هناك اشياء كثيرة نعلمها واقعياً في الحياة يكون الانسان مدركاً لها، وتبدو له كالخيال او الظلال لا يستطيع ان يراها في حقيقتها وانما يرى صورتها امامه، وخصوصا عندما يكون متكدساً وراء ستار من الظلام والجهل، بينما توجد الحقيقة وراءه، بل يفاجأ باشياء غريبة لم يكن يعرفها من قبل، لا يستطيع الوصول اليها، لأن الطريق قد يكون صعباً ويحتاج من المرء ان يتحمل الكثير من الصعوبات والمتاعب، وان الانسان اذا اراد ان يبرهن صحة شيء ما او يقوم باثبات قضية معينة لتبصير المجتمع، فيجب ان يتأكد كل التأكيد ان محاولته هذه غير مجدية على الاطلاق لأن فكرته قد تكون جديدة على المجتمع، والافكار الجديدة لا مكان لها وسط واقعنا الذي نعيشه، ذلك لان الافكار القديمة هي التي تبدو قائمة تمتد جذورها في ابعد حدودها تحت الارض، بحيث لا يستطيع المرء ان يخلعها بسهولة، لان نظرة المجتمع نفسه ليس من السهل ان تتغير او تتطور.
ان على الانسان ان يكون مسايراً بما يأتي به المجتمع ولا يحاول ان يأتي بشيء جديد لكي يصل الى هدفه، لانه حتماً سوف يفشل ويصبح في موقع التأنيب، واللوم من قبل الآخرين ممن كانوا معه في خياله وظلامه، وطالما انه ينظر في السماء ويستمر متطلعاً في نظرته فأنه لا يصل الى الشيء الذي يريده بل عليه ان يقتنع بعادات وتقاليد مجتمعه محافظاً على كرامته وشرفه. وانه اذا اراد ان يفعل شيئاً ما فيجب عليه ان يفكر اولاً ماذا سيفعل وما هي النتائج التي سوف تترتب على ذلك الفعل، هل هي ايجابية ام سلبية؟ عليه ان يعرف كيف يعالج اموره منطقياً خصوصاً وان مثل هذه الامور قد تبدو له واضحة وانما هي في حقيقة الامر زائفة، وهنا يأتي دور الوسائل التعليمية والتثقيفية في توعية الافراد لمعالجة قضاياهم الانسانية معالجة سليمة وعدم الأخذ بالطرق العشوائية، ربما نجده يتصرف بعض التصرفات نتيجة احساسه بعدم اهميته، وضعف شخصيته وادراكه بأن المجتمع يفضل الآخرين عليه ويحاول ان يعبر عما في نفسه بتصرفه العشوائي الذي لا يغير من الوضع القائم ولا يطوره، ويعتقد بأن له الاولوية في التكريم قبل الآخرين، وذلك لأن الانسان ليس جسداً فحسب، وانما احساس وشعور، واذا شعر بأن احداً حصل على مكافأة مثلاً فانه يريد ايضا ان يحصل عليها والا فقد يتولد لديه نوع من الحسد والغيرة، ونتيجة لذلك يقوم بالافعال اللاارادية ولكن اذا كان هو نفسه يعرف بانه لا يستطيع ان يصل الى هدفه فلا داعي الى هذه الافعال، وعليه يترك هذه الامور في نصابها بلا مبالاة ولا حساسية والا فسوف تورث خسائر معنوية جسيمة قد تضر بمصالح الآخرين.
-16-
من يعتقد ان النظم السياسية الرجعية لا تكُوَن لها ثقافات رجعية، فعليه مراجعة التاريخ، ومن يفكر ويكتب دوماً عن ازمة الفكر والابداع بالعربية فيجب ان يحدس في فرائص عقله جيداً، ان لم يكن تعرض لغسيل دماغ.
لقد تعلمنا في جيل متمرد كل ما هو سلبي ومتفسخ، وآمنا بالتقدمي الذي يخص ذواتنا، لكننا لا نزال نقرأ اليوم عن ازمة الفكر، ازمة ابداع، واذا استمر الحال على هذا السياق، فتربية الجيل الجديد، ستكون بدون شك ثقافة ازمة.
ان من يتصور بأن الفكر العربي في ازمة فهو جزء من منظومة الرجعية العربية وطبقاتها المنخورة، فالفكر العربي المعاصر اسمى من العقائد المهزوزة مهما تقمصت، والابداع بالعربية اعظم من كل ما يكتبه ثرثاروا الافكار المسروقة من هذا وذاك، وغريب ان يكتب في مجلاتنا وصحفنا التقدمية عن هذه الازمة بشكل استعراضي فقط.
يجب علينا تنقية العربية من المتطفلين عليها. ممكن استخدام القدرات الابداعية للخلق فنياً، فاللغة التي ابدعت شعراء عظام لا يمكن ان تمر بأزمة مطلقاً والفكر الذي ابدع فيه نفر عظام من هذه الامة لا يمكن ان يمر بأزمة مطلقاً. انما هي ازمة طبقات متطفلة تؤدي دورها التاريخي جدلياً، وتخسر الى الابد مع ثقافاتها.
اذن، يجب لفظ كل ما يتعلق بمفهوم الازمة والرد بأسلوب المنطق الابداعي الحق، فلا لغة بدون هيكلية وموضوعية كما يقول رولان بارت.
-17-
في الماضي القريب، لم يحل النفي ولا التشريد دون قيام المثقفين العراقيين برسالتهم. ففي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، تصدى الالوسيان (ابو الثناء شهاب الدين محمود الالوسي 1802- 1853م، ومحمود شكري الالوسي 1856-1924) بجرأة نادرة لتشريح علاقات المجتمع الجامدة والبالية، داعين للتحديث في الاعتماد على المدنية الغربية التي لها الكثير من المحاسن، كما ان لها الكثير من المساوئ، فقد دعوا الى عدم غمط حقها ولا بخس قدرها، ودعوا معشر الشرقيين الى اخذ ما ينفعهم ويلتيئم بهم، وان يتركوا ما يضرهم وينافي طبعهم، وان يعملوا على الاستفادة من جليل صناعاتها وعظيم آلاتها، وان يتخذوا منها قوة تصد عنهم اذى الطامعين وشره المستعمرين.
وفي بداية القرن العشرين، نفي محمد مهدي البصير، وشرد، لكنه ظل حريصاً في رسالة التحديث التي حملها الى قومه. دعا الى الحرية والمساواة ونشر التعليم الى الجميع بل وطالب بتعليم السياسة لهم، وتصدى كذلك كل من الزهاوي والرصافي لتحرير الفكر من قيد التقليد والرجوع في فهم الدين وكسب معارفه الى ينابيعها الاولى ليكون صديقاً للعلم باعثاً على البحث في اسرار الكون والى احترام الحقائق الثابتة، مطالبين بالتعويل عليها في ادب النفس واصلاح العمل. واذ دعوا كذلك الى اعمال العقل في شؤون الدين، فأنهم قد اكدوا على حقيقة انه ليس في روح المدنية الحديثة او في ثمرات العلم الحديث ما يناقض الاسلام الصحيح. وفي ذلك كله، دعاة لنشر التعليم بين العامة والاشغال بالدراسة العلمية الحديثة. وصحب الزهاوي والرصافي ذلك الزمن رعيل كامل من المفكرين اصحاب الفضل علينا جميعاً.
ولعبت المراكز الدينية في بغداد والموصل والبصرة وسامراء والنجف.. دوراً عظيم الأثر في بعث وخلق وتطوير ثقافة عراقية مزدهرة، ترفع رايات العلم والمعرفة والعقل ، والدين لله والوطن للجميع، والاستقلال الوطني والحريات الديمقراطية، فلم تقم ثورات العراق الا في اطار ثقافي مستنير، قامت في اطار من الفكر الوطني والديمقراطي والاجتماعي، الفكر العقلاني الرشيد الذي تشكل من روافد اصيلة، انطلاقاً من قيم التراث الاسلامي ولا سيما في دعوته الممتدة لتحرير الانسان.
فأولى بمثقفي المستقبل الممتد بلا حدود، ألا يحسبوا انفسهم في الحاضر الكئيب، اولى بهم ان يتجاوزوا عقبات الحاضر المتمثلة في سيادة الامية وازدراء الثقافة، ليفرضوا هم حرية الخلق الجديد. غير انهم لن يستطيعوا ذلك الا بتوحيد حركتهم مع حركة شعبهم، ليكون بامكانهم ان يبدعوا ثقافة جديدة تتمسك بوظيفتها الطبيعية في التبشير بمجتمع افضل.
-18-
من الظواهر التي شاعت في مجتمعنا العراقي واصبحت كأنها أمر عادي، تقديم الهدايا لبعض اصحاب الخدمات الرسمية (الحكومية) للحصول على منفعة او قضاء خدمة او مصلحة منهم. وكثير منا يطلق على هذه الهبات المشبوهة اسم (الأكراميات) وهي في حقيقتها (رشوة) مقنعة، اذ لولا المصلحة ما كانت تقدم لهم.
ولما كان الاسلام (وهو منا براء) والقوانين الوضعية حريصة على حفظ حقوق الانسان وعلى نقاء ذمة الفرد وطهارة يده وراحة ضميره، فقد حرمت هذه الممارسات ووضعتها في اشد درجات التحريم.
ولنقرأ هذا الحديث الذي رواه ابن مسعود “الرشوة بين الناس سحت”. وعن عبد الله بن عمر “لعن الله الراشي والمرتشي”. وعن ثوبان “لعن الله الراشي والمرتشي والرائش/ اي الوسيط”.
ولعل سائلاً يسأل: ما دخل الاكراميات والهدايا في هذه الامور؟
ونقول لمن يسأل: ان كل ما يقدم بقصد التأثير او طمعاً في منفعة غير متحققة، هو رشوة، كما يبدو ذلك واضحاً في موقف رسول الله من ابن اللتيبية، فقد ارسله رسول الله مكلفاً اياه بجمع اموال الزكاة، فلما قدم الاموال التي جمعها، قال: هذا لكم وهذا اهدى إلي. فقام رسول الله خطيباً على المنبر، فقال: ما بال عامل ابعثه فيقول هذا لكم وهذا اهدى إلي. افلا قعد في بيت ابيه او بيت امه حتى ينظر ايهدي اليه ام لا؟ والذي نفس محمد بيده لا ينال احدكم منها شيئاً الا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه، ثم قال: اللهم هل بلغت، مرتين او ثلاثاً.
وهل يكف بعضنا عن هذه العادة التي استشرت في بعض جوانب حياتنا، واسلامنا ديننا، ينكرها ويرفضها، وهل نعتبر بما روى عن عمرو بن العاص، ان رسول الله قال: ما من قوم يظهر فيهم الربا الا اخذوا بالسنة (اي القحط والجرب) وما من قوم يظهر فيهم الرشا الا اخذوا بالرعب. رواه الامام احمد.
جنبنا الله السوء، واصلح احوالنا.
-19-
لولا الامل لأصبحت الحياة عبئاً لا يطاق، ولولاه لتجمدت ارادة الانسان وخاب سعيه. ومن الطبيعي ان يكون للانسان آمال، يبد ان هناك فرقاً بين آمل الضعفاء وأمل الاقوياء.
فالضعاف يرون الأمل بالتمني واكثار الدعوات، واما الاقوياء فيرونه بالعمل العقلاني المثمر والتفكير الناضج السليم، ومعرفة حدود القدرات والامكانات، لذا كان املهم اجدى واكثر نفعاً من أمل الضعيف.
يعيب الكثير منا على المتشائمين تشاؤمهم، ويرددون بأن هناك أملاً في الجيل المقبل، وبكثرة المتعلمين في المدارس، وبزيادة عدد الكفاءات.. ولو امعنا النظر لوجدنا انها آمال تكاد تخلو من الحكمة والواقعية. فالجيل القادم لم يرث منا الا تخلفاً وسطحية في التفكير وحباً للنفاق والكذب.
وكثرة المترددين على المدارس لا تعني اكثر من كم تنقصه المقدرة على الصمود امام تحديات الحياة، واما الكفاءات فمعظمهم نسخ مشوهة ينقصها اول ما ينقصها المقدرة على استخدام العقل استخداماً سليماً فعالاً.
من اين يأتي الامل اذن؟
يأتي وباختصار من جهود الاقوياء، ذلكم الذين يقودون المجتمع ويستطيعيون الارتقاء به او تدميره. فهناك أمل لو جلس (س) مع (ش) وحاولوا فيه وضع حد لمعاناة الانسان العراقي، وهناك أمل لو أصر هذا العراقي مثلاً على حياة تكرس للسلام بدلاً من الاقتتال…
وهناك أمل لو بدأ انساننا العراقي يحس بمعاناة الانسان في فلسطين او سوريا.. فيفتح قلبه ويراجع افكاره ويقف ضد عبثيات الايادي الخفية واستغلالهم لجهله وعواطفه، كما ان هناك املاً لو بدأت كفاءاتنا بالسؤال عن جدوى ابحاثهم والطريق الذي سلكوه.. فيمتنعون عن خلق الجديد من الافكار التنويرية.. وهناك امل كبير كذلك لو كف العراقي عن دمار بيئته وبدأ يعمل على تنظيفها واعادة الحياة الطبيعية لها.
هذه جميعاً آمال الاقوياء، التي يمكننا ان نثق بها ونعتمد عليها، وأما آمال الضعفاء فسوف تبقى ضعيفة كحال اهلها، ولو خيرت بين اي الامل افرح لها واسعى، فليس لدي شك في انكم سوف تعرفونها.
متى نثق في آمالنا؟
الجواب هو حين يبدأ العراقي الاعتراف بجهله وقصوره وبمكانته المتدنية في عالم اليوم، ثم يبدأ العمل بصمت ويحسن النية فيما يقول ويفعل، ثم يتواضع في مطالبه ويتوقف عن الركض واللهث وراء نماذج غربية للحياة والتي لم يصلها وانما سيبقى صورة مشوهة عنها، وان يرى لنفسه نموذجاً آخر للحياة بسيطاً لكنه انساني، ومختلفاً لكنه فعال، عندها نبدأ اول درجات الصعود، ومع الصعود لا بد هناك من أمل.
-20-
ان ظهور الشخصيات الاجنبية في ادب شعب ما، هو نتيجة لما بين هذا الشعب وغيره من الشعوب من صلات أياً كان نوعها او مستواها او طبيعتها. وان درس الشخصيات الاجنبية في ادب شعب ما يساعد على معرفة ذلك الشعب وفهم نمط تفكيره وطريقة ادراكه للعالم، واسلوب عيشه فيه، ونوع العلاقة التي يقيمها مع الشعوب التي تعيش معه في العالم الذي يعيش هو نفسه فيه.
وقد تكون الصورة التي يقدمها شعب في ادبه عن الشخصيات الاجنبية قريبة من واقع تلك الشخصيات او بعيدة، اي ان الصورة قد تكون صادقة او غير صادقة في تمثيل تلك الشخصيات ولاسيما التاريخية منها. ولكن هذا كله ليس مهماً وانما المهم هو الصورة نفسها وما تحمل من دلالات على الشعب الذي قدمها والشعب الآخر الذي تنتمي اليه تلك الشخصيات الاجنبية في ادب شعب والشعب الآخر الذي تنتمي اليه تلك الشخصيات وما بين الشعبين من صلة.
وواضح بعد ذلك، ان درس الشخصيات الاجنبية في ادب شعب ما، هو احد الموضوعات الرئيسية في ميادين البحث في الادب المقارن، وان كان مثل هذا الموضوع لم يلق الى الآن من الاهتمام ما هو جدير به.
-21-
عندما يستعصي عليك فهم حكمة الانسان، عد الى عالم الحيوان وتعلم منه الحكمة، فقد تبدو هذه العظمة غريبة للوهلة الاولى ولكن تمهل وتابع.
منذ سنوات ظهرت احصائية في احدى البلدان الغربية تقارن بالتفصيل والادلة بين حياة العنف في الغابة وحياة العنف لدى البشر.
وتظهر هذه الدراسة الاحصائية، ان حوادث قتل الحيوان للحيوان هي اقل بعشرات الاضعاف من حوادث قتل الانسان للانسان.
وتؤكد الدراسة، ان الحيوان لا يقتل اخاه الحيوان الا بدافع محدد، اما الجوع او الخوف، وهما ينبعان من حافز واحد هو غريزة البقاء. ومن النادر ان يقتل الحيوان لمجرد التلذذ بعملية القتل، بينما هذا السلوك طبيعي لدى الانسان وتنتهي الدراسة الى القول، ان الانسان لا الحيوان هو اعظم قاتل في التاريخ على الاطلاق. درجنا في العادة نحن البشر على اطلاق عبارة (شريعة الغاب) على المجتمعات التي تسودها الفوضى، وتعززها الجريمة، ويسيطر عليها العنف، ويطغى عليها اسلوب القتل.
بعد هذه الدراسة الاحصائية يحسن القيام بحركة تصحيحية لتصويب بعض مقاييسنا الادبية والثقافية. وفي هذا الاطار ينبغي اطلاق تسمية (شريعة الغاب) على المجتمعات البشرية المنظمة والمتقدمة والتي لا يتم فيها القتل الا بدافع محدد ووجيه، كما يجري فعلاً في عالم الحيوان. وينبغي ان يتم ذلك بدافع التكريم لا التجريح في محاولة لرد الاعتبار الى القيم الحيوانية الاصيلة.
-22-
كل شعرية ترنو لأن تكتب على مثال سابق ليست شعرية، وكل كتابة تنطلق من نقطة مكتشفة هي ازدواجية عمل، وبهذا الوضع تتحول الكتابة الى كتابة مكتوبة مسبقاً، اي انها لا تكتب، وبذلك لا ضرورة لوجودها.
نحتاج الى الكتابة الشعرية التي تجد صورتها بالصدمة لتمنعها من الالتصاق برحم الظلام، وتعيد اقتراحنا، تلك الكتابة التي تكتب على ضوء ادراك مختلف للشعر وليس بصفتها فراغاً يضيع خطواته في تحويل الوثائق الى آثار.. نحتاج الى كتابة تطوع المشهد ليلائم هذا الحداد.
ان قراءة اي مطبوع شعري تقدم لنا سلسلة من الصدامات، صدمة ان تجد ان المناخ الشعري السائد هو المناخ الموحد، لأن ما هو سائد من كتابة يجعل من القصيدة تمتلك سلفاً رؤياها التي تتحول الى قالب صدمة ان تجد بأن الشعر اصبح مجرد كلمات يمكن وضعها في (الموديل). الذي يستريح فيه الشعر من مغامرته ويتجرد من المغاير، صدمة بأن تشعر بأن اي سؤال جديد سوف تطرحه هو عبارة عن حركة للرحى ذاتها. فكأن المشكلة لا تتغير، وكأن الدراهم الممسوحة هي العملة الرائجة.
صدمة ان تجد نفسك مرغماً على تزوير المختلف ليتصالح مع السائد، وصدمة ان تجد نفسك مرغماً على طرح هذا السؤال: لماذا هذا الشعر اصلاً، وصدمة اخرى اخيرة ان تجد بأن كل اجابة على سؤال ستكون اجابة خرساء لا تصوب ولا تغير.
نحتاج الى كتابة لا تحلم بالسكن وسط جيرة بيضاء، الى ثقافة تتسم بالزنوخة الحقة، والى حكمة تجمعها من الاوساخ والظلام. لهذا تسأل، لماذا الدخان دائماً ابيض، لماذا الرماد دائما اسود.
ايتها الوجازة، بحاجة الى مهمازك ليقود ضبابي.
-23-
* لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه اجراً عظيماً. القرآن الكريم.
* قال رسول الله: ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى- اذا لم تستح فأصنع ما شئت.
* قال امام التابعين سعيد بن المسيب: ان الدنيا نذلة، وهي الى كل نذل أميل، وانذل منها من اخذها بغير حقها وطلبها بغير وجهها، ووضعها في غير سبيلها، والنذالة هي الخسة.
* قال المهلب بن ابي صفرة: ادنى اخلاق الشريف كتمان سره، وأعلى اخلاقه نسيان ما أسر اليه.
كدا قضى الله للاقلام مد بريت
ان السيوف لها مد ارهفت خدم / ابن الرومي
* حتى رجعت وأقلامي قوائل لي
المجدُ للسيف ليس المجد للقلم / المتنبي
* قوم اذا مس النعال وجوههم
شكت النعال بأي ذنب تُصفحع / المتنبي
* افضل ما يفعله الفاشلون هو ان يصنعوا من انفسهم رجال دين / مونتيسكيو
* حينما كان سنكلر لويس، الكاتب المعروف، طالباً في جامعة ييل، قال لأحد اساتذته: أن أعز امنية عندي هي ان اصبح كاتباً. فقال له الاستاذ: ولكنك سوف تموت جوعاً لو تحققت امنيتك هذه، فقال سنكلر: لن يهمني ذلك. فأجابه الاستاذ: اذن سوف تكون كاتباً ناضجاً يا بني.
* بدون قانون لا تستقر أمة، وبدون اخلاق لا يحترم قانون، وبدون ايمان لا تسود اخلاق / قاض بريطاني.
* كان ليه وطن ابكي لنكبته
واليوم لا وطن لي ولا سكن
ولا ارى في بلاد كنت اسكنها
الا حثالة ناس قاءها الزمن / الرصافي
[email protected]