23 ديسمبر، 2024 5:59 ص

مَتى  ؟

مَتى  ؟

 في سبعينيات القرن الماضي قرأت رواية (الشارة القرمزية) للروائي الامريكي (ناثانيال هوذورن). تتحدث عن المجتمع (البيوريتاني) في انكلترا الجديدة (امريكا) و كيف سعى (البيوريتان) الى تاسيس المدينة الفاضلة لكن سعيهم باء بالفشل، حيث ان مجتمعهم ضم السحرة و المشعوذين و الزناة.       

  بطلة الرواية تُدعى (هيستر) التي وصلت الى مدينة بوستن قبل زوجها الذي تخلف عنها لقضاء بعض الاعمال في هولندا، و تمر الايام لتُخبَر الزوجة ان زوجها قد قتله الهنود الحمر!! ليكون مقتله مسلكا لها للوقوع في غرام قس شاب لتنجب منه طفلة غير شرعية اسمتها (بيرل).       

  بعد انتشار خبر الزانية في المدينة قررت ادارة المدينة و حاكمها معاقبة الزانية (هيستر) و ذلك بوضع الحرف(A) على صدرها و هو الحرف الاول من كلمة (ادلتيري) في اللغة الانكليزية و تعني (زنى).         

كَثُر المزورون في وطننا الجريح و ولجوا الى كل مرافق الحياة فلا تجد مؤسسة حكومية الا و غزاها المزورون فهم كالسرطان الذي تنشطر خلاياه الخبيثة. انهم يدّعون الذكاء و العبقرية و يحسبون ان الدولة و مؤسساتها الامنية و الرقابية غافلة عنهم. و لكنهم واهون خائفون (يحسبون كُل صيحةٍ عليهم) فهم الاعداء الذين يجب رصدهم و نبذهم و طردهم من مجتمعنا النبيل. انهم سُراق، انهم ظالمون،ماكرون ، فاشلون ، غشاشون، آفلون ان شاء الله.نسمع كثيرا و نقرأ كثيرا عن هؤلاء المزورين و ان الدولة قد اكتشفت ارقاما هائلة منهم، و لكن اين العلاج من شر هذا الداء، الم نقرا في القرآن الكريم (و لكم في القصاص حياةٌ يا اولي الالباب)، الم تفضح مديرية تربية اربيل (قبل سنوات) جزاها الله خير الجزاء مديرة احدى مدارسها الابتدائية لكونها زورت شهادتها و بعد العقوبة جعلت منها فراشة للمدرسة. و حتى كونها فراشة للمدرسة هو جريمة بحق المدرسة و اطفالنا و وطننا فمن غشنا مرة سيغشنا مرات و من شبَّ على شئ شاب عليه، فهو خائن للوطن و الشعب و الضمير فكيف نأمنه على المدرسة و لنا في عقوبة (هستر) افضل مثال. فلنفضح هؤلاء عند كشفهم و لنعمم اسماءهم و مناطق سكناهم على كل المجالس البلدية و في كل منطقة و على كل المؤسسات الحكومية و غير الحكومية و لنغرمهم ضِعف ما كسبوه من اموال الدولة و هي من بيت مال المسلمين و لنمنع عنهم التعيين و لنكتب على دورهم و شققهم (مزورون) غشاشون للشعب و للوطن خائنون. متى نستأصل هذا الداء الخبيث لنُخلِّص منه بلد الانبياء و الاولياء؟.
 [email protected]