اليوم, تتحدث كوادر الشركة العامة لموانئ العراق عن وقائع إنجاز تسير بوتيرة جيدة جداً, سواءٌ في مشروع ميناء الفاو الكبير أم في موانئنا الحالية التي شهدت زيادة في الإيرادات وحجم المناولة مقارنة بالأعوام السابقة وما تلاها من سنوات, وبطاقة إنتاجية أكثر بكثير, نتيجة الاهتمام البالغ من دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ومعالي وزير النقل رزاق محيبس السعداوي .
إنَّ ميناء الفاو الكبير كما نؤكد دائماً, هو أهم المشاريع التي ينفذها العراق في قطاع النقل منذ (30) عاماً, ويُعد مفخرة لجميع العراقيين, فالعراق في سياسته الاقتصادية, يشتغل بأصرار وعزيمة من أجل أنْ يحتل مكانة رئيسة في خارطة التجارة العالمية من خلال ثلاثة محاور, هي: المحور الأول: ميناء الفاو الكبير الذي يتمتع بغاطس مائي (19.8) يؤهله لاستقبال السفن العملاقة ذات الطاقة الاستيعابية الكبيرة, والمحور الثاني, طريق التنمية وما يتضمنه من نظام نقل متعدد الوسائط, أما المحور الثالث, فتمثلهُ مشاريع المدن الصناعية والاقتصادية في ضمن طريق التنمية التي سيتم إنشاؤها في شبه جزيرة الفاو والمدن العراقية الأخرى,فطريق التنمية ليس طريقاً فقط لمرور البضائع أو المسافرين، إنما ركيزة أساسية لمكانة العراق في ضمن الاقتصاد العالمي, لهذا نسعى دائماً للإفادة والتعاون مع الموانئ العالمية في تطوير المناطق الاقتصادية من أجل إيجاد فرص جديدة من جهة, ومن جهة أُخرى, رسم سیاسة تشغيلية مشتركة عبر التعاقد مع كبرى الخطوط الملاحیة العالمية، لتعزيز التجارة والاستثمار, والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة للدولة العراقية .
لا يخفى على المُراقب لخارطة النقل العالمية إنَّ إيجاد مسارات نقل جديدة بين آسيا وأوربا تكتسب أهمية كبيرة, لاسيما في ظل التطورات الاقتصادية العالمية والمخاطر الجيوسياسية التي شهدتها السنوات الأخيرة، بما في ذلك وباء كورونا، والحرب الروسية- الأوكرانية التي أثرت على الممر الشمالي بين آسيا وأوربا، وأحداث باب المندب وتأثيراتها على قناة السويس, أما ممر شمال–جنوب الذي اتفقت عليه كلٌ من ( روسيا وايران والهند) كحلقة وصل بين آسيا وأوربا, فإنه لم يشهد تقدماً بسبب مشكلات التمويل وعدم وجود دعم سياسي قوي للمشروع من الأطراف الثلاثة, فضلاً عن ذلك إنَّ الهند قد دخلت في مشروع آخر هو ممر الهند- الشرق الأوسط- أوربا, الذي رجح أغلب الخبراء صعوبة إنجازه, لأسباب جيوسياسية واقتصادية, وفيما يتعلق بالممر الأوسط الذي يمر عبر (طاجيكستان، وأوزبكستان، وتركمانستان، وإيران، وتركيا), فبات معروفاً للجميع إنَّ تركيا تُفضل وتدعم بقوة مشروع طريق التنمية. حالياً, تحوّلت الأنظار فعلياً إلى المسارات العراقية المائية والبرية, وربما لاحظ المراقبون عبور شحنة ترانزيت قادمة من الصين إلى الأُردن من خلال ميناء أم قصر الشمالي .
ختاماً, إنَّ رعاية السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والسيد وزير النقل رزاق محيبس السعداوي, ودعم العراقيين عموماً تُعطينا حافزاً كبيراً للمضي قُدماً في إنجاز جميع مشاريع شركتنا, لأن هذه المشاريع ستولد قفزة نوعية في التنمية الاقتصادية المستدامة التي ستنعكس بشكل إيجابي على الخطط التنموية للدولة .