كيما لا يذهب البعض قريباً او بعيدا ” او كلاهما ! ” , فمن الواضح أنّ المرصود – المقصود هو انتخابات مجالس المحافظات , والتي دار حولها الجدل في الفترة القريبة الماضية , حول توقيت عقدها او تأجيله والى ما في ذلك من آليّاتٍ جدلية , وهي ليست ضمن مفاهيم ” حتمية المادية الجدلية او الدياليكتيك ” على الإطلاق .
عقد هذه الإنتخابات صار أمراً واقعاً ” وربما رغم انوف الذين يعارضون اجراءها ! ” , وقد حسمت احزاب السلطة أمرها , ولها في ذلك حساباتها .
وسْطَ الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد ومن نواحٍ وزوايا متعددة , والتي آلت فيما آلت الى فقدان النسبة العالية لشعبية احزاب الإسلام السياسي او انعدامها .! , فإنّ المواطن يفتقد أيّ اجابةٍ او نصف اجابة عمّا سيستفيده من عقد هذه الإنتخابات , فهو على قناعةٍ وعلى يقين أنّ الكهرباء ليست في طريقها لتعود , ولا فلسطين ستعود .! وليت الأمر يقتصر على ذلك على الصعيد الجماهيري , فتوليفة المعاناة الشعبية وفي دقائق وتفاصيل الأحوال الأجتماعية والمعيشية , وما يحيطها من اسوار وغبارٍ اصطناعي يلوّن حياة العراقيين بلون الصدأ ومشتقاته , قد بلغ حدّاً يطغي ويهيمن على الأوضاع النفسية للمواطنين , ويعرّضها الى اصاباتٍ متتالية من الكآبة واليأس وفقدان الآمال .
لم تعد عبارات ومصطلحات مكافحة الفساد والقضاء على آفة المخدرات , او أزمة الدولار – الدينار , او الترقيعات بحل المعضلات مع بعض دولٍ مجاورة , وما الى ذلك ومرادفاته مضاعفته بعشرات المرّات , قابلةً للصرف في أيّ بورصةٍ او مكاتب صيرفة وعلى ايّ ” بسطة ” , سوى أنها قابلة للصرف الصحي ! في رؤى عموم المواطنين وبما يصعب إنكار ونفي ذلك مهما ارتفعت اصوات قرع طبول وسائل الإعلام ذات العلاقة .!
في الفقرةِ ذات الصلة بالعمود الفقري السياسي , والمتعلّقة او المعلّقة بوضع انتخابات مجالس الأنتخابات , فكأنه نوعٌ من التنجيم او ما يفوقه لمعرفة او التخمين الإستباقي للعدد المفترض من الذين سيشاركون في الإدلاء بأصواتهم ” غير المدوّية ” في تلك الأنتخابات على الصعيد الجماهيري , ومهما ستعلنه بعض وسائل اعلام الأحزاب عن نسبتها المرتفعة بتواضع .!
الى ذلك ايضا وسواه , فيمكن القول من زاويةٍ استقرائيةٍ – اعلامية مبكّرة , فإنّ مَن سيشارك بهذه الأنتخابات ” لسبب او لآخرٍ ” فهو او انه قد لا يميّز او لا يفرّق بين ايٍّ من المرشحين لتلكُنّ الإنتخابات , إذ تبدو وتترآى الملامح والقسمات انهم من ذات الطينة .!