تناولت وسائل الاعلام العراقية مفردة المليشيات الوقحة في خضم تبادل الاتهامات بتورط عناصر من الحشد الشعبي بحادثة احد وجهاء عشيرة الجنابي واختطاف برلماني من ذات العشيرة وسط احتدام المعارك مع عصابات داعش الارهابية لتطهير بعض المدن من براثنها .
ولم يخفِ الاعلام العراقي تلك المفردة على الرغم من تحاشي الكثير من وسائل الاعلام الشيعية مسألة تناقل مثل تلك المفردات خوفا من ان تحسب على قوات الحشد وفصائل المقاومة الاسلامية التي تتصدى لارهاب داعش .
ولكن هذه المرة اطلقها زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر بالرغم من ان سرايا السلام التابعة لتياره مازالت مجمدة ولم يحن الوقت لاطلاق اذرعها للتصدي لداعش في الانبار والموصل ليحذر من وقاحة المليشيات في بعض المدن ويفتح الباب على مصراعيه من جديد امام مجموعة من التساؤلات عن المليشيات ودورها في تهديد امن المدنيين .
تفسيرات عديدة اشار اليها االمراقبون بشأن المليشيات الوقحة التي تتصرف وكان لها الشرعية في التحرك واتخاذ القرار والانتقام وتطبيق الاحكام وهذا يصلح وذاك لايصلح وانا الخير والاخر هو الشر ، وهذا حق وذلك باطل ، وانا الصحيح وانت الخطأ ووو…..الخ .
وهنا تطرح التساؤلات لماذا تقرن المليشيات بالحشد الشعبي الذي يقاتل داعش ، ولماذا تحسب العناصر غير المنضبطة على مكون بأكمله وعلى فصيل مقاوم ، ولماذا حينما يقتل سني يكون المتهم شيعي ولماذا عندما يختطف شخص ما يكون الخاطف “مليشياوي” ، ولماذا حينما ينزح المسيحي يكون الجاني سني ، جميع تلك التساؤلات ارهقت العقلية العراقية وادخلت في نفوس المواطنين حالة من اليأس لا تزول الا بزوال المسبب ، ولاتنتهي الا بنهاية حقيقية لتركة ثقيلة استمرت سنين .
ولابد ان نعي جيدا ان المخاطر المحدقة بالبلد سواء من عصابات داعش او جميع العصابات الاجرامية الاخرى لايمكن ان تخفي نفسها بلباس الاسلام لفترة طويلة وان الثياب الرثة التي تلبدت بها لابد وان تمزق قريبا وتظهر حقيقتها امام الملأ سيما وان الرسالة السماوية السمحاء لاتتناسب مقاييسها مع ظاهرة الاجرام وسفك الدماء .
تشخيص السيد مقتدى الصدر لممارسات العناصر غير المنضبطة والتي تحاول الاساءة الى الحشد والجماعات الجهادية ضد داعش ، ودعوته الى عزل ما وصفها بـ”الميليشيات الوقحة” من الحشد الشعبي لتعاملها مع الوضع الامني بأسلوب قذر بالذبح والاعتداء على غير الارهابيين يتفق معه الكثير ولربما يختلف معه كثيرون ايضا سيما وان البلد يعيش تلاطم بين امواج سياسية واخرى فكرية .
لذا فمن الواجب اليوم وضع حد لكل ما من شأنه تدمير البلد والجنوح نحو لغة العقل والمنطق والاحتكام للدستور في الامور الخلافية ورفض كل مظاهرالعنف والتطرف وتضييق هوة الخلافات والوقوف صفا واحدا امام الهجمة الشرسة التي تقوم بها عصابات داعش الارهابية التي تريد تمزيق الجسد العراقي عبر بث الفرقة في صفوف العراقيين الذين قالوا كلا بوجه الارهاب .