هذه هي عدالة السماء , وبما أننا من المتفائلين دوماً بالنهاية الحتمية والسقوط المدوي القريب لهؤلاء الذين جاءوا يهرولون خلف دبابات المحتل , من سياسي الصدفة , كالبرلمانين وقادة الكتل والأحزاب والتيارات والطوائف والآباء الروحانيين للعصابات والمليشيات الطائفية والقومية , التي تعتبر مجتمعة آخر ما أنتجته الدوائر الاستعمارية والإمبريالية والصفوية الصهيونية في القرن الجديد , لكي يصل حال أمة العرب عامة والعراق خاصة إلى من نحن عليه الآن من تخلف وتشرذم واقتتال طائفي بغيض ونهب منظم لثروات الشعوب , وبما أن ما بُنيَّ على باطل فهو باطل , وبما أن هذه الشلة وهذه العصابة بَنًّتْ وشيدَّتْ مجدها البائس على جماجم ملايين الأبرياء من العراقيين على مدى أكثر من ثلاثة عقود .. أي منذ عام 1980 وحتى يومنا هذا , وبما أن حبهم للمناصب وتحقيق أعلى دخل من المكاسب وجشعهم وحبهم لجمع المال السحت الحرام … لم ولن يشهد له تاريخ العالم وتاريخ الشعوب مثيل , وبما أنهم بعد أن كانوا مشردين ولاجئين في شتى أصقاع الدنيا , أصبحوا اليوم مِمنَ يسكنون الفِلل والقصور ويملكون العمارات والمصانع والدور ويستولون على بيوت العراقيين الذين تم اغتصابها منهم بالقوة , بعد أن هجرها أصحابها الشرعيين , وأصبحوا أرقاماً في عداد المُهجرين والمُهاجرين قسراً وظلماً وعدواناً بحجة وذريعة الإرهاب والقاعدة المزعومين , وبما أنهم أشبعوا كروشهم بما لذ وطاب حد التخمة , على حساب سرقة لقمة عيش ملايين الأيتام والأرامل والمشردين الباحثين عن زادٍ لمعدتهم الخاوية وسط أكداس القمامة والمزابل , ولأن الله سبحانه أعمى بصرهم وبصيرتهم وأصم آذانهم على مدى هذه السنين العجاف , فلهذا نراهم الآن .. ما أن بدأ ناقوس الخطر يقرع أجراسه , وحمى الانتخابات تستعر وتدب في مفاصلهم من جديد , وبدأ العد التنازلي والاستعدادات وشحذ الهمم للضحك من جديد على ذقون المغفلين والبؤساء من أبناء الشعب العراقي الغارق في بحر التخلف والفقر , سرعان ما بدأ يظهر لنا رأس قمة جبل فساد جديد , وبدأت تظهر وتتكشف لنا يوماً بعد آخر, عمليات غاية في الحساسية ممنهجة ومبرمجة حسب ما تقتضيه ظروف المرحلة الحالية , ومن أهمها وأبرزها والتي تعتبر القشة التي قصمت ظهور بعران العملية السياسية المزعومة برمتها , فبحجة القضاء على فساد وزارة التجارة … وهي عملية ( اجه يكحلها أبو إسراء عماها ) كما يقول المثل , خاصةً عندما ورطوه أصحاب ومستشاري السوء بإلغائها ومن ثم سحبوا أيديهم منها ومنه ؟, والتي أثارت حفيظت الفقراء وألهبت الشارع العراقي الملتهب أصلاً , ولكنها سرعان ما هدأت ولكن إلى حين !؟, كما هدأت من قبلها عملية إقالة مدير البنك المركزي العراقي سنان الشبيبي , ولكن ارتداداتها وهزاتها ونارها مازالت مستعرة تحت الرماد , والذي عملوا منه كبش فداء أيضاً كما فعلوها مع طارق الهاشمي من قبله ؟, سمحوا له بالخروج ثم أصدروا بحقه مذكرة اعتقال ثم حاكموه غيابياً بالإعدام ؟, والآن جاء دور صفقة الأسلحة الروسية …؟؟؟, والتي حتى اللحظة الجماعة واحد يجر بالطول والآخر يجر بالعرض , وتاهت علينا السالفة ؟, ما نعرف نصدق بمن ونمشي خلف مَنْ ؟؟؟, ولكن عند جهينة الخبر اليقينُ ؟, أي عن بوتين ومخابراته . حيث تخللها وغطت عليها مؤقتاً فضيحة اغتصاب النساء في السجون الديمقراطية وأصبحت أعراض وشرف العراقيات حديث للي يسوه , وللي ما يسوه في شتى أنحاء العالم , ولكي يكمل الله سبحانه وتعالى فضله علينا لفضح أكاذيب هؤلاء الدجالين والمنافقين واللصوص من السياسيين بأنهم عمروا وشيدوا العراق وأنجزوا مشاريع عملاقة خاصة في مجال البنى التحتية … مَنَّ علينا ورزقنا سبحانه بزخات مطر , غرقت على أثرها بغداد العاصمة وما زالت غارقة في مياه الأمطار التي اختلطت بمياه الصرف الصحي ( الثقيلة ) والتي تنذر بكارثة بيئية لا يحمد عقباها على صحة المواطنين الغلابة الذين لم يصحوا بعد من مخلفات الفسفور الأبيض وأسلحة الدمار الشامل التي استخدمتها ضدهم القوات الأمريكية الشريرة , وكذلك باقي المحافظات , مما أدى إلى قطع الطرق وتعطيل المدارس والمستشفيات وحتى البلديات , وانهيار مباني ومدارس وبيوت على رؤوس ساكنيها , راح ضحيتها عشرات الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ ومئات الجرحى في مختلف مناطق العراق .
تسارع الأحداث داخلياً وإقليمياً , وتلاحق وتناسل الأزمات أي أزمة ومصيبة تلد مصيبة وأزمة أكبر من سابقاتها , جعلت ما يسمى بالشركاء في هذه العملية السياسية الممسوخة أصلاً , وكذلك ظهور حقائق وأدلة جنائية ترقى إلى أكبر وأضخم عمليات الفساد في العالم , والتي تنهار على أثرها دول وحكومات بعينها , لكنها في بحر فساد العراق المتلاطم الأمواج ترقى فقط إلى تبادل وكيل التهم والشتائم ونشر الغسيل , أو في أسوأ الاحتمالات تصل حد التراشق بالأحذية بين النخب السياسية تحت قبة البرلمان ؟, هذه الأمور وهذه الحقائق التي طفت على السطح هي من جعلت وستجعل في قادم الأيام بأسهم بينهم , والتي حتماً ستعجل من سقوطهم ونهايتهم الحتمية على يد أبناء العراق الغيارى قريباً غير مأسوف عليهم أبداً , وسيكون مصيرهم إلى مزبلة التاريخ طال الزمن أم قصر .
لذا لا يسعنا .. ومعنا الملايين إن لم نقل المليارات من بني البشر في مشارق الأرض ومغاربها , والذين أصبحنا وأمسينا نقف شهود على أعتاب نهاية أكبر مهزلة ومسرحية عرفتها البشرية , ألا وهي الفصل الأخير من فصول هذه المهزلة المسماة زوراً وبهتاناً بـ ( العملية السياسية الديمقراطية في العراق الجديد ؟, أي عراق ما بعد 2003 ) والتي أوشكت تقف على أعتاب نهاية عامها العاشر الذي سيكون عام خاتمة السوء والأحزان والبؤس والفقر والمرض لجميع العراقيين بإذن الله إذا عقدوا العزم على إزاحتهم من المسرح السياسي , من هنا .. لابد لنا أن نؤكد على حقيقة دامغة بأن هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم بالشركاء السياسيين قد بدءوا يعدون العدة بالوقيعة والتآمرعلى بعضهم البعض , وبدءوا يحفرون قبورهم بأيديهم , خاصة في الآونة الأخيرة , عندما بدأ الحرامية يتعاركون على البوكة الأكبر والأضخم في تاريخ العالم ألا وهي سرقة أكثر من ألف مليار دولار عداً ونقداً تقاسموها فيما بينهم ومع من أتى بهم وأوصلهم لسدة السلطة والتسلط على رقاب العراقيين منذ بداية الاحتلال وحتى يقدر الله أمراً كان مفعولا .
إن ما يسمى بحرب الوثائق والعقود والصفقات , والصفاقات والتراشقات والتصريحات والمؤتمرات الصحفية والإعلامية , والاتهامات المتبادلة الأخيرة بين ما يسمى قادة ورؤساء السلطات الرئاسية الثلاثة , ناهيك عن الهيئات الأخرى التي يدعون بأنها مستقلة ؟, كهيئة الانتخابات المستقلة , وهيئة البنك المركزي وهيئة المسائلة .. والعمالة !, وكذلك المحاولات البائسة واليائسة التي تدور رحاها الآن لزج العراقيين من جديد في أتون حرب أهلية لم يتمكنوا لا .. هم ولا أسيادهم الفرس أو الأمريكان من شغلهم أو زجهم فيها على مدى عشر سنوات , ولهذا شغلوهم على مدى هذه الأعوام بحرب من نوع آخر … ألا وهي حرب الصراع من أجل البقاء , صراع لتأمين لقمة العيش الحرة الكريمة حتى لو كانت من المزابل الوطنية ؟, وصراع من أجل تأمين كم ساعة كهرباء بواسطة المولد ليقيهم جهنم الصيف أو زمهرير الشتاء , صراع من أجل تأمين الوقود في البلد الذي يطفو على بحر من الوقود يكفي لإنارة وتدفئة العالم بأسره , وغيرها من أشكال وصنوف الصراعات التي لم يألفها العراقيون منذ فجر التاريخ .
إن ما أردنا أن نشير إليه في هذه السطور الموجزة هو :
1- إن ما يسمى بالعملية السياسية في العراق بدأت تتهاوى وتنهار برمتها ساعة بعد ساعة .. وليس يوماً بعد يوم .
2- إن جميع ما يسمى بالقادة السياسيين في العراق الجديد ؟, يحتضرون سياسياً ودينياً وأخلاقياً , وها هي آخر ورقة من أوراق التوت التي كانت تستر عوراتهم قد سقطت .
3- إن المحاولات الترقيعية البائسة واليائسة لتجميل صورة وجه هذه الحكومة القبيح , والتي يحاول البعض من بيادق الشطرنج في ما يسمى حكومة الشراكة إظهار نفسه على الملء بأنه شريف ونزيه , سوف لم ولن تجدي نفعاً .
4- إن افتعال الأزمات , وعلى رأسها : أزمة البنك المركزي , وكذلك إلغاء البطاقة التموينية , وفضيحة سجون النساء , وفضيحة الصفقة الروسية وغيرها , ومن ثم المحاولة على التغطية على جميع هذه الأزمات والسرقات وغيرها عن طريق افتعال التوتر القائم الآن بين إقليم مسعود الكردي .. ووالي إيران على بغداد المالكي لم ولن تجدي نفعاً , وستكون هذه الأفاعيل مجتمعة آخر مسامير تدق في نعش حكومة الاحتلال الرابعة , وفي نعش حزب الدعوة ونعش نوري المالكي شخصياً , لأن هذا الرجل أصبح مهووس بحب السلطة والزعامة على حساب وحدة العراق ووحدة أبناء شعبه , وكل الدلائل والمعطيات من خلال القراءة المتأنية للمشهد السياسي العراقي والإقليمي الحالي , تؤكد بأن الرجل أي نوري المالكي , أصبح يتخبط بشكل جنوني وهستيري , خاصة بعد أن فشل في تأجيج الصراع الطائفي على مدى السبع سنوات الماضية , والذي حوله أو يحاول جعله وتأجيجه إلى صراع قومي .. أي إلى عربي – كردي من أجل التلاعب بمشاعر ونخوة العشائر العربية كي تلتف حوله , وهو الآن يرقد في غرفة الإنعاش المركز أي أن الرجل يحتضر , وهو الآن في أضعف حلقة من حلقات وجوده في هرم السلطة , وكذلك كيانه وحزبه وتحالفه المزعوم مع باقي الشلة على الساحة العراقية , وأن الكرة الآن أصبحت في ملعب الشعب العراقي , الذي يمر الآن في أقوى وأهم منعطف تاريخي , سيحدد من خلاله وجوده وانتمائه وهويته القومية والدينية والأخلاقية وكذلك الإنسانية , هذا بالإضافة إلى تحديد مستقبل وهوية الأجيال القادمة من أبنائه . وإن غداً لناظره قريب .
[email protected]