20 مايو، 2024 9:32 م
Search
Close this search box.

مَتىَ تَتكرّدَنُ ألبَصرَة؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

سَتندَمُ إن رَحلت بِغيرِ زَادٍ  ..  وَتشقَى إذْ يُنَادِيكَ ألمُنادي
فَما لَكَ؟لَيسَ يَعملُ فِيكَ    .. وَعِظٌ وَلازَجِرٌ كَأنكَ مِن جَمادٍ
فَتُبْ عَما جَنيِتَ وَأنتَ حَيٌّ .. وَكُنْ مُتَيقِظَاً قَبلَ ألرُقادِ
أتَرّضَى أنْ تَكُون رَفيِقَ قَومٍ.. لَهُم زَادٌ وَأنتَ بِغيرِ زادِ؟! “من التراث الشعري”

ألكلُ يعرفُ بأن ألقبور هي روضةٌ من رياضِ ألجنةِ، أو حفرةٌ من حفرِ جهنم، وما يحددُ نعيمَ جنتها وجحيمَ جهنمِها؛ هو زادُ ألمرء وكُل مَا يَعملهُ فِي دنياه، إيماناً كان أو كفراً، كثرةً أو قلةً، صلاحاً أو فساداً، وهذا ما رسخهُ ألإمامُ علي (عليهِ السَلام) فِي أنفسِنا بِقولهِ “آهٍ مِن قِلةِ ألزاد وَكآبةُ ألمنظر وَسوءُ ألمُنقَلب”.

هَل فكرتَ يَوماً، ما ألذي سَتقابل بِه وجهُ ألجليل مِن زادٍ لأخرتك؟ أسَتعترفُ بِأنك أخذت منزلة لَم تَكُن تَستحِقها؟ هَل سَتقُر بِأنك مِمن عَاثوا فِي ألأرضِ فَساداً؟ أ وَتعلمُ كَم مِن ألدماءِ ألزاكيات أُريِقت عَلى يَديِك؟ وَكم مَظلوُمآ غُبِنَ حَقهُ بِولايَتك؟

لِنتذكر مَعآ؛ إنجازاتُك عَلى مَدى ألسنيِن ألمُنصرِمة، وَما وَصلَ إليهِ إقلِيم كُوردستَان وَما آلتْ إليهِ ألبَصرة، فألإقليم أصبح يُمثل دولةً مُجاورة، تَحضى بِإستقلالِيتهِا ألتامَة، مِن ألناحية ألإدارية حُكومتهُا مُستقلة بإقليم، وَمِن نَاحية ألمَوارِد؛ فَهي تَستثمرها فِي كُلِ مَا يُساعد عَلى إزدهارهِا، ولا عِلاقة لَها بِألمركز فِي غَيرِ مَا نَص عَليهِ ألدُستور، ولَعل أغلبُ مَن زارَ كُوردستان إطَلع عَلى إزدهارها ألعمراني.

أما البصرة؛ فَهي مدينةُ ألنَهر ألأسود، أكبرُ ألمُحافظات ألمٌنتِجة لِلنفط، تُزودُ أقرانها مِن ألمحافظات بِكل مَا يَسدُ إحتِياجَاتِها، لَكن لَا يَخفى عَلى ألمُتتبِع بِأن سُكانَها يَنعمون بِألفقرِ، وَألبَطالة، وألفَوضى، وَغِيابُ ألخَدمات، وَمِن أجلِ حَلِ هَكذا مُعوِقات، إرتَأت إحدَى ألكُتل ألنِيابيِة، مِمن لَا تَحضى بِمناصِب تَنفيذِية، مَعروُفة بِمبادراتِها ومُقترحاتِها ألتنموية، بإقتراحِ مَشروع (بترو5 دولار) ألذي يَكفل حُقوقَ ألمواطنِين، وقَد يُساهِم فِي تَعويضهِم عَن ألأضرارِ ألجسيمة ألناتِجة مِن عَمليات ألتنقيِب وَألتكريِر، وَيحلُ ألمعوقات ألتِي تَحُولُ دُونَ ألنُهوض بِواقعِ ألمُحافظَة.

ألمشروع؛ لَاقى إستحسَان ألبعض مِن ألكُتل ألشيِعية، وَكافةُ ألأطراف ألسُنية، وَألكُورديِة، ودعمٌ مِن ألمحافظات؛ ألذي سَاعد بِدورهِ عَلى إقناعِ أعضاءِ مَجلس ألنُواب، لِكي يَتم إقرارهُ وألعَمل بِهِ، لكن؛ دِكتاتورِية ألحزبُ ألحَاكِم، حَالت دُونَ تَنفيِذهِ، كَسابقهِ مِن ألمُقترحات وَألمَشاريِع، دُون تِبيَان سَبب ذَلك، مَا يُثيرُ تَساؤلاتٌ عَديدَة لَدى ألبَعض، أسَتُعطَى ألأموال مِن مِيزَانِية ألوالي أم مِيزانيةُ ألعِراق؟ وَهل سَتتحملُ ألحُكومَة ألمَركزِية؛ مَسؤوليةُ إحراج مَجلس ألنواب بِعدمِ إيصالِ ألمُوازنة إليهِ؟ فَإنَ ذَلك سَينتُج عَنهُ تَأخيرٌ أو إيقافُ عَمل جَميع ألمُؤسسَات، وَتأخيرُ رَواتِب ألمُوظفِين، وَبِألتَالِي تُشَنْ حَملةُ تَسقِيط ضِد مَجلس ألنواب!

أم سَتتحملُ مَسؤولية إقرار مَجلس ألنُواب لِلمشَروع، وَلكِن بِترُودُولار؟ ألذِي سَيُبيَن حِينَها؛ ألدَور ألبَشع لِلحكوُمة فِي حَملاتِها ألتسقِيطيِة ألمُستمِرة!

ألجَنوبُ مَحرومٌ مَن حُقوقهِ مُنذ ألنِظام ألبَائِد، لا تُعيِد ألكَرة، فَتحيِي بِفعلَتِك ألأرواحُ ألشَيطانِية (ألبَعثِيَة).

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب