23 ديسمبر، 2024 12:00 م

مُخَدَراتٌ..بمَفعولٍ مُخَدِرْ

مُخَدَراتٌ..بمَفعولٍ مُخَدِرْ

تختَلفُ مَعاني كل مفرَده بتَغيير عَلامات تَنقيطها، كما هو الحَال مَع مُفردتَي(مخدرات) فهي تُعطينا مَعاني عِده اخترت لمقالتي منها اثنتين: –

الاول(مُخَدَراتْ) من الفعل( خَدَرَ)اي فَتِرَ وأسترخى، اعتراه الفتور والاسترخاء.

الثاني: -(مخَدْرات)من الخَدْرَ/ ستاره، ربات الخدور اي النساء المستترات.

الان قد يتبادَر للذّهن ومن الوَهلة الاولى،كيف للمُحجَبات أن يكون لهّن مَفعول المُخَدِر؟!

أو ماهو الرابط بين الكلمتين؟

الحجاب بمفهومه الواضح هو السّتر،والمفهوم الاخر يعني غياب العقل او فتوره لسبب ما.

لا رابط بين المعنيّن، ولكن الرابط موجود في مقالتي!

فبعد أن اصَبح الحجَاب اليوم مُجرد الوان وموديلات تغيرهما الموضه من موسمٍ لاخر، أو مجرد قطعة قماش تغطي الرأس وأنتهى،أجد بنات جنسي قد ابتعدن عن الغايه والهدف من تحجبهن كثيراً، فقَد نجدُ محجَبة لايظهر من جلدها بقدر حجم الدرهم.

اي انها ملتزمه بالحجاب بالمفهوم العام، وما ان تحادثها، حتى تمطرك بنغماتٍ موسيقية، بإيقاع دافئ وحنون، وقدٌّ مياس متمايلٌ، منسجمٌ مع الايقاعات الصَوتيه، وما أن تَستنشقُ عطرَها،حتى يدّب مفعول المُخَدِر بجسدك، ليتغير المعنى من خِدْرٍ الى خَدَرْ لينتشي العقل بتلك النبرات، وتلك الايماءات.

 وهذا أقل الشرور طبعآ فبعضهن يلتزمن بقوله جلَّ وعلى( ولا يبدين زينتهن إلا ماظهر منها)صدق الله العلي العظيم.

وظاهرُ الايه يشير الى الوجه، والكف،وفي روايات اخرى مضافآ اليها القدم. وفي المَسموح هذا نرَى العجبُ العجاب.. من حاجبان ليّزريان( تاتو) وشفاه منتفخة، وخدان محشوان بالسيلكون،ليتحول قرص الوجه هذا الى كمية من الحشيش، يتعاطاها المقابل بالنظر.

 والان أين معنى السّتر والحجاب؟بعد ان أدى مفعولُ السَّتر نفس مفعول التعري!

هنا اسمحوا لي فلابد من وقفه،فما الداعي للحجاب.. اذا لم يكن يؤدي الغرض والغاية من ارتداءه؟ونتساءل.. هل المرأة مجرَد كائنٍ جميلٍ لطيفٍ جاذبٍ للذكور! ؟

أم هي مخلوق قادر على العطاء، يحمل قدرات ابداعيه، ومهارات فكريه،كما نظيره الرجل؟

فأذا نظرت المرأة الى ذاتها،وأُعجبت بنفسها من الداخل، لن تحتاج لجذب الرجل بصفاتها المصطنعة،ولو أدّركت إن ماتجذبه بفتنة زائله، هو زائل بعدَ زوال الغَرض،وان إهتمت بمَفاتن أهَم وابقى كالأدب والخلق والعلم، لبقي عطرها ذكياً حتى بعد زوال الاثر.

وإن خِدرها هو حِصنُها، من مدّمني المُخدّرات، الذين يشّمونها لينتَشوا بها،ِ وما ان يَعودوا لرُشدِهم، حتى يبغضوها ويذموها.

فليس الجمالُ بأثوابٍ تُزيّننا.. إن الجَمال جمال العلمِ والأدبِ.