يذهب السياق لعنوان المقال في عملية التأقلم والانصهار التي وضعها الحزب في دمج كوادر واعضاء مخضرمين لحزب البعث العربي الاشتراكي , واشراكهم في العملية السياسية العراقية التي أسست بعد انهيار النظام اثر الغزو الامريكي للعراق. ويمكن عزو هذا الى خلوا حزب الدعوة من كوادر قادرة على الادارة والفعل السياسي , او ان الحزب يريد تنويع الخبرات الادارية لديه عبر اشراك الخصوم في عملية البناء الاداري والسياسي في العراق , ومن هنا نخلص ان الحزب ارتجل في عملية الدمج هذه التي اثارت النقمة والغضب لدى الغالبية العظمى من العراقيين ومن قواعد حزب الدعوة ايضا, عند قرائة المعطيات التي انتهجها حزب الدعوة الإسلامي تحت قيادة السيد جواد المالكي الذي انتهج اسلوب ديماغوجي يعبر عن الفردية في اتخاذ القرار ونهج اتبعه حزب البعث طيلة فترة تجربة الحكم الفاشلة التي استندت على القرار الفردي وعدم اشراك ذوي الخبرة والتجربة والكفائة في ادارة بلد كالعراق ما اوصلهم الى نتيجة حتمية غير قابلة للتغيير , بأعتبار ان العمل السياسي يقتضي تراكم خبرات وتظافر جهود تعالج المعطيات باسلوم عملي تحليلي ينطلق من تجذير المصلحة العامة والابتعاد عن المصالح الفئوية والشخصية , انما الاصل فيها هو الحفاظ على المصلحة العامة, واعادة نفس هذه الشخوص الى العمل الاداري والسياسي من طرف حزب الدعوة يشكل جريمة بحق العراقيين وتضحياتهم اثر فترة حكم البعث.فلم يفاجئ المراقب لاداء حزب الدعوة المتسم بالفساد والمحسوبية ومنح رتب عسكرية عالية لشخصيات غير مؤهلة وتستنزف خزينة الدولة كما عبر السيد العبادي موجها نقدا لاذعا للمالكي بوصفة القائد الضرورة , اضافة الى منحه سيارات مصفحة لهم وبيوت مميزة وحماية وغيرها من الميزات التي تهدر المال العام بشكل غير قابل للتصور ، وفي الجانب الاخر نلاحظ اهمال متعمد للطبقات الفقيرة والايتام والارامل وضحايا الارهاب وعوائل الشهداء , اذ يتسائل المرء كيف يمكن لارملة تمنح 75 الف دينار بدل شهري لايكفي لتغطية نفقات حليب الاطفال , هل هذا من العدالة بمكان؟ هل يعقل ان يصل الامر بحزب الدعوة ان يتحالف مع قيادات داعش لتشكيل الحكومة التي لم ترى النور بعد ؟ كيف يمكن التعامل مع مجرم قاتل كخميس الخنجر؟ وتحويلة الى شخصية شريفة بين عشية وضحاها؟ومثله احمد الكربولي واحمد الجبوري التي تحالفت معهما كتلة البناء لدخول قبة البرلمان لتزوير اصوات البرلمانيين لصالح انتخاب محمد الحلبوسي الذي اصبح فعلا رئيس البرلمان العراقي مقابل مبلغ مليون دولار لكل صوت اذا حصل على ثلاثين صوتا بعد دفعه رشوة للوصول لهذا المنصب الذي يفترص ان يكون عليه شخص يتسم بالنزاهه والاخلاص , يذكر ان هناك فيديو يصور عملية الارتشاء بين البرلمانيين والسيد الحلبوسي . يقال ليس بالامكان افضل مما كان.