الاغتيال ظاهرة قديمة ارتبطت بالسياسية ، يمكن تعريف الاغتيال بكونه جريمة متعمدة تعتمد اسلوب الغدر بشخصية عامة ، الغاية من الاغتيال هو ارهاب الخصم ، ويستخدم هذا الاسلوب كلٌ من الحكومة والمعارضة ، تستعمله الحكومة من اجل القضاء على المعارضة ، وتستخدمه المعارضة من اجل تقويض أمن الدولة والمجتمع .
الاغتيال فعل سببه اختلاف سياسي او مذهبي او قومي وعادة يكون الصراع بين طرفين مختلفين بالتوجهات ، لكن ما حدث في الايام القليلة الماضية من اغتيالات لشخصيات مختلفة التوجهات ولايوجد رابط بينهما سوى كونهما عراقيون ، سعاد العلي ناشطة اجتماعية بصرية برزت في الاحتجاجات الاخيرة بالبصرة ، تارة فارس عارضة ازياء ووصيفة ملكة جمال ليس لها علاقة بالسياسية ، حيدر العسكري الذي اغتيل امام مستشفى البصرة التعليمي فهو ينتمي للحشد الشعبي وشخصية معروفة .، هذه ثلاثة نماذج لاتمثل قوى معارضة للسلطة وبنفس الوقت لايمثلون السلطة فلماذا يتم اغتيالهم وما الهدف الذي تحقق من وراء اغتيالهم ؟
بالاضافة للاسباب التي تم ذكرها سابقا من ارهاب للعدو او لتقويض السلطة يوجد سببين مهمين اخرين هما ، اولا يراد من اغتيال هكذا نماذج خلق فوضى بالمجتمع والسلطة معابحيث تخلق اجواء من الخوف والرعب الذين يعملان على زعزعة الثقة بين السلطة والمواطن هذا اولا وثانيا هذه الاغتيالات بمثابة دعوة لقوى خارجية من اجل التدخل بشان داخلي ، بمعنى عندما تقتل ناشطة اجتماعية مساندة للاحتجاجات سوف تتدخل منظمات عالمية داعمة لهكذا توجهات وتحاول الضغط على السلطة ، عندما تقتل امرأة مسيحية وعارضة ازياء ووصيفة ملكة جمال سوف تؤلب الراي العام العالمي ضد الحكومة ذات الديانة المسلمة واجهزتها الامنية وتحاول الضغط على السلطة ، عندما يتم اغتيال منتسب للحشد الشعبي فان الحشد الشعبي برمته سينقلب على السلطة واجهزته الاستخبارية والامنية وتنقلب ايضا دولة اقليمية التي كانت تساند الحشد الشعبي ، يعني خلاصة القول يراد زعزعة النظام وتمزيق المجتمع سوية ، اذ ان هكذا اغتيالات يخطط لها بدقة متناهية لاتقبل اي خطأ فلم يكون اغتيال (سعاد وتارة وحيدر) اغتيال صدفة بل جاء بتخطيط مسبق وهؤلاء لايمثلون معارضة فهل سعاد وتارة يمثلان معارضة !! وبنفس الوقت لايمثلون سلطة وانما هم مقربين للشعب والسلطة معا ، اما اعداؤهم فهم المافيات المحلية والعالميةوتجار الحروب وهؤلاء هم من يقفون خلف الاغتيالات .