العلاقات بين الدول كالعلاقات بين الأفراد مع كبر حجم وتعدد مهام الأولى ومثل ما أن الإعتراف بالخطأ فضيلة بين الأشخاص كذلك بين الدول , والخطأ ربما يأتي من زلة لسان أو بناء على تصور أو قل تسرع في التصريح لكن أن يأتي بمحاضرة كما حصل لنائب الرئيس الأمريكي حين كان يلقي محاضرة في جامعة هار فرد عن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ليقول : إن مشكلتنا الكبرى كانت حلفاءنا في المنطقة الأتراك أصدقاء كبار لنا , وكذلك السعودية والإمارات وغيرهما , لكن همهم الوحيد كان أسقاط الرئيس السوري , لذلك شنو حربا بالوكالة بين السنة والشيعة وقدموا
الملايين من الدولارات وعشرات آلاف الأطنان من الأسلحة إلى كل الذين يعلنون مقاتلة الأسد .
والسيد بايدن ليس مثلي ومثل غيري يلتقط الأخبار من المرئيات و المقروءات بل هو الرجل الأول بعد الرئيس أوباما وأكيد أن له رؤية خاصة بأحداث المنطقة , وله مستشارون يسهلون عليه الأمور الآنية و المستقبلية بالشرح والتفصيل والرؤية التحليلية . وربما مراكز بحوث . ولهذا عندما يصرح يصرح عن قناعة خاصة مع دول تعتبر جزء من المنظومة الموالية لأمريكا ولها قواعد وتواجد كبيرين على أراضيهما
بعد صلاة العيد قد سؤل الرئيس اردوغان عن رأيه بتصريح بايدن , قال : إذا ثبت أن بايدن أدلى بهذه التصريحات فعليه أن يقدم أعتذارا لتركيا موضحا أن المقاتلين الأجانب لم يمروا عبر تركيا بأسلحتهم يوما ليدخلوا سوريا .
مَن مِن الرجلين الصادق هل أن تصريح بايدن جاء بحالة إنفعالية أو تسرعية ؟. لا أتصور ذلك . وهل كلامه رجما بالغيب؟. أيضا لا أتصور ذلك لأنه كان يشرح تصور الولايات المتحدة وليس رأيه الشخصي . لذا فإنه يملك من القناعة ما يجعله أن يقدم الدليل على ذلك .
ولأن السيد اردوغان يعرف كم هي معرفة السيد بايدن إلتف على التصريح بذكاء حين حشر كلمة ب “أسلحتهم” وهو صادق بذلك أما باقي الجملة فإن المقاتلين من غير حملة السلاح مروا . وربما هي توجيهاته حتى صارت تركيا مقرا خلفيا للمقاتلين خاصة من الدواعش فهم يسرحون في شوارع المدن القريبة من الحدود مع سوريا يتسوقون ويتبضعون , كذلك يعالج جرحاهم في المستشفيات هناك , ثم لو فرضنا جدلا أن المحاربين الأجانب لم يدخلوا سوريا عن طريق تركيا فمن أين إذن دخلوها , وهل هناك إنسان لا يعرف حجم العداء الذي يكنه أردوغان للنظام السوري, وهو وحزبه جزء من هذه الحركات
وهو الذي يتوعد بهم مصر والعراق ومنطقة كردستان .
بدو أن السيد بايدن كان هدفه إرسال الرسالة ولما وصلت للمعنيين الأتراك حتى وإن عرف كيف حشر كلمة بأسلحتهم أعتذر ليس إستجابة للطلب التركي بل لعدم تفريق وحدة التحالف ضد داعش وأهمية تركيا في هذا الجانب وهي التي للآن لم تعلن عن مشاركتها إلا بشروط هي جزء من العداء للنظام السوري وللرئيس بشار الأسد .
وجاء دور الإمارات فهي الأخرى كان لها أكثر من صوت في رفض التصريحات وكما أعتذر من تركيا أتصل بالفريق اول سمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد أبو ظبي معتذرا : عن أية إيماءات فهمت من تصريحات سابقة له بأن تكون الإمارات قد قامت بدعم بعض التنظيمات الإرهابية في المنطقة … وأن الولايات المتحدة تقدر دور الإمارات التأريخي في مكافحة التطرف والإرهاب ” .
هكذا تُضّيع السياسة حق الشعوب ليس بالكلام فقط بل بشن الحروب وتدمير البلدان وإن حصل الإعتذار فتلك نعمة لا تجود بها على الكل .