23 ديسمبر، 2024 7:05 ص

ميليشيات عراقية بالاسم فقط

ميليشيات عراقية بالاسم فقط

تأسس الحشد الشعبي بناءا على فتوى للمرجع علي السيستاني من أجل مواجهة تنظيم داعش عندما إستولى في حزيران 2014، وأثناء ولاية نوري المالکي على مناطق شاسعة من العراق، ولهذا فقد کان السبب الاساسي يعود الى مواجهة حالة طارئة يجب أن تنتهي بإنتهاءه، خصوصا وإن هکذا حالات طارئة تمر بدول العالم وعندما تنتهي الحالة فإن الاوضاع تعود طبيعية الى سابق عهدها، فهل إن ميليشيات الحشد الشعبي و بعد القضاء على تنظيم داعش وذلك ماأصبح محسوما، سيتم حلها و الاستغناء عنها؟
ليس هناك کلام مزعج و يمر ثقيلا على آذان حيدر العبادي و معظم قادة الفصائل و الاحزاب الشيعية التي تهرول خلف المشروع الايراني، کما هو الحال مع الکلام الذي يتحدث عن المطالبة بحل و إلغاء ميليشيات الحشد الشعبي، ولعل ماقد أثاره کلام وزير الخارجية الامريکي عند زيارته الى بغداد بهذا الصدد، کان أفضل تعبير عنه، علما بأن أوساطا محسوبة على إيران قد زعمت بأن وزير الخارجية الامريکي قد إعتذر عن تصريحه، وهو أمر لو کان قد حدث لثارت عليه ضجة دونما ضجة لأنه بمثابة إعتذار لقاسم سليماني، فعلى أذن من يضحکون الحشدويون؟!
اولئك الذين ينتظرون حل ميليشيات الحشد الشعبي و إيران تترنح حاليا بفعل أوضاعها الداخلية الوخيمة و تأثيرات الاستراتيجية الامريکية الجديدة تجاهها، کمن ينتظرون أن يتخلى ذئب جائع عن فريسته، بل وإن ماقد نقل عن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس و القائد العام الحقيقي للحشد الشعبي، بطلبه من حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي بأن يشارك الحشد الشعبي في الانتخابات، و کذلك الإشادات غير العادية للمرشد الاعلى للنظام الايراني بهذه الميليشيات و بالدور الذي تقوم به في العراق، هو بمثابة رد واضح جدا على المطالبات بحلها، فهذه الميليشيات إيرانية المحتوى و الروح و ليس لها من الانتماء للعراق إلا بالاسم، ولذلك فإن قرار حلها هو قرار إيراني 100%، ومن لايصدق ولايٶمن بذلك فهو کمن يغالط نفسه و ينکر الحقيقة و الواقع.
هذه الميليشيات التي دربتها کوادر إيرانية قادمة من إيران أو من جانب صنيعها حزب حسن نصرالله، وتم إرضاعها عقيدة و فکر ولاية الفقيه الغريبة و الدخيلة على الاسلام، عملت منذ اليوم الاول لتأسيسها في خدمة المخططات الايرانية في العراق، بل وإن لبعض منها کميليشيات بدر له ماض جذور عميقة تمتد الى جبهات الحرب ضد الجيش العراقي أيام حرب الثمانيى أعوام بين إيران و العراق، ناهيك عن الخدمات الاخرى التي قدمتها من أجل الحيلولة دون سقوط النظام عندما هجم جيش التحرير الوطني الايراني في عام 1988، وحرر مناطق شاسعة من إيران، بل ويجب أن لاننسى أبدا خدمات وزير النقل”الميليشياوي” هادي العامري، عندما جعل الاجواء و الاراضي العراقي في خدمة إيران کي تنقل مساعداتها العسکرية و غيرها الى النظام السوري، فهل هناك من يتصور أن يتم حل هذه الميليشيات مالم يکن هناك ضغط دولي إستثنائي يجبر المرشد الاعلى الايراني على إجتراع کأس سم حل الميليشيات الحشدوية!