23 ديسمبر، 2024 6:51 ص

مَنْ أعدَمَ مَنْ…صدام حسين ونوري المالكي؟

مَنْ أعدَمَ مَنْ…صدام حسين ونوري المالكي؟

قاد رئيس الوزراء البريطاني تشرشل (30 نوفمبر 1874 – 24 يناير 1965) بلده في اشرس حرب خاضتها بريطانيا ورفض الاستسلام او الحلول السلمية وقاوم التهديد النازي بقيادة هتلر (20 أبريل 1889 – 30 أبريل 1945) وحيدا ولم يكن قد دخلتها الولايات المتحدة الامريكية بعد وصمد ببطولة سجلها التاريخ وتوّجها باعلان الانتصار من داخل مدينة – برلين – عام 1945….خرج تشرشل من الحرب بطلا قوميا ولم يصل لشعبيته قائد قبله …..بالرغم من هذا الانجاز القومي الضخم ألا أنه لم يفز بالانتخابات التالية ولم يشفع له انتصاره الباهر وانتهى به الامر زعيما للمعارضة داخل البرلمان.. يعتبر انتصار جورج بوش-الاب- ( 12 يونيو 1924) في معركة تحرير الكويت (آذار 1991) وطرد قوات الاحتلال العراقي منه باسرع وارشق انتصار خاضته الامة الامريكية في كل حروبها…وصلت شعبية بوش بعده مباشرة الى ثاني اعلى مستوى شعبية وصل لها رئيس امريكي وسميت حاملة طائرات باسمه ( يو اس اس جورج بوش) كما افتتحت مكتبة باسمه ( مكتبة جورج بوش الوطنية) وحصل على اعلى الاوسمة والشارات الوطنية وطرحت فكرة وضع صورته على العملة …. كل هذا لم يساعده في الفوز على غريمه الاقتصادي “الوسيم” بيل كلينتون وخسر بفارق شاسع 370 مقابل 168 لعدم أدارته اقتصاد بلاده كما ينبغي.

أستطاع الرئيس الحالي للولايات المتحدة الامريكية من اتخاذ قرار شجاع بارسال قوة اقتحامية ( سيلز) لاغتيال زعيم تنظيم القاعدة الارهابي اسامة بن لادن ونجح في ذلك ووفر امام مسلم للصلاة على جنازته في الطائرة التي اقلّت الجثة والقاه في البحر لئلا يكون قبره مزارا للارهابيين وثَأَرَ للهجوم الارهابي الذي خططت له ونفذته منظمة القاعدة الارهابية وراح ضحيته مايقارب الثلاثة الاف ضحية في هجمات لحادي عشر من سبتمبر الشهيرة عام 2001…وبرغم ذلك لازال الامريكان لايثقون باوباما كقائد عسكري ويعتبرونه مترددا وضعيفا وانهزاميا بالنسبة الى الرئيس الذي سبقه جورج دبليو بوش وغيره…وسيخرج من السلطة رغم انفه ولن يحظى بولاية ثالثة ولو اغتال مليون اسامة بن لادن ومليار صدام حسين…. تحكم الشعوب المتحضرة على قادتها بما يفعلون لا بما فعلوا وبهذا المنطق اوصلوا بلدانهم الى التقدم والازدهار

ونشروا فيها العدالة والنزاهة والازدهار الا في الدول التي تعيش على حافة مؤخرة العالم وما حولها فتترك شعوب هذه البلدان الميتة لمن يقوم بانقلاب عسكري على رئيس وزراءها المنتخب ديموقراطيا حكمها حتى هلاكه وتخنع- هذه الشعوب المتهرئة- للعائلة التي تصل الى الحكم بالسيف بانقياد اعمى لتصديقها نظرية نقاوة عنصرها الجيني او وراثتها خلافة الانبياء في الارض ولو اغتصبت هذه العائلة (التي اختارتها السماء لهم) النساء وقتلت الرجال وشردت الملايين كعائلة صدام حسين وآل سعود . هل يقايض الشعب بالواجب الوظيفي؟: اجمع العراقيون على فساد نوري المالكي واجرامه اثناء تراسه حكومة الفساد والمحسوبية والسرقات في اخطر مرحلة مرت على العراق ولو كان المالكي في بلد متحضر لقبع في السجن ماتبقى من حياته ولكن بما انه اعدم صدام كما يروج لهذه الكذبة اقاربه ومقربيه فلايزال حرا طليقا ويحظى بمنصب – نائب رئيس الجمهورية- . أعدام صدام لا يساوي جزءا صغيرا من انتصار جوروج بوش الاب في طرد العراق من الكويت ….واعدام صدام لايساوي اي جزء من صمود تشرشل الاسطوري وانتصاره في الحرب العالمية الثانية واعدام صدام لايشكل اهمية بالمقارنة مع اغتيال اسامة بن لادن…لكن بوش وتشيرشل واوباما لم يستخدما انجازيهما للوصول الى السلطة ولم يتركهما شعباهما في السلطة مقايضة لما قاما به بل ركناهما خارجا لان لكل وقت رجاله وماقاما به واجبها الوظيفي مع ان ما انجزاه يعادل أعدام صدام مئات المرات…هذا في حال كان المالكي اعدم صدام!… فهل فعلا ان المالكي اعدم صدام؟: كل عمليات الاعدام التي حصلت في التاريخ وتفاخر بها من قام بها تتم بان يشكل الثائر المناضل جيشا معارضا للدكتاتور ويقود مقاتلين اشداء ويقتحم البلد ويسقط نظام الدكتاتور ويعدمه في اكبر ساحات العاصمة او يقوم بانقلاب عسكري ضده ويعدمه عندها يكون بطلا وطنيا ويذعن له الشعب ويسلمه السلطة كما فعل الكوبيون مع كاسترو او الروس مع لينين او العراقيون مع الزعيم عبد الكريم قاسم …لكن نوري المالكي لم يقم بأي انقلاب عسكري ولم يشكل مقاتلين ولم يسقط نظام صدام حسين الدموي الاجرامي البشع (- مع فارق ان النظام الملكي في العراق لم يكن ببشاعة واجرام وفاشية صدام ونظامه وقد وقع لوم على عبد الكريم قاسم لقتل الملك وعائلته والتمثيل بهم لكنه ادعى ان الامر حصل دون علمه-) ولم نسمع للمالكي تسجيلا مصورا او صوتيا يعارض فيه نظام

صدام حسين بل لم يلبس في كل حياته زيا عسكريا ولا توجد له اي صورة يحمل فيها سلاحا حتى ولو سكينة “مكراضة” ولايملك من تاريخه ” الجهادي والنضالي” الا صور بدشاديش وبجايم مقلّمة ونعول اسفنج اثناء حملات الحج التي كان يعتاش منها…والمالكي وحزبه امتنعا من المشاركة في اسقاط نظام صدام ورفضا دخول العراق مع الامريكان اثناء التحرير ودخلوه بعد سقوط نظام البعث بوقت طويل ودفعوا ثمن هذا الرفض لاحقا ولم يحصل حزب الدعوة في اول انتخابات برلمانية الا على احد عشر مقعدا نيابيا.. فتيلة سز !! : ———- يتفق أغلب العراقيين على حقيقة ان المالكي لم يعدم صداما بل كان تحصيل حاصل وتنفيذا لقرار أصدرته المحكمة الجنائية الخاصة وتنفيذه سيتم بالمالكي او غيره …. غير ان القليل منهم والذين يشكلون اقل من خمسة في المائة لازالوا يصدقون كذبة ان المالكي من اعدم صدام برغم سماجتها وهؤلاء في عقولهم ( فتائل غير مشتعلة) سأحاول اشعالهن بأدلة ناهضة وللوصول الى هذا “الاشعال” دعوني اطرح على هذا القليل ثلاثة اسئلة: السؤال الاول: هل ان اعدام صدام انحصر في شخص المالكي فقط؟ اي لو ان المالكي مات في ليلة اعدام صدام هل كان صدام سيفلت من الاعدام؟ السؤال الثاني: هل كان يستطيع المالكي اخراج صدام من التوقيف لدى الامريكان واعدامه دون قرار القاضيين الشجاعين روؤف عبد الرحمن والقاضي منير حداد وحصوله على الدرجة القطعية من محكمة التمييز؟ السؤال الثالث: هل حضر المالكي عملية اعدام صدام حتى يصدق انه اعدمه لان من غير المعقول ان يكون اعدمه بالروموت كنترول؟ كلُّ هذا “القليل” سيجيب ب كلا على جميع الاسئلة مايعني ان الفتائل قد اشتعلت واذعنوا للمنطق وازيل الغبش والتوهم عن الحقيقة … اما لو بقي قليل من هذا القليل يصدّق بكذبة اعدام المالكي لصدام واجاب ب نعم على اي سؤال فهذه المجموعة أدمغتها (فتيلة سز) . لو صح اعدام المالكي لصدام..هل يعتبر مفخرة؟ —————— مع ذلك لن افقد الامل في هذه القلة القليلة … ولِأفرض “محالا” ان المالكي اعدم صدام واقول… لو أعدنا صداما

الى الحياة وعرضنا عليه ميتة هو يختارها غير التي هلك فيها كأن يكون ” شهيدا” على اسوار بغداد بسلاح عدوه الامريكي او تفجير نفسه في دورية امريكية او قيادة المعارضة او مساعدته في الهروب الى اي دولة عربية يختارها وننصبه قائدها حتى هلاكه او اي فرض تقترحونه….هل ترونه سيقبل ويبدل اعدامه بما نعرضه عليه ؟ انا ساجيبهم…اعدام صدام وبالطريقة التي هلك فيها وهبته مجدا ورفعة ” خادعتين” كان يحلم بها…وطريقة محاكمته السخيفة وبثها على الهواء مباشرة جعلته يخاطب الغباء العربي ويدجّنه من خلال هذه المحاكمة والاعدام ….صدام داهية وماكر وعرف كيف يلعبها ويخدع الجميع….وعليه فاجابة السؤال لن يقبل بكل العروض لانه لو قبل ان يموت في شوارع بغداد فلن يكون افضل حالا من شبيهه القذافي حين وضع الليبيون وتدا في مؤخرته واخرجوه من مسالك المجاري وقتلوه وتركوا جثته طعاما للذباب والبعوض ثم دفنوه في الصحراء سرا ولن يكون افضل حالا من مبارك الذي انتهى به الامر سجينا يتندر عليه المصريون بنكاتهم وليس افضل حالا من علي عبد الله صالح الذي تشوه وجهه بانفجار وصار كأن خبيرا بالفوتوشوب تعمّد تشويهه وهكذا ستكون جميع نهايات اقرانه الحكام والروؤساء والملوك والمشايخ…عملية اعدام صدام رفعت من قدره وعليه فمن يدعيها لنفسه انما يدعي العار والشنار عليها .. حتى مع فرض ان المالكي اعدم صدام فهو عار بالمحصلة وليس مجدا والقيادي في دولة القانون عدنان السراج أكّد القول هذا بتصريحه الشهير اثناء رفض طارق الهاشمي التوقيع على قرار اعدام سفاحي جريمة الدجيل ( لاشتراط التنفيذ الى توقيع رئاسة الجمهورية حسب الدستور) وتواجد الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني في المانيا للعلاج حيث قال عدنان انذاك “سنكتفي بتوقيع نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي كما اكتفينا بتوقيع نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي على اعدام صدام”…اعترف عدنان السراج -ربما دون ان يشعر- بتوقيع عادل عبد المهدي على اعدام صدام واظنه عوقب بمنعه من الوصول الى البرلمان كنائب على هذا التصريح. —–

وصل تخبط نوري المالكي وهوسه ببطولة فارغة لاتوجد الا في ذهنه واذهان المسطولين من حوله ان يصرح بسذاجة وغباء ان القلم الذي وقع فيه على اعدام صدام احتفظ به منذ اكثر من ثلاثين عاما ورفض هذا “المالكي” ان يعطيه لمن طلبه لعلمه بانه سيوقع فيه على اعدام صدام ولا ادري ماذا سنرد على الوهابية ان عابوا علينا معرفة رئيس الوزراء السابق للغيب…

نوري المالكي نفذ قرار محكمة اتحادية باعدام محكوم تميزت دعوته وانتهى امره للتنفيذ…..نفذ الاعدام كموظف بمنصب رئيس وزراء يأخذ راتب يبلغ اكثر من خمسين الف دولار شهريا ولو لم يوقع على اعدامه لوقعه غيره ولطُرِدَ من منصب رئيس الوزراء لعدم تنفيذه الواجب…تكراره وتمجيده بنفسه بأداء واجب يجعله ضئيلا في اعين الناس..هذا اذا كان نظيفا ونزيها وصادقا…فكيف وهو الفاسد والمجرم وبانتظاره دعاوى قضائية ستعلّقه في حبال المشنقة عن قريب….وقريب جدا؟