19 ديسمبر، 2024 1:00 ص

مَنْ يصنع مظلة للوطن؟!

مَنْ يصنع مظلة للوطن؟!

قرر سكان القرية؛ أن يُصلّوا من أجل المطر، وفي اليوم المقرر حضر الجميع؛ لكن واحد فقط من أحضر معه مظلة؟!صاحبنا إختار مظلة كبيرة لأكثر من شخص؛ عله يسعف من نسى مظلته.هكذا مواقف تتكرر عند الشعوب التي لا تعرف قيمة وحدتها، أو لا يؤمن حكامها بمصلحة شعوبها، وكما كتب كاتب ساخر يقول: قرر سكان البحرين بالصلاة للمطر، وجمعوا كل من في السوق، وبعد إتمام الصلاة؛ سقطت الأمطار في الهند، وهكذا هي الحكومات تعمل بأيادي غير شعوبها، وتتصور أن الفكر الدخيل يستطيع البناء؛ لكنه لا يبنى إلا سلطانها.نعود الى مظلتنا، ولو أن نصف الحاضرين جلبوا مظلات؛ لسقط المطر وإستطاع الباقون الإحتماء بمظلات النصف الآخر، لكن أغلبهم او من حرك فكرهم؛ أما لا يؤمن بإستجابة الدعاء والعمل المشترك، أو أنه خرج حشراً مع الناس، وهكذا فُرقة أبعدت الناس من الضغط على صُناع قرارها؛ من التفكير بالتطور وصُنع مظلة كبيرة يحتمي بها جميعهم.
عندما تتفرق الأفكار، وتنحصر بزوايا ضيقة تنحصر بالشخصية، فعند ذاك تختلف النوايا وتتعدد الأهداف وتصبح الغاية في مسالك متعددة؛ كثير منها شعارات للتسلق على رقاب الإحتياجات، وما المطالب سوى حبر على ورق؛ يتنهي مفعوله بتساقط الأمطار السوداء التي لم يُحسب لها بإرادة خارجية.
إن الخروج عن المظلة؛ هو من سمح للتدخلات الخارجية بالنفوذ الى مساحة ليس فيها حدود واضحة، وصارت البلدان مهزلة للخارج من رؤية ما يُصوره الداخل، فجلس الإعلامي متربعاً مستهزءاً ببعض الساسة، ويقول بأفصح العبارات: أنكم لا تمثلون الشعب بل تمثل رأي القائد الفلاني وتصرفك علاّني، فإذا طلب الإنسحاب إنسحبت وإذا دعته مصلحته الحضور حضرت؛ إذاً لماذا تستلمون رواتب؛ أنكم لا تمثلون الشعب؟!
لا يُبالي هذا السياسي الأخير بكلام الإعلام؛ لأنه ضمن لنفسه وذويه وحزبه مظلة يحتمي بها.المؤسف أن كثير بعض الشعب صدق هذا، وبعض آخر صدق ذاك، وهرول كثيرون خلف من لا يُفكر من أن يجعل من نفسه مظلة للشعب، والكل ينتظر المطر؛ لكنهم لم يبحثوا عن صاحب المظلة الوحيد، الذي يؤمن أن المطر سيسقط بإتحاد الأيادي، وأن الغاية جامعة لا شخصية، وعندما ينتفع الجميع، سيكون الفرد أكثر فائدة، وقد يخيط من ردائه جزء لمظلة الوطن، التي مزقها الشركاء والغرباء.