23 ديسمبر، 2024 7:17 م

مَنْ يروج دخول داعش الى بغداد فهو خلية نائمة؟!

مَنْ يروج دخول داعش الى بغداد فهو خلية نائمة؟!

ما هي حقيقة حديث الأمريكان، عن إحتياج التحالف الدولي 3 سنوات للقضاء على داعش، وذهاب أخرون إلى 30 عام؟! ومن أين تلك المعلومات، التي تقول: 10 ألاف داعشي يستعدون لإقتحام بغداد من الرمادي؟! ولماذا يتصدر العناوين وإهتمامات الصحف، نظريات إسقاط المدن في هذه التوقيتات؟! فهل يُقدم داعش على إقتحام العاصمة بغداد؟ أم أنها أصوات ترتفع لغايات تحاك في الكواليس؟!
مشاهد تتراكم من كل الإتجاهات، قنوات تصور الأشلاء ونياح الأمهات، ويتسابق الشباب لنقل مناظر قطع الرؤوس، وهو ترويج مجاني في أماكن ومواقع يعجز الداعشيون وصولها.
جزء من عجز الإعلام، الإعتماد على التصريحات وترك الصورة، وخطأ فادح إرتكبه كثيرون بتناقل صور المذابح والبكاء، لاتَخَفي الإرهابيون بزي النساء، ونكاح الجهاد والزنا بالمحارم والماعز؟!
تصريح رئيس أركان الجيش الأمريكي مارتن ديمبسي أن داعش كاد أن يصل مطار بغداد، وعلى بُعد 25 كم عن المطار وإستدعى التصدي بطائرات الأباتشي، كونه من المنشأة الحيوية، كلام يحتاج ان نقرأ ما بين االسطور، ونفك الألغاز والشفرات والطلاسم؟!
الأحداث المتسارعة تشير الى حقائق علينا تسليط الضوء عليها، ولا ننسى مشروع بادين، الذي قوبل بالرفض من كل المكونات، وأحداث التظاهرات في الرمادي والموصل، ثم سقوط بعض المدن، وكيف قامت داعش بملاحقة الشيعة والمسيح والأيزيدين، لإجراء تغيير ديموغرافي لضمان إستفتاء لأقليم سني مطلق يقبله الجميع بمرارة، بعد تحريض الشيعة وإنصياعهم للإشاعات، وتعالي أصوات تطالب بعدم مقاتلة أبنائهم في مناطق ترفضهم، ثم خرج قادة جدد يتناغمون مع داعش للمطالبة بالأقليم والإنفصال؟! مقابل الدعم الدولي لحماية إقليم كردستان وكوباني السورية، من خطر داعش والتدخل التركي.
دعوة المرجعية الدينية للجهاد الكفائي، فاجئت دوائر الإستخبارات العالمية، وتزاحم الملايين للتطوع، وإيقاف داعش وهزيمتها في مناطق المواجهات، لأن الدعوة لم تكن عن مناطق الشيعة، وحديثها كان قبل أن تحدث مذابح الأيزيدية والمسيحيين، وهذا لا ينسجم مع دعوات التدخل البري الدولي، وإعطاء مبررات نشاط المسلحين، وإستقطاب العشائر، التي أصبح معظمها يرفض الإرهاب، حتى من تورط أو صدق شعارات الثورة ضد الحكومة، بعد معرفة النوايا والأفعال اللأّخلاقية، وهذا التدخل يعطي حرية الحركة لتنفيذ المخطط؟!
بغداد عصية على الطغاة والإرهابيين، وشعبها يعتز بمقدساته ولحمته الوطنية، وكيف يقبل البغداديون، على مدينتهم التي جاوز عمرها1250سنة من التعايش والمودة وملتقى تقافات وعلوم العالم، أن تسقط بيد زمرة نتنة؟! وكيف نقبل إحتفال الأنذال بمقتل المنحرفين، ونحن نتحرك ضمن فتوى شرعية ودفاع عن مقدسات وأعراض وشرف، ولا نقدم الأرواح فداء للوطن؟! هل ىيصدق العالم أننا نقبل أن تسبى نسائنا ونقاد بيد حفنة من الأنذال، أنهم يراهنون على الحرب الطائفية، وقد رفضها أبناء الضلوعية، وعثمان إستشهد لأبناء الكاظمية، وأبن ديالى السني أحتضن الإرهابي عن إخوته المصلين في الحسينية.
بغداد إنهارت المؤامرات على أبوابها، فلا تراهنوا بتمزيقها، وأهلها جاهزون للدفاع عنها نساء ورجال، وخلفهم 9 محافظات تغلي دمائهم على أبنائهم الذين لا يعرفون أين جثثهم.
إمكانية هجوم الإرهابيين على بغداد مستبعدة جداً، وكلها محاولات للتغطية على هزائم، لبسوا فيها ملابس النساء وفخخوا الشوارع والمباني، وإتخذوا من الأطفال دروع بشرية، ومخططهم هذه الأيام زيادة زخم الإنفجارات في المناطق الأكثر حساسية مثل الكاظمية ومدينة الصدر، ورفع وتيرة الحرب النفسية القذرة، والتلويح بهذه الورقة لقبول وزراء أمنيين حسب إختيارهم. مَنْ يُروج لدخول داعش هو خلية نائمة، لا يحمل شيء من الشرف والرجولة والحرص على مقدساته، وسوف تقتل أحلامهم المريضة على أسوار بغداد.