23 ديسمبر، 2024 9:48 ص

مِما يخافُ المٓلك !

مِما يخافُ المٓلك !

بعد أن أعتذرت المملكة العربية السعودية قبل أيام عن قبول المقعد الشاغر في مجلس الأمن الدولي للدول غير الدائمة العضوية فيه وهي المرة الاولى التي يُعطى فيها هذا المقعد للمملكة  ، معللة ذلك الاعتذار الى إخفاق المجلس في التعامل مع قضايا المنطقة الراهنة والتي من أهمها إخفاقه في جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ، وهي أي السعودية تشير بذلك الى المشروع النووي الإيراني وكذلك عدم قدرة المجلس في إيجاد صيغة دولية ملزمة للجميع بخصوص إزالة حكم الرئيس بشار الأسد من خلال عمل دولي مشترك ، والذي تعارض السعودية بشدة إستمراره في حكم سوريا .
وبادرت السعودية بعد الرفض الى توجيه جملة من الرسائل الدولية والإقليمية لحشد الآراء والأصوات التي تتناغم مع توجهاتها في هذه القضايا ، فأجتماع الملك السعودي بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد ، وما سبقها من دعوة الملك عبد الله للرئيس التركي عبد الله غول للقيام بمراسيم الحج لهذا العام والذي حظى بأهتمام أمني ورقابي كبير جداً  ، وكذلك التوجه السعودي لدعم الحكومة المصرية المؤقتة بعد فشل حكم الاخوان ورفض الشعب المصري لنظام حكم الطبقة السياسية الاسلامية السنية له ، ربما يعطي للمتابع إنطباعاً بسعي المملكة لإيجاد تحالف إقليمي وعربي قوي ومتماسك إتجاه تلك القضايا لا سيما بعد فشل المساعي القطرية التي كانت تخطو بسرعة ودونما دراسة سياسية وعسكرية صحيحة وواعية لهذه القضايا الخطيرة  ، وكذلك سطحية دور جامعة الدول العربية في هذا الشأن .
وبالمقابل فأن المملكة تواجه على الجانب الاخر من تلك القضايا والنزاعات تحالفاً سياسياً وعسكرياً يضم الدول المعنية مباشرةً بتلك القضايا وهي إيران وسوريا ومعهما الحليف الروسي الشرس وحكومة العراق وحزب الله اللبناني .
ربما إن السعوديين يرون أنفسهم غير بعدين عن خطر الصراع الشعبي الداخلي الذي يعصف بدول المنطقة وحكامها ، بعد أن أستيقنوا أن حليفهم الأكبر أمريكا لا يتعامل بلغة الولاء الدائم ، فالملك السعودي اليوم بحاجة الى حلفاء مُستأمنين تربطهم هواجس الخوف المشترك من المستقبل الذي قد يزيل سلطانهم الى غير رجعة .