23 ديسمبر، 2024 1:11 ص

مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى

مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى

“ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى The sight turned not aside, nor it transgressed beyond the limit ” (سورَةُ النَّجْمِ 17). مَا زَاغَ الْفتى «عادل عبدالمهديّ» الرَّفيق البعثيّ The Trotsky (عُنوان فيلم كوميدي كندي اُنتج عام 2009م إخراج جاكوب تايرني وبطولة جاي باروشيل و إيميلي هامبشاير و كولم فيور و سول روبينيك و ميشيل مورفي، ثيمته فتى في كوبيك يتأثر بالماركسيّ ليون تروتسكي ويتخذه مِثالاً في كُلِّ شيءٍ شخصي!). أبُ 77 خريفاً عبدالمهديّ مُنتظر حُسن الختام العاقِبة.
مَا زَاغَ آخر سلاطين الدّولة العُثمانيّة «محمد السّادس وحيد الدِّين»؛ شقيق السُّلطانين عبدالحميد الثاني ومحمد الخامس رشاد. تولّى الحُكم بين تُمّوز 1918 وتشرين الثاني 1922م، ورفض قرار “المجلس الوطني الكبير” بحلّ السَّلطنة. نفاهُ «مُصطفى كمال أتاتورك» إلى جزيرة مالطا ومِنها غادر إلى الحجاز بطلب مِن الشَّريف حسين، ومِنها إلى مصر فإيطاليا ومات فيها عام 1926م. نُقل جثمانه إلى بيروت فدِمَشق الَّتي دُفِن فيها بناءً على وصيَّته. باسمِه قصر مِنطقة تشنغل كوي Çengelköy (تشنغل Çenge باللُّغة البيزنطيّة المِنطقة الرّابطة بين مركزين، و كوي köy باللُّغة التركية قرية) في القسم الآسيويّ مِن العاصمة العُثمانيّة اسطنبول. الرَّئيس الإسلاميّ التركيّ إردوغان زوجته أمينة مِن أصل عربيّ سوري، يستقبلان في هذا القصر الضُّيوف الرَّسميين بالآية أعلاه!.
رأى رسول الله (ص) تولّي قومه عنه وشقّ عليه ما رأى مِن مُباعدتهم عمّا جاءهم به، تمنى في نفسه أن يأتيه مِن الله ما يُقارب به بينه وبين قومه، لحرصه على إيمانهم، فجلس ذات يوم في نادٍ مِن أندية حيّ (قبيلة) قُريش كثير أهله، وأحب يومئذ أن لا يأتيه مِن الله شيء ينفر عنه، وتمنى ذلك فأنزل الله سورة النَّجْمِ فقرأها رسول الله حتى بلغ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى؟، فألقى على لسانه Satanic Verses: “ تلك الغرانيق العـُلى وإن شفاعتهنَّ لَتُرتجى ”، فلما سَمِعت قُريش ذلك فرحوا ومضى رسول الله في قراءته للسُّورة كُلّها وسجد في آخر السُّورة فسجد المُسلمون بسجودِه وسجد جميع مَن في المسجد مِن المُشركين ثم تفرَّقت قُريش وقد سرّهم ما سَمِعوا وقالوا: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر وقالوا: قد عرفنا أن الله يُحيي ويُميت ويخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده فإن جعل لها محمداً نصيباً فنحن معه. فلمّا أمسى رسول الله، أتاهُ جبرئيل فقال: ماذا صنعت؟ تلوْتَ على الناس ما لم آتكَ به عن الله سُبحانه وقلتَ ما لم أقل لك!، فحزن رسول الله حزناً شديداً وخاف مِن الله خوفاً كبيراً فأنزل الله هذه الآية: {وما أرسلنا مِن قبلكَ مِن رسول ولا نبي} فقالت قُريش: ندِمَ محمد. نسخ السّنخ الجَّبّ بمِثل آية “وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ” (سورَةُ النَّحل 101)، ويعنى إصطلاحاً رفع الحُكم الشَّرعيّ بدليلٍ شرعيّ مُتأخر.