” لو كل كلب عوى ألقمه حجراً… لأصبح الصخر مثقال بدينارِ” لا نتحدث عن البعث وممارساته القذرة، وكلنا ذاق مرارة حكمه الدموي، وتعاونه من الإرهاب ضد الإنسان العراقي، وظهر جلياً أفعال لا تمت للإنسانية والأخلاق، دمرتنا لعقود، وما تزال مصرّة على منهجها؟!
البعث لم يكن إنتماء فقط لدى بعضهم؛ إنما إيمان بالشوفينية والعنصرية والإجرام؟! وهنالك من تحمل الهوان والذل وتنازل عن قيمه، لكي يكون بعثياً؟!
معركتنا هذه الأيام تحدد مصيرنا، تجردنا من كل الإنتماءات إلاّ الوطن، فأما أن يكون العراقي مع الوطن والشرف، أو مجرم داعشي لا أخلاق ويجلس مع المنحطين اللقطاء.
الإرهاب لم يتوغل لولا غباء وجبن ونذالة بعض الساسة، وتفكيرهم بنزواتهم ومصالحهم العائلية والحزبية، بل كانوا أعداء لمذاهبهم حينما رفعوا شعار الطائفية؟! وإمتهنوا البعث فكراً، حتى رفعوا شعارات عنصرية وجدت من يقابلها، للصعود على أكتاف الضحايا؟!
كلنا يعرف داعش ما كان لها ان تتمدد لولا منابر الطائفية وإدعاء المظلومية، وبأدوات الخيانة والتآمر والفساد، ولولا فتوى المرجعية الدينية، ما كان للسياسين البقاء في بغداد الى اليوم، وهم من نقل أمواله وعائلته الى دول الجوار؟! ولكانوا كالخرفان يقودهم الأنذال، لولا غيرة الشرفاء.
هب الى نداء الوطن والمرجعية الملايين، تركوا أطفالهم في العراء والحرمان، وضربوا أروع الأمثلة في الشجاعة والتضحية والبطولة، ذهبوا بلا رواتب ولا إمتيازات ولا سيارات مصفحة، يدافعون عن بغداد والنجف وكربلاء وتكريت والرمادي والموصل وديالى، هبوا لتطهير أرض العراق من الرجس وأفعال الوحوش.
ظافر العاني ومن لف لفه، ومن كانوا يعتاشون على فضلات موائد المدح والردح، تمزق على جلودهم الزيتوني الى أن اظهر خلفياتهم النتنة، وقيد حياتهم التلذذ بمشاهد الضحايا والمقابر الجماعية، ولو طلب البعث منهم قتل أبناءهم وولد عمومتهم لم يتأخروا؟! والآن يتلعثم جبناً حينما يذكر داعش؟!
ما تعرض له العراق من إنتهاك أعراض وقتل أبرياء، أوجب على الشرفاء أن يقدموا كل ما بوسعهم، وفيما كانت المعركة تدور في مسقط رأس العاني و تجير مآسيها على من إنتخبوه ، لم يتحرك ضميره، بل جلس يتطاول على الحشد الشعبي، إذْ أغاظته الإنتصارات الأخيرة، وبدأ الخناق يضيق على الدواعش والبعثية، وتُكشف أوراق الخونة المتعاونين مع الإرهاب؟!
لن يستطيع الطائفيون إيقاف مشروع العراق، وسلاحنا حشد شعبي يدافع عن الأعراض، التي يريد إنتهاكها عرب وأجانب أبناء فراش غير شرعي.
لم يكن للعاني وجود؛ لولا الأصوات التي وقفت ضد تطلعات الشعب العراقي بالحياة الحرة الكريمة، وجيوش تخريبية، وعقول مدبرة لإرجاع البعثيين الصداميين لدوائر الدولة، وعملوا مستشارين سابقين، لا يهمهم أن دفع الشعب ضريبة السلطة المنحرفة، التي إعادة العاني في إتفاقيات الكواليس المظلمة عند تشكيل الحكومة السابقة، وهذا الرجل وأمثاله فاز إنتخابياً بتصريحاته الطائفية، ومن الّذين إتخذوا مأساة العراقيين سلم لنواياهم السوداء، بخطابات التحريض التي تشمل بقانون 4 إرهاب.