23 ديسمبر، 2024 6:35 ص

مَنْ سمح لهذا الشيطان أن يتمدد؟

مَنْ سمح لهذا الشيطان أن يتمدد؟

من وراء الحدود رايات سوداء ثائرة، تتنصر للذين يغمرهم، هاجس الاقصاء والتهميش كما يدعون عن العراق، وكأنهم أنبياء بلا معجزات، حاولوا إيهام السذج، بأن حياتهم باطلة، لا أساس لها من الشرعية، وأن دولتهم الخرافية الجاهلية، هي مَنْ ستنقذهم، على يد قائد عديم الخصال، وهو أبو بكر البغدادي، الذي يدير عصابته بحماقة، تحت مسمى حضارة الدم والذبح، لكن الحقيقة أن العالم بات يشهد كارثة عالمية، على أيديهم في خطاب غير مألوف، ما أنزل الله به من سلطان! إحساس كبير بالألم يجتاح عقل المثقف المعتدل، وليس العقل الطائفي، سببه نزيف من الأسئلة، تطرح على الساحة العراقية منذ سنوات، وأهمها مَنْ سمح لهذا الشيطان، بالتمدد على الأرض؟ فالهواء نتن دنس زوايا حياتنا، وركن أعزاءنا الى الموت بلا رجعة، بيد أن النداء المرجعي العظيم، كان خضاب الأمل، للدفاع عن العراق أرضاً وشعباً، فمنح غيارى الحشد الشعبي المقدس أرواحهم، فداء لبلد الرافدين والمقدسات، ورغم هذا ما زال السؤال مطروحاً، كيف تمدد هؤلاء الصعاليك المتطرفون في أرضنا؟ مخاض حكومات من الفشل، سوء تخطيط إدارة الدولة، صمت مطبق حول مصير غامض، على حدود العراق فتح أبوابه، للخونة والغادرون، الذين أرادوا تمزيق الصف العراقي، جبناء قابعون في الملذات، يسمون أنفسهم ثواراً، ويتكلمون نيابة عن مكونهم، فالإعتصامات وإرجاع الحقوق المغتصبة، من أجل فردوس محرمة، متبعين الحجاج: (إني أرى رؤوساً قد أيعنت)، فلم يجدوا غير عصابات القاعدة وداعش، لتمدد في الخيام المقفرة، حيث عواء الزمن الأعور، ولا يهمهم إن كانت الحروب، ستطحن مدنهم أو تقتل أطفالهم!حشرات بشرية زاحفة، فقدت السيطرة على نفسها، تدعي الإسلام يغذيها فكر وهابي سلفي متطرف، لتنصب نفسها دولة على المغرر بهم، ودون مستقبل لهذه الإرهاصات المنححرفة، أدرك السذج أنها تستهدفهم بالدرجة الأساس، لأن نداء الجهاد الكفائي، أُعلن للحفاظ على أرضهم وعرضهم، في المنطقة الغريبة، فكان الشريك في الوطن السد المنيع، لإيقاف هذه العصابات الفوضوية، التي أرادت أن ترسم صورة دموية للعراق، لكنهم فشلوا بمكرهم الأهوج، وستفشل مخططاتهم عاجلاً، أما دعاة الفوضى والتقسيم، فهم في أسفل السافلين!العراقيون الأحرار، رسموا مشاهد التحدي، والجهاد، والفداء من الجنوب الى الشمال، ومن الشرق الى الغرب، في ملحمة حشد شعبي، وعشائري لا نظير له، فاتحين الابواب مشرعة، لإسترجاع المدن المغتصبة، رغم أنوف الحاقدين، لأن داعش ومَنْ صنعها ستخرج بلا نتيجة تذكر، ولن يسمح لها بالتمدد، على حساب عقولنا وأراضينا، والرسالة التي يجب ترجمتها الآن، هي الجود بمعنى إعطاء الأكثر، من الغالي والنفيس لأجل عراقنا، حيث لبسنا معطف النصر النهائي بعونه تعالى، ولن ينضب الإبداع الجهادي أبداً!