17 نوفمبر، 2024 11:19 ص
Search
Close this search box.

مُكوناتٌ وطنية عابرة

مُكوناتٌ وطنية عابرة

“نحن أمام مسار جديد ومختلف, عن مسار عام ٢٠٠٣.. وسيعبر عن نفسه في الانتخابات المبكرة.” السيد عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة الوطني.

بالرغم من مرور ما يقارب 18عام, على سقوط نظام الطاغية, إلا أنَّ القوى السياسية, لم تتمكن لحد الآن من تكوين كتلة؛ قادرة على جمع الوطنيين العراقيين, دون النظر لهويتهم الطائفية والعرقية, تحمل على عاتقها, بناء الدولة الحديثة, التي تعتمد على الانتماء للوطن, من أجل ما يليق بالمواطن العراقي, الذي عانى من الظلم والاضطهاد, إبان حقبة نظام الطاغية صدام.

عام 2003 طرح مشروع كبير, عن طريق خطابات زعيم المعارضة, العائد إلى أرض الوطن, السيد الشهيد,محمد باقر الحكيم, الذي وصف العراق بالفسيفساء, وهو لوحة متكاملة تجمع, كل أطياف الشعب العراقي, إلا أن يد الغدر, قد اغتالت ذلك المشروع, ليعيش العراق في دوامة الانفلات الأمني, وفقدان التخطيط والإدارة, بسبب دخول ساسة الصدفة, ليتكون نظام توافقي, مبني على المحاصصة في تقسيم المناصب, وسن القوانين ذات الامتيازات الخاصة, التي خلقت فوارق طبقية, وأحقاد مجتمعية.

عام 2021 ليس كعام 2003, فقد كان العراقيون آنذاك, وفقا للمعاناة التي عاشوها, مصدقين بكل ما يقوله الساسة, أما الآن وبعد كل الفشل الحكومي, أصبح الشعب في صراعٍ, ما بين التعصب والوعي, وفقدان الخدمات واستشراء الفساد, أكثر احتياجاً للوحدة الوطنية, وتكوين أغلبية وطنية عابرة للمكونات, قادرة على إنقاذ الوطن, من براثن الفساد, والمحافظة على أمن المواطن وثرواته, سعياً لبناء الدولة الحديثة.

سؤال يتم طرحه في الملتقيات الثقافية, والشعبية الشبابية منها خصوصاً, هو ” كيف تتم تكوين الكتلة العابرة للمكونات, ومن هي الجهة التي, تتعهد لتحمل مسؤولية بناء الدولة وتقديم ما يستحق العراقي من خدمة؟” وللجواب على ذلك, نعتقد أن الاتفاق على ذلك, يجب أن يسبقه الحوار الوطني, بين كل مكونات الشعب العراقي, مع الأخذ بنظر الاعتبار, عدم إشراك الفاسدين, والمتاجرين بدماء العراقيين, والتواصل مع المحتجين السلميين, من التوصل لكتلة يمكنها, إعادة الثقة بالعملية السياسية, والعمل ضمن الدستور, بعيداً عن الطائفية والعرقية, التي أنهكت العراق.

إنه لَمِنَ الطبيعي جداً, أن لا يمكن لسياق العمل السياسي, البقاءُ جامداً على ما فيه, من إخفاقات سياسية, بسبب انعدام نكران الذات, والتمسك بالتعصب الحزبي, والتعصب للطائفة والعرق, والابتعاد عن تطبيق الدستور, والعمل على تعديل بعض مواده, بما يوافق المرحلة الحالية, وباتفاق الوطنيين الحقيقيين, وليس بالتوافق السياسي المعتمد على المحاصصة.

” لا يمكن أن تدوم علاقة, تضع نفسك فيها في المقام الأول” الأديب والفيلسوف والسياسي المصري/ عباس محمود العقاد.

أحدث المقالات