تسارعت الأيّام مهرولةً ، وانتهى يوم الاقتراع .. بدأت الناس تتساءل من الذي احتلت قائمته المرتبة الأولى أو الثانية .. أو …أو … ، تساؤلات مشروعة من أجل ضمان حقوقهم ، ومن أجل بناء عراق ديمقراطي ، يزداد النقاش يوماً بعد يوم ، ما هي إلّا أيام قليلة وتعلن النتائج ، وترسم خارطة الطريق الجديدة بعناصر نريد لها أن تكون نقطة تحول في مجريات الأحداث السياسية ضمن رؤى واقعية وطنية تحمل في طياتها النزاهة ؛ لتحرق ثوب الفساد وتقتلع جذور الطائفية السياسية وتمزق أقنعة الوطنية الزائفة وتشرع ببناء أسس رصينة لبناء الإنسان ودولة المواطنة .. وإعادة بناء العراق الذي أثخنت جسده الطاهر قضمات الأنياب المسعورة لنهب ثرواته وتمزيقه ليكون لقمة سائغة لضواري الفساد ، والبدء بمساندة الخيرين من أجل الحفاظ على هيبة العراق الغني بالخيرات .
على البرلمانيين الجدد أن يضعوا نصب أعينهم معاناة الشعب طيلة السنوات السابقة ، والتهميش وما أصابه من خيبات أمل ونكسات ، يريدهم هذا الشعب الصبور أن يبنوا العراق بأيادي بيضاء نظيفة ، فالتاريخ كفيل بفضح المفسدين الذين يمثلون نقطة سوداء في حياة الشعب أمّا الخيرون فسيكونون نقطة اشعاعٍ تنير الدرب للفقراء والمنكوبين ..
لا بد للبرلمان الجديد من العمل الدؤوب لتأسيس ملامح خارطة طريقٍ اقتصادية ترقى بالوطن والإنسان العراقي نحو النمو والازدهار فالاقتصاد العراقي في الوقت الحاضر يعتمد على عائدات النفط التي هي عرضة للتغيرات السياسية والاقتصادية ، لذا سيكون من الأولويات الوطنية من إيجاد تعدديةٍ للموارد الاقتصادية فان مقومات الاقتصاد الانتاجية متوفرة ،ومنها على سبيل الحصر التوجه إلى قطاع الزراعة الذي يمثل قوت الشعب ، فالمياه والتربة والخبرة الزراعية والأيدي العاملة، كل هذه عوامل تساعد على انتعاش الزراعة .. أما على صعيد الصناعة الوطنية فإعادة المعامل والمؤسسات الصناعية وإنعاشها ورفدها بالجديد والمتطور ، تلعب دوراً كبيراً في انتعاش الاقتصاد العراقي فهناك معمل النسيج الصوفي والقطني والسجاد ومعامل القابلوات والأسلاك والبطاريات والإطارات والطابوق والاسمنت وهي معامل ضخمة إذا ما أعيدت فإنها تنعش الاقتصاد إضافة إلى احتواء الكثير من العاطلين عن العمل.. إن تطوير وبناء معامل الأدويه للحفاظ على سلامة المواطن وبناء المستشفيات والتأمين الصحي لكل العراقيين حاله حال الدول ، لنقضي من خلال ذلك على جشع الاطباء والصيادلة بتوفير المستلزمات الصحية وفق التأمين الصحي للمواطنين وتكثيف المراقبه الصحية من قبل لجان التفتيش ، هذه الأمور التي ذكرتها والتي فاتني بعضٌ منها كلها تقضي أو تكافح الفقر والجهل وتوفير الحياة الحرة الكريمة للإنسان العراقي .
على المنتخبين الجدد مراعاة شرائح المجتمع ، الاهتمام بشريحة المعاقين والمقعدين وذوي الاحتياجات الخاصة والأرامل والأيتام التي هي من مخلفات الحروب والطائفية البغيضة التي ابتلي بها العراق والعراقيون ، كذلك السعي الجاد بإلغاء الفقرة ( 38) وتعديل قانون التقاعد الموحد والاهتمام بالمرآة وإعطائها دورها الحقيقي فهي المناضلة والأم والزوجة والبنت والأخت والحبيبة وأيضاً محاربة العنف ضدها وتشجيع الصناعات الوطنية ودعم القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار هذه الأمور تساهم ببناء دولة قوية مدنية متطورة إذا ما حققنا أو سرنا على تطبيق هذه الفقرات بفعل الخيرين من الناس المنتخبين وبالتعاون مع الناخبين نكون قد وصلنا إلى بر الأمان وقضينا على الارهاب …
كلمة أخيرة أقولها إلى البرلمانيين الجدد لا تخيبوا ظن الأشخاص الذين أدلوا بأصواتهم وكونوا لهم العون بتحقيق أمانيهم وطموحاتهم من أجل عراق مزدهر .. ليعود عراق الحضارة والرقي والتقدم ….