19 ديسمبر، 2024 6:02 ص

مَنْ المستفيد من إغتيال العبادي؟!

مَنْ المستفيد من إغتيال العبادي؟!

لماذا يُكرر العبادي عدم تراجعه عن الإصلاحات؛ وأن يكلفه حياته، ومن يهدده؟! ومتى يترك التلميح الى التصريح المباشر، ويتحدث عن خطر لا يستهدف رأسه فحسب؟! وهل هي حقيقة يلامسها، أم يُحاول أن يكسب ود شارع مثقل بالهموم الأمنية والإقتصادية؟!
تداهم عملية الإصلاحات رؤوس كبيرة؛ تنتظرها قضبان وساعة صفر؛ لقطع الطريق أمام النهب الهمجي لثروات العراق.
مرت الفرصة على العراق؛ كسحابة صيف على أرض جفاف، ولم تسقط قطرة من غيومها الملبدة، وما هي سوى غمامة سوداء لم تسثمر الفرصة التاريخية؛ منذ مهبط أدم عليه السلام الى؛ من 2003 ــ 2014م؛ وكل عام تسجل الموازنة رقم قياسي والنتيجة عراق منهوب؟! وتبدد أمل كبير في الصدور؛ إنتهى بخزينة خاوية مثقلة الديون، وإقتصاد منهار، وحرب تأكل ضحايا وأموال، ونفط هابط يذهب الى رواتب كبار المسؤولين وحماياتهم، ورغم هذا يمتنعون عن التنازل من مليارات تنفق في غير محلها ووقتها؟!
هواجس العبادي لم تأت من فراغ؛ بملامسة الحقائق، وردود الأفعال التي تصدر من قوى متنفذة يضرها الإصلاح، وهي لا تعير أهمية لإراقة الدماء وتخريب العراق، وربما تبلغ رسمياَ بتصفيته، أو نقل له من طرف ثالث قريب كما قال العبادي: “أحد المسؤولين لديه 800 عنصر حماية، وآخر 400 وهذا غير معقول، في وقت يحتاج البلد لقوات تقاتل الإرهاب، وأننا نتوقع إنقلاب ناس قريبين منا؛ لكننا سنكسب العدالة، لذلك جاءت الإصلاحات”، وهذا يعني يقينه بالمؤامرة التي تحاك لتصفيته؛ رغم دعم المرجعية والشعب للإصلاحات.
دعوى المرجعية هذا اليوم الى أن الإصلاح لا محيص منه، والإشارة الى وجود ممانعين؛ يعني أن هنالك قوى نافذة تمانع من التنفيذ، وهي المتضررة تطبيق محاربة الفساد؛ بدعمها للفاسدين، اللذين نهبوا المال بوصف المرجعية، وفرق كبير بين النهب والسرقة؛ فالسارق يأتي لغرض محدد، والناهب يأخذ كل ما يصادفه ويخرب المكان؟!
إن تسمية الإصلاحات بـ” إصلاحات العبادي”؛ تقلل أهميتها، وتجرد الآخرين من المسؤولية، وفي نفس الوقت هو قطب رحى تنفيذ الإصلاحات؛ بمشاركة القوى الجادة في التطبيق، لذا تصبح حياته مسؤولية وطنية، وهو هدف الفاسدين والمخربين والإرهابين، وقتله يعني نجاح مساعي السراق، اللذين خلفوا كل هذا الخراب وتمدد الإرهاب، وتدهور الإقتصاد الوطني وهجرة الشباب ومعاناة الفقراء.
يسعى الفاسدون لقتل العبادي والسير في جنازته ويلطمون؛ لكنهم يجترون ماضيهم الأسود ويحلمون، فقد كشف زيفهم ولن يعودوا وأن قتل ألف عبادي.
يسير الفاسدون اليوم في مواكب الشهداء، ويدعون الحشد الشعبي لمؤازة الحكومة، وغداَ في عاشوراء سينصبون المواكب، ويطلبون من الشعب العراق التأسي بأمامهم الحسين عليه السلام؛ ولكن دماء الشهداء تلعنهم، والحشد الشعبي بقيادة مرجعية دينية بح صوتها، ولم يسمعها متسلطوا السنوات السابقة المتجذرون الى اليوم، ولو أن الإمام الحسين خرج اليوم لقاتلوه وظهر لنا ألف يزيد، وها هي سكينهم ضربت خاصرة العراق وأسقطته بيد الإرهاب وتلوح بذبحه، ويبقى على العبادي المصارحة وترك التلميح، فقد وصلت سكين الخديعة الى قفا العراق؟! وإقترب الفاسدون القريبون من رأس العبادي.

أحدث المقالات

أحدث المقالات