23 ديسمبر، 2024 6:19 ص

ميليشيات الموت … السر العلني

ميليشيات الموت … السر العلني

منذ سقوط نظام صدام حسين في 2003 اجتاحت العراق العديد من الظواهر الغريبة … اغرب وأخطر تلك الظواهر هي تراجع الشعور الوطني وتنامي الشعور الطائفي والمذهبي .

وقد صاحب ذلك هشاشة في بنية الهيكل الحكومي التي ساعدت على تسلق عناصر غير كفؤه لكنها تستند الى قوة بعض الأحزاب … وفي ظل هذه الرؤية غير الواضحة مع اضطراب الاوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية ظهرت فرق الموت وليس المقصود هنا الجماعات المسلحة إجمالا وإنما تلك الفرق المتخصصة بعمليات التصفية الجسدية وتتوجه نحو أهداف نوعية محددة سلفا … وقد استغل “البعض” من المتنفذين في السلطة في بدايات تكوينها حالة الشحن الطائفي وبدأ بالتوجه نحو الشباب خاصة العاطلين عن العمل وتم توفير لهم ما يحتاجونه من مال وفرصة في التعبير عن حالة الاحتقان الذي يعيشونه … في حين كانت بعض فرق الموت قد تأسست قبل 2003 خارج العراق ودخلت فور سقوط النظام .

ومن المعروف ان الميليشيات والجماعات المسلحة التي تم تشكيلها في العراق كثيرة ومتنوعة لكن اخطرها وأشدها فتكا ذات الصبغة الدينية والتي ارتبطت بشكل او بآخر بأجندات خارجية .

وكثيرا ما نردد ان الدول الإقليمية المحيطة بالعراق وجدت لنفسها أذرع قوية عن طريق شراء بعض الذمم وخاصة في النخب السياسية … ولعل هذا القول يتناقض مع اتهام تلك الدول برعايتها لفرق الموت … فلعل قائل يقول … ما حاجة تلك الدول لخدمات فرق الموت اذا كانت قد ضمنت نخبا سياسية لصالحها .

هناك منْ يرى أن استراتيجيات تلك الدول قد لا تتوافق على الدوام مع النخب السياسية المتواجدة على الساحة وبالتالي تظهر الحاجة الى اداة فعالة تعيد ترتيب العلاقة مع هذه النخب لصالح الدول ويبدو ان مليشيات الموت من أهم هذه الأدوات .

كما ان هذه الفرق المتخصصة تعمل على تقويض اي تقارب سياسي لا تباركه الدول المرتبطة بها اضافة الى انها تنفذ اجندات النخب القريبة من تلك الدول حتى دون علم تلك النخب .

وهناك من الأحزاب والنخب السياسية منْ يؤكد ان ليس لديه جناح مسلح او فصيل انتقام وهذه الأحزاب صادقة في ذلك لان هذه الخدمات تقدمها تلك الفرق التي لا ترتبط بها وإنما ترتبط بدول حليفه .

وتستمد ميليشيات الموت قوتها من عدة عناصر منها الضعف من قبل الأجهزة الرسمية في مواجهتها اضافة الى التمويل الخارجي المستمر … كما ان وجود بعض عناصر فرق الموت في هيكل الدولة حيث تعمل كخلايا نائمة سهل الى حد كبير عمل وحركتها .

ولا يمكن الجزم بارتباط فرق الموت بطائفة او مذهب معين في العراق فهي تتواجد حيث تتوفر البيئة الحاضنة لها .