أثار موضوع حصول قناة وار سبورت الرياضية على حقوق نقل مباريات الدوري العراقي الممتاز الكثير من اللغط والجدل , حتى وصل الامر الى مستوى التسقيط الذي للاسف اصبح سلاحاً رخيصاً للبعض , كثيرا ما تحدثت الاقلام الرياضية وكذلك القيادات الرياضية ورواد التنظير الرياضي في البلد عن الاحتراف وضرورته الحتمية وعالمه الفسيح حيث طالب الجميع باعتماد سياسة الاحتراف المستند الى قوانين واضحة ومعروفة للجميع في رسم الستراتيجية الرياضية في البلد ,بعدما نجحت العديد من البلدان في اعتماد الاحتراف كمنهج عمل لرياضتها ,ويبدو ان اتحاد الكرة العراقي قد تعامل مع موضوع حقوق نقل مباريات الدوري العراقي باسلوب احترافي بحت وبالمناسبة نحن هنا لا ندافع عن اتحاد الكرة او غيره وان كان اتحاد الكرة محقاً في تعامله الاخترافي هذا سواء رضي البعض ام لم لا ,فاتحاد الكرة كمؤسسة من حقها ان تبحث عن المزيد من الابواب التي تؤمن لها الاموال التي تحتاجها لتغطية التزاماتها الرياضية خاصة ونحن نسمع على مدار الايام سمفونية اعضاء الاتحاد المشروخة وهي سمفونية (خواء ميزانية الاتحاد) .
للاسف الشديد شاهدنا البعض قد اعطى لهذا الموضوع اكبر من حجمه فاخذ يتحدث بلغة غريبة فيها من المصطلحات (والبلوكات) واللكمات الكثير حيث اصبحنا نسمع عن (جنبة وطنية) و(رمزية الصالحية) و(استحقاق شبكة الاعلام العراقي) و(انكسار عمل الرياضية العراقية) وما الى ذلك من الحماسات الثورية.لا اعرف كيف افهم اندفاع قلم رياضي بارع ورائع ومبدع ويمثل قامة اعلامية رياضبة بارزة وهو الاستاذ الفاضل (حسين علي حسين) الذي اخذته الحماسة وهو يتحدث عبر قناة البغدادية وفي برنامج ستوديو الملاعب عن موضوعة نقل مباريات الدوري العراقي . سيدي الفاضل علينا ان نعترف اننا لا بد ان نعيش عالم الاحتراف شئنا ام ابينا ,اما مَنْ يتحدث عن رمزية وطنية وحقوق قناة وطنية وغير ذلك فحري به ان يتحدث بذلك مع السياسيين في البلد بكل اطيافهم ومذاهبهم واحزابهم واشكالهم والوانهم والذين باعوا هذه الرمزية في سوق التوافق السياسي الرخيص ,نحن الرياضيون لا يهمنا ان يكون زيد او عمر او كاكا او حاج او سيد او غير ذلك من المسميات والالقاب ان يقف خلف تلك الجهة او خلف هذه الجهة ,لقد سئمنا والله من هذه الوجوه المكفهرة والتي جلبت لنا الخراب الذي استنسخوه من حكم الطاغية اللعين ,فقد كتبت الكثير من الاقلام عن الامكانيات المحدودة والمتواضعة للرياضية العراقية وكلنا ايضا شاهد الفضيحة الكبرى لقناة الفرات حينما نقلت لنا احدى المباريات من ملعب الشعب , نحن نعرف الواقع جيداً فتصور استاذي الفاضل القناة الرياضية العراقية تصرف مبلغاً قدره (25000) خمسة وعشرون الف دينار فقط ,لمعلق مباراة في احدى المحافظات ,نعم خمسة وعشرون الف دينار !!!!!! لنخرج جميعاً من زقاق السياسة الضيق جداً ونتحدث بفضاء رياضي مفتوح فيه الهواء النقي بعيدا عن روائح السياسة النتنة ,نحن اليوم نبحث عن مَنْ يقدم لنا الافضل سواء كانت الرياضية العراقية ام قناة وار ,نريد المتعة في المشاهدة وكذلك نريد ان نجعل العالم يشاهد دوريا عراقيا مميزا من خلال نقل تلفازي تتوفر فيه كل عوامل النجاح والتألق كباقي خلق الله ,دعوا المنافسة الشريفة بين القنوات تأخذ مجراها ومسارها الطبيعي ولا تفكروا بنظرية المؤامرة التي اكلت من جرف الرياضة العراقية الكثير , ودعونا من المزايدات البائسة فقد سئمنا من المزايدين على رمزية وطن وتاريخ وطن وحقوق وطن ودماء وطن كفانا تلاعبا بالالفاظ فقد استنفذ سياسيونا الاشاوس كل قواميس المواطنة في سوق المزايدات الرخيصة ,دعوا السياسة للسياسيين فقد اقتربت الانتخابات ونحن نعرف كيف سيستثمر سياسيونا المشهد الرياضي باعتباره ارضا رخوة , وسنرى كم سياسي بائس وفاشل سيتحول بقدرة قادر الى رياضي محنك والى محامي ومدافع عن الرياضة والرياضيين ,فلا تجعلوا من قناة وار قميص عثمان الجديد في الرياضة العراقية .ولا تبخسوا الناس اشيائهم ولنجرب ولنرى امكانيات وار وغير وار فالفضاء كبير ويتسع للجميع ,فلازلنا في الادوار الاولى من الدوري مع امنياتنا للجميع بالنجاح والتوفيق ,وكان الله والعراق من وراء القصد .
[email protected]