يعيشون بيننا .. يقاسمونا الماء والهواء وكل شيء .. تحسبهم اخوة وهم كذلك في الدم والمصير .. وهم العدو حين ثمة ظلام او غفلة من رجل امن .. يتَوارون كالاشباح , ويظهرون ملثمون .. بضاعتهم الموت , وصنعتهم الخراب .. مُتّشحون بالسواد والجهل .. يُحركهم شيوخ الفتنة والرذيلة , ووعاظ السلطة بفتواى التضليل .. بجنة مزعومة بصحبة عاهرات الامس , هند وسمية والزرقاء , او بوصال ليلة بمعاشرة ساقطة تهوى النكاح ( الجهاد ) .. ولو سالت من احدهم : مالغاية من هذا القتل والدمار .. لاجابك : بأن أميره أمر بذاك , وليس من حقه ان يعرف ماوراء ذلك .. وان تجرأت وتساءلت من هو الامير , أجابك : ليس له ان يتعرف على شخصه , ولكنه سمع انه يدعى بأبي القذارة المغربي , وقبله كان الامير : ابو الفسوق الشيشاني وهم جميع قذارات نتنة في الفكر والجسد والضمير .. وطاحونة الموت هذه دائرة مذ سقط الصنم , وتدمر ماكان قائما قبله , وتسعى الى تدمير ما يكون بعده .. تريق الدماء البريئة , وتهتك الحرمات .. وفي العاشر من حزيران هذا العام , طوّرَ اللاعبون الكبار بقيادة الاميركي , هذه اللعبة لاعادة ترتيب المنطقة , الى امارات وكيانات , تتصارع مع بعضها البعض , وتفتيت وطن عمره اكثر من سبعة الاف عام .. فكان ماكان في نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى والانبار .. براس حربة قذرة جدا (( داعـش )) وسار بركابها جميع العملاء والمرتزقة والخونة لتراب الوطن , والكثير من جموع الجحوش المٌلثمون – الجهلة ُيحرّكهم الطامعون بالزعامة الماجورون من دول الخليج – شيوخ عشائر ودهاقين الفتن وفلول البعث المقبور .. غايتهم تخريب العملية الديمقراطية الوليدة في البلد , والتداول السلمي للسلطة , وخلق امارات بنظام شمولي على غرار ما هو سائد في دول الخليج , التي دعمت وتدعم بالمال والسلاح والتخطيط لافشالها , وجعل الديمقراطية سبة ومثل سيئ في نظر شعوبها .. وهذا المطلب متناغم مع سعي تركيا للحصول على مورد طاقة قريب , ومن كيان ضعيف – دولة الكورد الدمية – هذا السيناريو بات واضحا لكل ذي عينين , ويمتلك درجة بسيطة من الوعي .. والسؤال الاهم ما الحل وكيف يُعاد ترتيب اوضاع البلاد , أزاء هذه الهجمة العمياء الشرسة .. واقول بعيدا عن التنظير , يجب ان تصل الحكومة الى هؤلاء المُلثمّون – المُغرّر بهم , وتحتويهم وتسارع الى انتشالهم من هذه المحرقة , لانهم هم ابناء العراق وان أخطئوا بحقه .. يجب ان تتنزّل الحكومة , وتستوعب هؤلاء المساكين المغفلين .. هؤلاء حطب النار التي يُذّكيها علي السليمان والرفاعي ومن لف لفهم .. وعلى الاعلام الوطني الحر والمنابر الثقافية والمرجعيات الدينية والخطباء افهام هؤلاء بعدم جدوى رفع السلاح بوجه الحكومة المُنتخبة ديمقراطيا , وان عهد الانقلابات والدوكتاتورية قد ذهب الى غير رجعة .
ويجب على الحكومة الوصول الى عقول هؤلاء وخصوصا عن طريق الخطاب المباشر لهم من قبل السيد المالكي , او بوساطة الرجال النجباء من نفس مناطقهم واما الخطوة الثانية : هو تعزيز القدرات القتالية بالمزيد من السلاح الروسي , وعدم الاعتماد على الاميركي الذي ثبت انه هو صاحب مشروع تجزئة العراق .. فالقوة مطلوبة للضرب على ايدي كل عراقي منافق وعميل يسعى الى تمزيق وحدة الوطن لمآرب واوهام في نفسه المريضة , ولقد اثبتت التجربة ان صدام كان محقا في قسوته مع البعض من الخونة .. لك الله ياعراق الخير !