23 ديسمبر، 2024 5:14 م

مَن وراءَ عودة أهالي الأنبار وسط العبوات  الناسفة؟

مَن وراءَ عودة أهالي الأنبار وسط العبوات  الناسفة؟

نشر موقع “كتابات” البهي في يوم الاربعاء 24 / آب / 2016 ، تقريرا صحفيا يعكس معاناة اهالي مدينة الانبار بعد عودتهم الى محافظتهم ليجدوا منازلهم مدمرة بالكامل مع وجود العبوات الناسفة التي لم تفكك بعد ، ومن باب ان حق الرد والتعقيب مكفول للجميع اود ان اوضح ما يلي : لو تاملنا المشهد العام لتحرير الانبار من قبل الجيش العراقي ، فاننا نجد ان من تسلم ارض الانبار بعد التحرير هي مليشيات الحشد السلطوي التي طالما رفضها اهالي الانبار ورفضوا تواجدهم بين المدن لما يخشوه من فساد وسلب ونهب كما جرى من قبل في محافظة صلاح الدين .ولكن الاصرار الكبير لقيادات الحشد ومن ورائهم ايران ومرجعية السيستاني ارغمت اهالي الانبار على تواجد قوات الحشد الشعبي بحجة مسك الارض والمساعدة في اعادة اعمار المدينة ،والكل يعلم ان اصرار ايران ومرجعية السيستاني على تواجد الحشد في الانبار هو من اجل تواصل خط عسكري بين ايران وسوريا عبر الانبار وهذا موضوع اخر ربما نبحثه في مقال مستقل . وحسب مدعاهم كان الاجدر بمليشيات هذا الحشد القيام بواجبهم الوطني والانساني والعسكري بتفكيك العبوات ورفع الاسلحة والسيارات العسكرية المدمرة التي لا زالت منتشرة بين احياء  المدينة ومساعدة الاهالي على استلام التعويضات المالية من اجل اعادة اعمار مدينتهم .لقد كان على الحكومة العراقية بعد تحرير الانبار تسليمها الى اهلها ودعمهم ماليا ولوجستيا من اجل ضمان اعادة الاعمار بشكل سليم دون تدخل هذا اوذاك الى ان وصل الحال الى ما وصل عليه الان ولا احد يهتم لامورهم ، ولا احد يتحمل مسؤوليته الشرعية والوطنية تجاه تلك العوائل .التي تطالب الان – وحسب تقرير “كتابات” بتسلم الامم المتحدة لملف الانبار واعادة اعمارها .هنا لابد ان نكون منصفين (وانا متيقن بانصاف موقعكم الأغر) ان المرجع الوحيد الذي نادى وحذر وشخص ساعد – بقدر امكانيات مرجعيته – نازحي الانبار هو المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني الذي حمل معاناة النازحين وآلامهم وبين تلك المعاناة ووضعها امام المسؤولين واعطى مشروع خلاص وطني متكامل ان اتبعته الحكومة لما حصل ما يحصل الان ، فعندما قال سماحته في مشروع الخلاص الذي اطلقه قبل اكثر من عام : ”  قبل كل شيء يجب أن تتبنّى الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً شؤون العراق وأن تكون المقترحات والقرارات ملزمة التنفيذ والتطبيق .” ،  

من هنا كان لابد ان تكون البداية وبداية الحل والخلاص ،  والتي يطالب بها الان اهالي الانبار لعدم ثقتهم برموز الحكومة من السياسيين الفاسدين سراق المال العام .كما بين سماحته تلك المعاناة وحيثياتها قائلا : ” مئات الالاف وملايين الناس في الصحاري وفي البراري وفي اماكن النفايات والقاذورات وعليهم نزل المطر وضربهم البرد كما يمر عليهم لهيب الحر والسموم والشمس وحرارة الشمس وعطش الشمس ومعاناة الصيف , يمر عليهم الصيف و لشتاء وتمر عليهم الايام والاسابيع والاشهر والفصول والسنين ولا يوجد من يهتم لهؤلاء المساكين وهؤلاء الابرياء ” مسترسلا سماحته ” جعلوا هؤلاء المساكين في العراء وسط الصحراء يستجدون من هذا ومن ذاك ” واصفا الدناءة والخسة التي وصل اليها المسؤولين بقوله ” حتى الاموال التي تعطى له كي يوصلها للنازحين لايعطوهم سوى الفتات الفتات ، بل حتى هذا الفتات سرق من الناس “.كل هذا واكثر مما يعانيه اليوم ابناؤنا النازحين في الانبار هو مسؤولية شرعية تقع على عاتق مرجعية السيستاني وحشده السلطوي الذي يتواجد الان في الانبار . وحري بنا وبكل مواطن عراقي ان يتسائل ويبقى يتسائل ..اين دور المرجعية التي يفترض ان تتحمل المسؤولية لانها هي من ايقظت الفتنة وافتت بالجهاد وحشدت الناس اين دورها في هذه المعاناة ؟ واين مسؤولية السيستاني الشرعية عندما ينادي عبر خطب الجمعة المنمقة برعاية النازحين والتخفيف من معاناتهم ؟ اين كل ذلك وهو يرى ويسمع وينقل له بالتاكيد عن المآسي والويلات التي تعانيها مدينة تحت ظل حشد سلطوي هو من أسسه وافتى به ودعمه وحشد له ؟!. فعلى اهالي الانبار معرفة المتسبب الاول في معاناتهم وفي تواجد الحشد في مدنهم مع العبوات والانقاض والأليات المدمرة ..وستبقى معاناة اهلنا في الانبار متواصلة مالم يتم تسليم ملف الانبار واعمارها الى اهلها الوطنيين الشرفاء كي يعيدوا بناء مدينتهم واعمارها وعودة الحياة لها من جديد .