في العام الـ60 لجُمهوريَّة الخوف، شائِعة عزَّة الدُّوري، ونعي “ رغد صدّام ”، إلّا العِراق لا نائِحات مُستأجرات بواكيّ عليه. بالرّافظينَ للفترة المُظلِمة للمِسخ الَّذي وُلِدَ ليتعذب ويُعذب، العُتلّ المُعتل الضَّئيل الضِّلّيل الرَّجل البعثيّ المريض، بدأ الحِصار ليعمّ العِراق «.. ويُعبئونَ اللَّيل ظَنَّهُم يُتلِفُ (إلِكتروناً) مِن عصبٍ بالجُّوعِ ضاربا!»:
https://kitabat.com/2018/06/24/ضريح-عبد-الكريم-قاسم/
مُنتصف القَرن الماضي عام 1950م، حدثانِ؛ الأوَّل مُستهل توقيع عالِم الفيزياء الفرنسي Frédéric Joliot-Curie (19 آذار 1900- تُوفي بعد شهر مِن 14 تُمُّوز، 14 آب 1958م)، توقيعه نداء ستوكهولم الشَّهير “أنصار السَّلام” “ الدّاعي ” إلى حظر الأسلحة الذريَّة الذي وقّع عليه ما يربو على 273 مليون إنسان حول عالَم الأمس وكان رئيس حكومة العِراق لـ14 مرَّة: نوري الأوَّل السَّعيد.
حدثَ عامذاك 1950م الثاني، مولِد الهُدى نوري الثاني؛ أمين عام حزب الدَّعوة الإسلاميَّة القائِد، نائب رئيس جُمهوريَّة العِراق“ الدّاعي ” (نوري المالكي)، الجُّمهوريَّة المولودة قبل شَهر مِن موت Curie. واُستُحدِثَ لها منصب رئيس الجُّمهوريَّة لعارف الأوَّل (الرَّئيس المُؤمن- الطّائِفي المُحرّض على قتل العائِلة الهاشميَّة المالِكة في عِراق الشِّقاق ونفاق الرّفاق)، “ منصب سيّء السّيرة ” مرَّ بالمُجرم صدّام وجلال طالباني مُتعهد عدم توقيع حُكم الإعدام، في مجزرة بشتاشان شَماليّ العِراق عام 1983م قاتل نزار ابن نقيب المُحامين الطالقاني (نقيب ستينات القَرن الماضي)، شقيق “ اُمّ إيمان ” (ثمينة ناجي يُوسُف الطّالقاني) عقيلة سكرتير “ الحزب الشُّيوعيّ العِراقيّ ” النَّجفي الشَّريفي، الشَّهيد عندما بلغ الـ40 عاماً مِن عُمرهِ الشَّريف:
سيِّد حُسين (سلام عادل) نجل سَماحة «سيِّد أحمد الرَّضي الموسوي» المُعَمَم. المُعلِّم في الدّيوانيَّة سيِّد حُسين الرَّضي الموسوي، في حوار مُدير التحقيقات الجّنائيَّة «بهجت العطيَّة» برواية السَّيدة ثمينة زوجة سلام أُمّ إيمان وعلي وشذا، مِنه، أنَّ بهجت العطيَّة قال له: إن أمر فصلك وصل إليّ وهو الآن معي وبإمكاني إيقاف تنفيذه، وحاول توجيه النُّصح له بترك الشُّيوعيَّة قائلاً: لو كنت أنتَ وجماعتك من الـ”فابيين” أو “الاشتراكيين الدّيمقراطيين” لأمكن التساهل معكم، لكنكم شيوعيون وأنتم مُشكلة مِثل “جرثومة السُّلّ” تتكاثر بالانقسام وليست هناك وسيلة لمُقاومتكم غير القوَّة، وطلب مِنه بنبرة لا تخلو مِن تهديد، تخفيف حماسه واندفاعه مخاطباً إيّاه: إنكَ تحطّم نفسك نتيجة هذا الاندفاع. فماذا كان جواب سلام عادل؟، فبدلاً مِن أن يرد على أسئلته ومُطالبه بادر بتوجيه السُّؤال لبهجت العطيَّة مُخاطباً: كيفَ يمكن أن نُصلح الوضع؟ فأجابه العطيَّة: ليس أنتم بيدكم إصلاح الوضع، واستمرّ بسياسة الإقناع والتهديد (العصا والجزرة) قائلاً: عليكَ أن تختار وأنتَ شاب ذكي بحيث تخطَّ لنفسكَ طريقاً جيّداً ومُريحاً، وفهم سلام عادل مِثل هذا القول المُبطّن فردّ عليه بالقول: هل تريد أن تشتريني وتساومني على شرفي وأصبح جاسوساً؟، فأجابه العطيَّة: أنتَ لم تفهمني، الأمر ليس كذلك، ثم خاطب سلام عادل قائلاً ماذا لو جاء قرار فصلك من الوظيفة ؟ كيف يمكنك العيش؟. هنا تغيّر منطق الحوار بالنسبة لسلام عادل الذي استشاط غضباً وقال له: تسألني ماذا أعمل؟ وأنا أُجيبك: لدي يدان وتقول لي ماذا أعمل؟ أبيع لبناً على الجسر، سخر بهجت العطيَّة وردَّ عليه:” بلي!” كم مِن المُعلّمين رأيناهم يبيعون اللَّبن على الجسر؟، تذكّر يا حسين بعد أن تذوق الجّوع أني حاولت أن أجنّبك نتائج هذا الطريق، فأجابه سلام عادل: أنتَ لا تحميني، بل تريد أن تدافع عن مُعاهدة 1930 وعن الاستعمار، فردّ بهجت العطيَّة على سلام عادل بغضب: أنتَ مفصول، (انتهى الحوار).
الشُّيوعيّ الأخير شاعِر الشّارع سعدي يُوسُف مولود البصرة عام مولد الحزب الشُّيوعي 1934م، يُكرّر بأن الدّاعي د. حيدر العبادي الَّذي بعُمر وحيده فقيده ابنه حيدر دفين جوار ضريح السَّيِّدة زينب في ريف دِمَشق الشّام (حيدر العبادي مولود لطبيب بغدادي عام 1952م، سعدي يُوسُف يعيش في لندن على المُساعدات الاجتماعيَّة ويُكرّر ولا غروَ وفخر، بأن الرَّئيس العبادي، باع كُبَّة في لندن).. سلام عادل اختار عمله، فاشترى منقلة وفحماً وأسياخاً وبدأ ببيع الأكباد والقلوب (الفشافيش) على قارعة الطَّريق في مِنطقة “علاوي الحلّة” قرب “سينما الأرضروملي” أو “سينما قدري” كما كانت تُعرف أو “سينما بغداد” لاحقاً، وكراج السّيّارات المُزدحم، ثمّ عمل في عدَّة أماكن مِنها أنه فتح دُكّاناً لبيع الكُبَّة لتحضير وجبات الإفطار والطَّعام للعُمّال في ساحة الوَصي (ساحة الوَثبة لاحقاً قرب سينما الفردوس) ثم عمل مُفتشاً لباصات الأمانة الحمراء بطابقين، مصلحة نقل الرُّكاب وهناك قادَ إضراباً للعاملين وحينها قرَّرت الحكومة فصله مرَّة أُخرى. عملَ مُعلّماً في مدرسة أهليَّة للأكراد الفيليَّة بتوصية مِن ناجي يُوسُف وبدعم من الحاج علي حيدر والد عزيز الحاج، وعملَ في المدرسة التطبيقيَّة النموذجية
(دار المُعلمين الرّيفيَّة، مِنها تطوَّع “أحمد حسن البكر” نجم عروس الثورات فاقدة البكارة 8 شباط 1963م قاتلة سلام عادل، تطوَّع لسلك العسكريَّة على شهادته الإبتدائيَّة صعوداً إلى منصب سيّء السُّمعة)
ومبناها في الرّستميَّة بصحبة محمد شرارة ومهدي المخزومي ومدحت عبدالله. خلال تلك الفترة نشأت له علاقات مع بدر شاكر السَّياب وكاظم السَّماوي ونازك الملائكة يلتقيهم في بيت محمد شرارة لكنه فُصل من التعليم ثانية نهاية عام 1948م، وأصبحَ مسؤول مُنظمة الحزب في البصرة وعضو لجنته المركزيَّة مُتجاوزاً الترشيح إليها ثمَّ خلَفَ حميد عُثمان سكرتيراً، وتعرّف على طالب حوزة النجف اللَّبنانيّ الشُّيوعيّ حسين مروّة الذي كان صديقاً مقرّباً لوالد الرّاوية ثمينة الطّالقاني، وعلى اسمِها الكريم قول؛ اليدُ الأمينة ثمينة.