23 ديسمبر، 2024 6:50 ص

مُنذُ الثمانيناتِ والى الآن

مُنذُ الثمانيناتِ والى الآن

بالرغم من أنكِ تسيرينَ

على مسافةٍ بعيدةٍ عني

هذا يكفي

أنكِ تحبينني ،

وبالرغم من أنكِ تحملين في يديكِ زهرةً

لاتُشبهُ الزهرةَ التي أضعها دائما فوق دفتري

هذا يكفي

أنكِ تحبينني ،

وحينَ تلفظين أسماءَ تخلو من إسمي

هذا يكفي

بأنني أشعرُ

بأنك تحبينني ،

وبالرغم من أنك تتحدثين بصمت مطبقٍ

ومميتٍ معي

رغم ذلك أشعرُ

بينَ نوايا هذا الصمت المطبق والمميت

ما يشعرني

بأنك تحبينني ،

وبالرغم من غيابك عاماً وعامان

وسلامك عليّ من دون مصافحتي

هذا يكفي

أن هناك مايشجعني

على الإعتقاد

بأنك لازلتِ تحبينني ،

وبالرغم من هوسي بالقطارات

وهوسُك بالطائرات

لازلت أجزم بأنكِ تحبينني ،

ولا ضيرَ أنكِ مولعة بــ شيخوف

وأنا بــ سارتر

فهناك متشابهات غير مرئية

تشعرني بأنك تحبينني ،

وحينَ التقيتكِ

قربَ ساحة (يالطا)

أشعرَتني

طريقةُ تقديمك

لزوجك الذي كان معك

بأنك تحبينني ،

وبالرغم من كل الأشياء

التي رميناها في البحر

من جهتين مختلفتين

لكنها إستدارت

وعادت

والتّقت

قربَ الصخرةِ التي رأيتُكِ عندها أولَ مرة

تعززت قناعتي

بأنك مازلتِ تحبينني .

هناك أشياءٌ كثيرةٌ تحدثُ لي

يومياً تحدث لي

في الشوارع ، عند الموائد ، في الباصات ، بين المارة

في ثنايا العام الذي يأتي بعامٍ آخر

كلها تؤكد لي

بأنك تحبينني ،

والى الآن ..

منذ الثمانيناتِ والى الآن

لا زلتِ تسيرين على مسافةٍ بعيدةٍ عني

والى الآن …

ومنذ الثمانيناتِ والى الآن

أسيرُ بإتجاهٍ يُشعرُني

بأنكِ لازلتِ تحبينني ،

[email protected]