابقين ويتمتعون بحقوق النوّاب السابقين “!
وسأذهب مع تساؤلات الزميل منتظر نصير على صفحته :
بأي حق يتم التصويت وبالإجماع على إستحقاقات مالية لبرلمانيين أدو اليمينالدستورية ولم يستمروا بالعمل البرلماني!! وهم كل من باشر عمله منذ عامكنائب ثم ألغيت عضويته مؤخراً بعد إكتشاف خطأ في إحتساب الأصوات!! هل على الشعب أن يتحمل رواتب تقاعدية وإمتيازات لبرلمانيين ليسوا برلمانيينفي الحقيقة؟!
لاأنا ولا الزميل منتظر ولا غيرنا سنجد إجابات شافية أو منطقية على هذا الفساد المالي الذي يمارسه مجلس نوّابنا ..لكنني أريد تفسيراً للعبارة التي وردت في نص التصويت والتي تقول “ وخرجوا مابعد ذلك لأي سبب منالأسباب” !!
سنترك صدقية التمثيل جانباً ومايدور حولها ، فالمغادرون دخلوا ” بخطأ” تقني وخرجوا من الغزوة بامتيازات العمر كلّه ، سنترك ذلك ونطلب أن يفسّر لنا رئيس البرلمان السيد الحلبوسي المنقلب على من أوصلوه للمنصب أو أي نائب عن معنى ” لأي سبب من الأسباب ” الإطلاقية والتي اصبحت قانوناً ، فقد شرّعها المجلس ، ماذا لو إن أحد ، الداخلين والخارجين ، عليه ملفات تخالف القوانين والدستور ، كيف ستتم محاسبته وهو الممسك بقوة التشريع ” لأي سبب كان ” !!
حالي حال أبناء الشعب نصاب بالخيبة من هذه الطبقة السياسية الرثة ، لكننا لانتفاجأ ، فخبرتنا معهم ، خبرة عمر ومعرفة ، وصار المواطن العراقي موقناً أن لاخير فيهم غير إن السنتهم في الإنتخابات ولا أطول منها !!
لكننا سنبقى نتساءل :
هل صوت كل أعضاء البرلمان على هذه الفقرة “النزيهة “؟
هل صوّت عليها مثلاً نوّاب التيار الصدري ؟
أو نوّاب الحكمة وهم في طريقهم الى المعارضة؟
هل صوّت على الفقرة الفضيحة نوّاب النصر وهم ” يتنازلون ” عن كراسي الحصص ؟
هل صوت عليها نائبا الحزب الشيوعي العراقي وهم في سائرون من أجل وطن وحر وشعب سعيد ؟
إذا كانوا قد صوّتوا ..فتحياتي لهم من أعماق قلبي وبالرفاه والبنين !
وان لم يصوّتوا فليخرج علينا “واحد فقط لاأكثر” ليقول لنا ويبرد قلوبنا بأن لدينا نائباً واحداً في البرلمان يستحق ان يقال له ” نائباً عن الشعب ” !!!