فِي يَوّْمِ شِّتَاءٍ البَرْدُ فِيْهِ يَقّْرِصُ الأَعّْضَاءْ.
رَأَيتُ حِمَاري وَاقِفَاً بِجِنّْبِ صَخّْرَةٍ صَمَّاءْ.
حَزيْنَاً كَئيْبَاً قَدّْ أَرّْهَقَهُ البُكَاءْ.
قُلّْتُ:
يَا حِمَارَنا العَزيْزِ مَا الخَطّْبُ وَ لِمَ ذَا العِوَاءْ ؟.
قَالَ حِمَاري، بنَبّْرَةِ مُنكَسِرٍ فِي الهَيّْجَاءْ:-
يَا سَيّدَنَا يَا (ابْنَ سُنّْبَهْ)، لَقَدّْ طَفَحَ الكَيّْلُ وَ اشّْتَدَّ البَلاءْ.
قُلْتُ:
ما الخَبَر؟… هلّْ مَاتَ أَحَدُ الزُعَمَاءْ ؟.
هَلّْ احتَرَقَ الرَّئيسُ، وَ لَمّْ تُدركّْهُ شُرطَةُ الإِطّْفَاءْ ؟.
أَمّْ مَاتَ أَحَدُ السِّياسِييّْنَ، حَتّى نُقيْمَ عَليّْهِ العَزَاءْ ؟.
أَمّْ انتَحَرَ أَحَدُ الفَاسِدينَ وَ نَزَلَ بهِ القَضَاءْ ؟.
قالَ حِمَارُنَا المُبَجَّلُ:-
لا … يَا (ابنَ سُنّْبَهْ)، لقَدّْ كُنّْتُ بَليْداً مِنَ البُلَدَاءْ.
وكُنّْتُ أَحْسَبُ هَؤُلاءِ السُّرَاقِ مِنَ الأَحِبَّاءِ النُجَبَاءْ.
وَ أَنَّهُمْ مُخّْلِصِيّْنَ وَ تَرْعَاهُمّ إِرَادَةُ السَمّْاءْ.
لقَدّْ سَرَقُوا أَمّْوالَ الشَّعّْبِ سَرِقَةً شَنّْعَاءْ.
يَحّْسَبوْنَ أَنَّهُم حَرَرُونَا مِنَ الطُّغّْمَةِ الطَّغْمَاءْ.
كَلّا … إِنَّهُم بَاعُونَا بَيّْعَ الأَدّْعِيَاءْ.
سَرَقُونَا … وَ سَرِقَاتُهُمّْ أَوّْجَعَتّْ كُلَّ الفُقرَاءِ وَ الأَغنيَاءْ.
سَرَقُونَا … وَ سَرِقَاتُهُمّْ أَبّْكَتّْ حَتّى مَلائِكَةَ السَّمَاءْ.
وَيّْلٌ لَهُمّْ … ثُمَّ وَيّْلٌ لَهُمّْ، مِنْ غَضَبِ رَبِّ الخِلائِقِ جَمّْعَاءْ.
قُلّْتُ يَا حِمَارَنَا المُفَدّْى:-
لا تَثّْريْبَ عَليْكَ … لَقَدّْ أَبْكَيّْتَ عَيْنَيَّ دِمَاءْ !.
فَأَنّْتَ تُحِبُّ العِرَاقَ و شَعّْبَهُ … حُبَّ الأُباةِ الشُرفَاءْ.
وَهؤُلاءِ الفَاسِدونَ …. للعِراقِ أَعدَاءٌ أَلِدّْاءْ.
حَفِظَكَ اللهُ يَا حِمَارَنَا النَّبيّْهِ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ لأْوَاءْ.
وَ دُمّْتَ يَا عَزيْزِي … للعِراقِ وَ شَعّْبِهِ مِنْ أَوْفَى الأَوّْفِيَاءْ.
خِتَامَاً …
دَعّْنِي أُقَبِلُ خَدَّيْكَ وَ أَكونُ لَكَ فِدَاءْ. دَعّْنِي أُقَبِلُ خَدَّيْكَ وَ أَكونُ لَكَ فِدَاءْ.