23 ديسمبر، 2024 6:58 ص

مَرت أيامٌ ولم يَستَرِح

مَرت أيامٌ ولم يَستَرِح

ينتقلُ الإنسانُ من بدائيةٍ

لأُخرى ..

في وسعه التخلص من الآلهةِ

التي صنعها معتقدُه،

صنعها من الطين والمَعدنِ والزُجاج

يراها شَفيعَتَهُ من الكوارثِ والمُلماتِ

لذلك يتصل بها

بتقبيلها أو حنيّ رأسه لها

أو تقديم أولادَهُ كقرابينَ سبايا

عبر الآوان السالف

تم ذلك ..

من قال

بفعل الأساطير

وآخرون

بالشعوذة والكهانة وبالسحر والتنجيم

وآخرون بفعل المؤثر اللاعقلي

ورغم ذلك فأنه لم يكن خارجَ الوجود

إذ رمى الحجارةَ على صورَتِه التي رأها في الماء وحين تكاثفت السُّحبُ وأسوّدت

أراد شمَ الغيّمة

ووجد أن لديه أمام كل شئ منبهٌ

حين جمعَ القوتَ رتبَ الأيامَ

وحين فُصل الليلَ عن النهارِ

إرتعدت غرائزُهُ

فتفلسف :

بعصا أحضرَ المكان

وبلسانه الذي لايُحسن النطقَ

تماسَ والمخلوقات والغابات والأنهر لقراءةِ الأناشيد

وبالمعنى الذي أراد أُنزلَت عليه من كل إشكالية منفعةٌ

فنزلَ من فجه السَّطحيّ لفجهِ العميق ،

إكتمَلَ بروحهِ حين كحلّت بمرودها عينيهِ

وظفرَت ضفيرَته قبل أن ينام

فأسترطبَ ..

وما أن عَلت عليه الحاجةُ

سمى إمرأتَهُ وسمى حطبَها ومضى

فسمى البرقَ والكهفَ والنجمةَ

وكاد يخلي ألهته من رأسه

ولم يفترض

إلا بعد أن علم بأن كل الأشياء تعود إليه

سأل التُرابَ عن أحفادهِ

ولما لم يجدهم

سأل الحصى

ولما لم يجدهم

رفع الحجارة

سمى القبرَ ولم يُسم الميّتَ

ورمَزَ للغُراب

حين عطشت الحيواناتُ أتت إليه

خيرته وأختارَ ما أرادت من الفاكهة

فعادت وفكت له ضفيرته فتكامل نصفُ صوابه

وعادت ومدت ساقيها

فأختزل كل مارأى بحروفٍ

ولم يرد إلا عن لسانه

من إستوى بالخليقة لمصاف

ومن ليست له حجة فأنكرها

وكلما قام من نسله أخرُ

ظهرت نجمةٌ وفاكهةٌ جديدةٌ

وغرائز رحومة وخصوم أذلاء ،

لم ينس ذراعيه حين إستبدَلَت الأوانيَ

وحين سوية هرشا فأكلا العَصيّدَ

فوجد للجسد مايريحيه

وأنشغل والحمى حين على قربها تناديه

وما أن غاب في قراءَتِها

توسط نعيمَها ولم يصل لإغراء يليق

وحين كسفّت الشمسُ

أكملت حياكةَ الإزار

دُلَ الطريقَ ودل على منازل أخرى إن رحل

وما أن بشرَ بهما

عجنت الرّمادَ ولونتِ الإناءَ

وفُتِحَ عصرٌ أخرُ عقلَه لهما وأصبح كلُ شئ بهما يُمجدُ وبعناقهما تجاوزا فكرةً وفكرة

الى أن إنتقلا عبر روحيهما لمناجاةِ الأنجُم

عظُمَت غريزتُه فبكر بالحراثة وعظُمت غريزتُها

ولم يختلفا إلا :

الموتى ثابتون

والأحياء يتبدلون

ولم يختلفا إلا بطرائق المباركة

ولم يختلفا إلا

بمن تُخدَم الفضيلةُ

ومر عصرٌ أخرُ

ولم يختلفا إلا

بحكمة القضاء والقدر

وبليلة واحدة أحبها اللهُ …

ولأجلها صححَ ماإكتسبَ

وأرادت أن يُجربَ

وجربَ

ومرت أيامٌ

ولم يسترح

ولايهم بعد ذلك

من يأتي بأي معتقدٍ

*[email protected]