لايخفى على كل عاقل أن ظاهرة تعدد العقائد الفاسدة في أوساط الشيعة ، والتي إنتشرت بعد سقوط النظام البعثي المقبور عام 2003 ، هي ظاهرة مشبوهة ومقصودة تغذيها أجندة خارجية دولية هدفها النيل من عقيدة التشيّع الإمامية النابعة من صميم الدعوة الرسالية المحمدية الحقّة وتسخيف ثوابتها وأصولها .لأنّ هذه العقيدة الرسالية اثبتت للأجيال من الموالين والمخالفين وللعالم أجمع أنها عصيّة على الأعداء وراسخة ضدّ أي إستهداف خارجي للنيل منها وتشويهها .ولقد جرّب معها الطغاة كل الأسلحة من قتل أئمتها وملأ السجون بأتباعها ومارست معهم شتى أنواع التنكيل والتعذيب فما إزدادت إلا ثباتا ورسوخا وتمسّكاً بثوابتها ومبادئها السامية والتي تعبّر عن روح الإسلام المحمدي الأصيل.لذلك لجأت قوى الظلام والبغي الى أساليب أخرى ففتحت خزائنها لضعاف النفوس والمرتزقة المتغلغلين داخل صفوف الشيعة وهم من أراذل القوم وسفلتهم لتأسيس وأطلاق دعوات باطلة وفاسدة حيث تسللوا من خلال بعض الثغرات في التأريخ وتلاعبوا ببعض نصوصه ووظّفوا رواياته لدعم وترسيخ عقيدتهم الفاسدة في اذهان بعض البسطاء والسدّج وممن يساومون على عقيدتهم بالمال وقد دخلوا لهم من أهم أركان التشيّع وأكثرها تفاعلا بين صفوفهم وهو الأعتقاد بالإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه .هؤلاء الفاسدون نسبوا للإمام المنتظر أبناءً وبناتا وهيئوا لهم عجلاً كعجل السامري إسمه أحمد بن الحسن إدعوا انه أبن الإمام المنتظروألتفوا حوله ! وهذا المدّعي اسمه الحقيقي وحسب الوثائق الحكومية (أحمد اسماعيل كاطع).
ولقد نشروا له عدة أحاديث مسجلة بصوته تكشف عن شخصيته الهزيلة وجهله بأبسط قواعد اللغة العربية وهذا دليل غباؤهم وجهلهم وخيبة إختيارهم وهوانهم على أنفسهم ,هؤلاء المنحرفون تصدّى لهم بعض المؤمنين والمخلصين والحريصين على سمعة التشيّع وبشكل فردي ,فقوضوا تحرّكهم الى حدٍّ ما وكانوا يعتقدون أن تحرّك أولئك المخلصين مدعوما من مراجع الدين في النجف .فبدؤا بالتراجع والتحرك الحذر والسري جدا احيانا اخرى . ولكنهم ولأكثر من عشرة شهور خلت بدأت نشاطاتهم بالزيادة والانتشار بشكل علني داخل وخارج العراق وبدأت خطاباتهم تستهدف مراجع الدين الشيعة بشكل علني وصريح وتتهمهم بأقذع الإتهامات .وذهبوا ابعد من ذلك حيث شكلوا قوةً مسلحة بأسم سرايا القائم ويطالبون الحكومة بتسليحهم ! وهذا من أعجب الأمور.فلا يستبعد أن تستخدم هذه القوة ضد المراجع الدينية فهم هدفهم الأول حسب خطاباتهم ونشراتهم اليومية , فمن الذي شجع عجل السامري واتباعه على الظهور والإنتشار ؟الأعتقاد السائد عند الكثيرين أن صمت المراجع ساهم بشكل مباشر وغير مباشر بتمدد هؤلاء المرتزقة , ونحن كشيعة نقلّد مراجع الدين في النجف والذين نعتقدهم أمناء وحماة العقيدة نطالبهم ونطالب كل مرجع له مقلدون وكل عالم مجتهد أن يعلنوا بصراحة ووضوح موقفهم من هذه الفئة الباغية ليتبين الحق من الباطل للذين غُرر بهم والمغفلين من ابناء الشيعة والذين تورطوا في هذه الدعوة المشبوهة الفاسدة كما تورّط غبرهم في دعوات أخرى فاسدة كالصرخيين وغيرهم حتى يعودوا الى رشدهم , ففي صمتكم أيها السادة أغواء وإغراء لنموّ هذه العقائد الفاسدة في أوساط المجتمع الشيعي ! وصمتكم أيضا يجعل الحكومة العراقية تتهاون وتتردد في قمع فساد هذه الجماعات من أتباع عجل السامري إبن كَاطع .لأنها لاتعلم الموقف الشرعي منها, فهم يطرحون انفسهم كحركة دينية إصلاحية بأسم المهدي المنتظر ,ولكن لو علمت الحكومة المركزية موقف المرجعية الدينية منهم وكشفت فسادهم وانحرافهم عندئذ يكون لزاما على القوى الأمنية ملاحقتهم وإعتقالهم حفاظا على أمن الوطن والمواطن.نتمنى من مكاتب المراجع الدينية أن تتحمل المسؤولية و تأخذ هذه المطالبة بعين الأعتبار وتسارع بطرح الأمر على أصحاب الشأن والقرار لدفع الفساد والسوء عن هذه الأمّة . اللهم أشهد أني قد بلّغت.