9 أبريل، 2024 8:51 ص
Search
Close this search box.

مينسك تتحالف مع “قجقجية” كردستان!

Facebook
Twitter
LinkedIn

ينحشر اكثر من عشرة الاف طالب لجوء بين قوات حلف شمال الاطلسي وقوات حرس الحدود البيلاروسية على الحدود مع بولندا، منذ اسابيع ، في طقس متجمد، ونباح الكلاب البوليسية المدربة على تمزيق أجساد من تسول له نفسه تجاوز الحدود.
وفيما تحاول وسائل الإعلام البولونية، والليتوانية،البلدان الأكثر تعرضا لزحف طالبي اللجو، تسليط الضوء على الكارثة، فإنها تركز على ضرورة فرض مزيد من العقوبات، لإرغام نظام الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو، لوقف ” حرب
اللاجئين” على البلدين.
لكنها تتجاهل المآسي التي يعيشها حوالي عشرة الاف إنسان، علقوا على الحدود بين بولندا وبيلاروس.

فالاولى تمنعهم من دخول اراضيها، بإقامة جدار من الأسلاك الشائكة، والثانية؛ تمنعهم من العودة الى مينسك،او التفكير بالتخلي عن اللجؤ نحو بلدان الإتحاد الاوربي.

تعتبر نقطة بريست الحدودية بوابة الحلم الاوربي للهاربين من انظمة الفساد والاستبداد في العراق وسوريا ودول آسيوية اخرى.
ويحتل الكورد من كردستان العراق ومن سوريا وإيران أكبر نسبة بين طالبي اللجوء، كما يحتل المهربون الاكراد” القجقجية” الصدارة في عصابات الاتجار بالبشر.
تصل قيمة التهريب الى 15 الف دولار، كان قسم منها يذهب الى وكلاء شركتي الطيران العراقية.
وبعد ان أوقفت بغداد، الرحلات نحو مينسك منذ زهاء الثلاثة شهور، توجه ” القجقجية” نحو إسطنبول ، في رحلات تصل الى خمس رحلات يوميا، تنقل ركابا من أربيل ومن مدن الجوار التركي الأخرى. في عمليات إبتزاز تديرها الأجهزة البيلاروسية.
تقول راسا يوكنافيتش؛ عضو البرلمان الأوربي ، وزيرة الدفاع الليتوانية سابقا، إن نظام لوكاشينكو، المستفيد الرئيس من حركة اللجؤ، في مسعى لارغام بلدان الإتحاد الاوربي على الجلوس مع الرئيس البيلاروسي الى طاولة المفاوضات، وفك العزلة عن مينسك؛ اثر سلسلة من العقوبات، آخرها منع تحليق الطائرات البيلاروسية في الأجواء الأوربية، بعد حادث إختطاف طائرة تابعة لشركة طيران أوربية، كانت تعبر الأجواء فوق مينسك، والقبض على صحفي معارض وصديقته كانا على متنها .
وقد تذرعت السلطات فِي بيلاروسيا حينها، بانها تلقت معلومات عن وجود قنبلة على متن الطائرة، زرعها
” ارهابيو منظمة حماس”!
ولم يجد لوكاشينكو الخائب، غير الفلسطينين، لتعليق كذبته بعنقهم.
وقطعت دول الإتحاد الأوربي كل برامج المساعدات عن مينسك، وسحبت اعترافها بنظام لوكاشينكو تحت طائلة تزوير الانتخابات الرئاسية الأخيرة ، التي منحته ولاية خامسة، وليصبح أقدم رئيس في سدة الحكم، باوروبا، التي كانت الى فترة ليست بعيدة، تستخدم لوكاشينكو، عنصر إقلاق في العلاقة مع روسيا، وكان الرئيس المخضرم راض بالدور، ويتقيد باللعبة، مقابل سكوت الغرب عن فساد حاشيته، وانتهاكات حقوق الانسان.
منذ ان أمسكت العقوبات الأوربية، بتلابيب لوكاشينكو، حتى فتح مدفعية اللاجئين بوجه اوروبا المذعورة من تدفق لاجئي الشرق الاوسط، وجندت الاستخبارات البيلاروسية، مافيات الاتجار بالبشر، الى حد انها منحت مناصب قنصل فخري لعدد مِن الافاقين، وتجار الشنطة منذ الحقبة السوفيتية، كانت غالبيتهم، أرتبطت بشكل أو بآخر مع الأجهزة، لضمان تجارتها غير المشروعة، ومضاربات السوق السوداء، حين كانت العملة الصعبة، تستعصي على كادحي الشعوب السوفيتية، وعلمائها ومثقفيها، ومنتجي صناعاتها؛ فيما كان تجار الشنطة يرفلون بالنعيم.

استعانت أجهزة بيلاروس
” بالمعاميل ” القدامى ووفرت لهم كل ما يلزم لتهريب آلاف الباحثين عن الحياة الحلوة في الغرب. وتبلغ كلفة الرحلة نحو المجهول، زهاء 15 الف دولار لكل لاجيء. ليس مستبعدا ان يتم تقاسمها مع الاجهزة المعنية.
وفي العادة فان طالبي اللجوء، يتنقلون اسرا كاملة مع الاطفال وبينهم رُضع، دون أية ضمانات او التزامات مكتوبة.
تصل الطائرات محملة بالمئات الى مطار مينسك، ليتولى تجار الشنطة المجربون، اسكانهم في فنادق، بعد ان يتم أخذ جوازاتهم، كي يخضع طالب اللجوء لإرادة المهربين.
ووفقا لمعلومات السفارة العراقية فِي موسكو، فان موظفيها الذين يحاولون مساعدة طالبي اللجؤ بالعودة الى العراق، عثروا في فندق واحد على اكثر من 150 جواز سفر تركها اصحابها، وتوجهوا عراة من الوثائق نحو الحدود الليتوانية على امل العبور نحو المانيا.
وعملت السفارة على اصدار وثائق سفر لمن أخفق في اجتياز، حدود النار، وسجلت السفارة وفاة عدد من طالبي اللجوء، لكل واحد منهم قصة تدمي القلب.
الشابة ” وفاء كاظم” أعادها حرس الحدود البولونية، الى آراضي بيلاروس، حافية، فماتت متجمدة، وبقيت لأيام بين الاحراش المتيبسة من الصقيع.
الشاب “جعفر الحارس” هشموا رأسه ومات داخل الاراضي البيلاروسية قرب الحدود مع ليتوانيا، وسط تقارير تشير الى مسؤلية قوات حرس الحدود عن الجريمة.
وضاعت دماء جعفر بين جندرمة الحدود.
وعلى الحدود علق الشاب كيلان دلير الذي يعاني من داء السكري، وكان يبحث عن علاج في أوروبا، وظل ينتظر لأيام وعود المهربين، حتى انتهت حبوب وحقن الانسولين ، وفارق الحياة، وعيناه معلقتان بالسماء الملبدة بغيوم أمطرت قهرا على ألوف المخدوعين.
تعمل سفارة العراق في موسكو على نقل جثمان كيلان الى الوطن.
اما الشاب كادرو، فلم يحتمل قلبه الضعيف، الانتظار الى حد اليأس، ومات بالسكتة في مطعم بمينسك، قبل ان ينقله المهربون نحو الحدود.
وهناك عشرات القصص عن مأسي اللاجئين، وسط صمت أوربي، وحرب إعلامية ضد دكتاتور مينسك، دون الالتفاف الى ضحايا حربه مع اوروبا، والمتاجرة بارواح طالبي اللجوء.
لن تفتح بلدان الإتحاد الاوربي، نافذة ولو صغيرة للحوار مع لوكاشينكو، لان ما يعتقده قنابل بشرية تهدد الغرب الوادع ، ترتطم اليوم، بالاسلاك الشائكة، الفاصلة بين نظام معزول دوليا، وبولونيا وليتوانيا بوابتي اللجوء نحو المانيا.
تنطلق صرخات” جيرمني” من حناجر، تغص بالاحزان، املا في ان تسمع ميركل المنصرفة النداء.
لكن ::
لا تندهي ما في حدا !
تضيع الاصوات في البرية، مع نباح كلاب الناتو المدربة على حماية الديمقراطيات الغربية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب