يقسّم الإمام علي (ع) الناس إلى ثلاثة أقسام: (الناس ثلاثة: فعالم ربـّاني، ومتعلـّم على سبيل نجاة، وهمج رعاع: أتباع كلّ ناعق، يميلون مع كلّ ريح، لم يستضيؤوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق).
السيد عبد المجيد”رحمه الله”، ابن فقيه الطائفة الشيعية، والمرجع الأعلى، واستاذ الفقهاء والمجتهدين، الذي لا يأتي الزمان بمثله، ابو القاسم الخوئي، ثلاثة من أبنائه قتلهم البعث الصدامي، والرابع”عبد المجيد” قتله البعثيون الجدد، والتكفريين من الشيعة، اخوة داعش.
السيد عبد المجيد الخوئي”قده”، دخل الى العراق، بعد الاحتلال مباشرة، وكان يحمل معه مشروعاً حضارياً مدنياً للعراق والعراقيين، وخاصة لعاصمة العلم، النحف الاشرف، بما له خبرة وتجربة في بلاد الغرب، وعلاقات دبلوماسية مع كبار المسؤلين، ورؤساء الدول الاوربية، لكن وللأسف الشديد، الحقد الدفين، والحسد الأعمى، اجهض مشروعه، فقتلوه الهمج الرعاع، وحرموا العراق من خدماته.
عملية قتل ابن الخوئي، سمعتها مفصلاً من مرافقه الشخصي عن طريق الاذاعه، الذي انجاه الله من البربريين ليكون شاهدا عليهم، وأظهرت بعض القنوات الفضائية، صوراً للمعتدين، وهم يحملون السيوف والقامات، وحادثة اعتقاله، تشبه حادثة اعتقال جده الامام موسى بن جعفر عليه السلام، فالامام بجوار قبر جده النبي”ص”، قائم يصلي، وجاءته جلاوزة هارون العباسي فأعتقلته، والسيد عبد المجيد، لاذ بقبر جده الامام علي”ع”، فاقتحموا الصحن الشريف وقبضت عليه جلاوزة هارون العصر، واقتادوه حيث قتل، والقصة معروفة.
ثبت بالواقع والفلسفة، وفي علم الاخلاق، ان الذنوب لها آثارها المترتبة عليها، سواء وقعت عمداً أو سهواً، كالذي يشرب الخمر، بالاختيار أو الاكراه، فأن أثره السكر، والصادق”ع”يقول:(ما من عثرة أو كبوة إلا بذنب)، والقرآن يقول:(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ…)، فأذا كان هكذا أكل الربا أثره، فما بالك بالقتل وهو اشد وأعظم؟! وخاصة إذا كان عمداً! عندما جاء قاتل الزبير برأسه للإمام علي”ع”، قال له سمعت حبيبي رسول الله”ص”يقول:بشروا قاتل بن صفية بالنار)، هذا مع ان الزبير على خرج على الإمام، فكيف بمن يقتل شخص من العلماء، وابن رسول الله”ص”، ونفس بريئة؟!
الظاهر ان لعنة ابن الخوئي، لم تفارق قتلته، فجعلتهم يتخبطون في كل شيء، حتى امتدت افعالهم للتجاوز على المرجع محمد سعيد الحكيم، وضرب ولده، ومَن يدري لعلهم هم من اغتالوا شهيد المحراب!؟حين أرى هذه الزمرة الجاهلة، تتبرك بأطارات سيارة القائد المفدى، اتذكر زمرة حرب الجمل، وهم يشمون البعرة، ويقولون:( بعرة جمل أمّنا …)، حقا كما قسّم الامام”ع” الناس، فهؤلاء من الطبقة الثالثة، الهمج الرعاع، الذين ينعقون مع ناعق، ولم يستضيؤوا بنور العلم، ويعيشون الجهل المطبق.
مَن بدأ مسيرته بالقتل، هل تتوقعون منه الاصلاح، وخاتمة أمره الى خير؟!