9 أبريل، 2024 3:27 ص
Search
Close this search box.

ميليشيات الشيعة بين الاحتلالين الامريكي والتركي

Facebook
Twitter
LinkedIn

جدد البرلمان التركي قبل أيام تفويضه للجيش التركي بإستمرار احتلاله لأراضي كردستان العراق لمدة سنة أخرى الى جانب مباركته لتواجد 38 قاعدة عسكرية تركية داخل كردستان منذ عدة أعوام . وآخر العمليات العسكرية التي نفذها الجيش التركي قبل يومين ، كانت مداهمة قرى بقضاء زاخو بمحافظة دهوك الخاضعة لنفوذ حزب مسعود البارزاني ، وتفتيشها وإعتقال عدد من سكانها بتهمة التعاون مع قوات حزب العمال الكردستاني !! . وهذا التواجد العسكري والعمليات الوقحة التي تنفذها القوات التركية منذ عدة سنوات وتصاعدت مؤخرا في ظل عملية ” مخلب النمر ” تجري بوضح النهار وأمام أنظار الحكومتين العراقية والكردية اللتان تلتزمان الصمت المطبق !.

– حاربت أمريكا النظام الدكتاتوري الصدامي بكل قوة منذ بداية تسعينات القرن الماضي بعد إحتلاله لأراضي دولة الكويت . وفرضت على هذا النظام الجائر حصارا دوليا محكما قلم أظافره وأضعفه الى حد لم يعد قادرا على فرض قبضته الدكتاتورية القمعية على الشعب العراقي .

– ولتخليص الشعب العراقي من معاناته الطويلة مع الأنظمة الدكتاتورية ، خططت أمريكا لعملية ” تحرير العراق ” وأسقطت هذا النظام الدموي الى الأبد ، وحاكمت رأس النظام وأعوانه وأرسلتهم الى مشانق الاعدام .

– وأرست أمريكا لعملية ديمقراطية برلمانية لم يشهدها البلاد طوال تاريخها ، مما أتاح للأطراف الشيعية لأول مرة في تاريخهم استلام الحكم في العراق والتمتع بخيراته .

– لمت أمريكا من شتى بلدان العالم كل القيادات الشيعية التي هربت من العراق الى دول أوروبا وعاشت هناك على مساعدات بلديات المدن وأعادتهم الى العراق معززين مكرمين وعينتهم على رأس الحكومات والوزارات .

– حاربت أمريكا المنظمات الإرهابية الشرسة التي تدفقت الى العراق بعد تحريره ، إبتداءا من تنظيم القاعدة ومرورا بالزرقاوي وفلول البعث وصولا الى تنظيم داعش الارهابي ، وقدمت في هذه المواجهات خسائر فادحة من دماء أبنائها العسكريين .

– قدمت أمريكا خلال السنوات الماضية مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية وأمنية وإقتصادية وفي مجال بناء أسس المجتمع المدني في العراق وتقوية مؤسساته الحكومية والديمقراطية .

– ضبط التواجد العسكري الأمريكي طوال السنوات الخمس عشرة الماضية السلوك الطائفي العنيف بين الأطراف السياسية وكانت هي الضمانة لعدم اندلاع الحرب الطائفية بين القوى السياسية المتنابذة في العراق .

كل هذه المساعدات والمساهمات والتضحيات التي تقدر بترليونات دولارات صرفتها أمريكا على العراق مقابل شيء واحد ..

أن لا يلزم العراق جانب عدوتها اللدودة إيران ، وأن لا ينساق الى أجنداتها الشيطانية بالمنطقة ؟.

فهل هذا طلب كبير ؟!.

– لم تكن لأمريكا يد في الصراع المذهبي بين الطائفتين السنية والشيعية بالعراق . بل سعت دائما الى تهدئة الأوضاع بينهما .

– لم تكن لأمريكا يد في المشاكل العالقة منذ نشأة الدولة العراقية بين الكرد والعرب ، بل حاولت إيجاد حلول مرضية للطرفين وشاركت في العديد من الجولات التفاوضية لحل تلك المشاكل بالطرق السلمية .

– لم تكن لأمريكا يد في الفساد المستشري بأوصال الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003 ، ولا هي سرقت من ميزانية الدولة ، ولا سرقت نفط العراق بالتانكرات ولا وضعت يدها على ايرادات المنافذ الحدودية وموانيء العراق .

– لم تكن أمريكا مسؤولة عن إنهيار البنى التحتية للعراق من حيث شحة الكهرباء والمياه وانعدام الخدمات الاجتماعية ، ولاهي سرقت مليارات الدولارات من عقود وهمية لوزارة الكهرباء والدفاع .

كل هذه المآسي التي حلت بالعراق جرت على يد أقطاب الشيعة المتحكمين بمقدرات السلطة في البلاد .

فهؤلاء هم من يحكمون العراق ويديرون ميليشياتهم تحت غطاء الحشد الشعبي ، وليست أمريكا !.

وهؤلاء هم المتحكمون بالبرلمان والحكومة ووزاراتها ، ولا تتدخل فيهما أمريكا ! .

وهؤلاء هم من يسرقون أموال الدولة ويستولون على عقودها ، وليس لأمريكا حصة فيها !.

وهؤلاء من يعيثون الفساد في مختلف قطاعات الحكومة ، وليس لأمريكا دور فيها !.

وفوق كل ذلك تحارب تلك الميليشيات التي لاتشبع من المال الحرام ولا من العمالة لإيران ، التواجد الأمريكي في العراق وتصفه بالاحتلال ، في حين أن القوات الأمريكية المتواجدة لا يتجاوز عددها سوى بضعة آلاف يعملون بحماية السفارة والمصالح الأمريكية الأخرى في العراق ، وتقوم هذه الميليشيات بقصف السفارة يوميا بصواريخ ايرانية لاتعدو سوى مفرقعات أطفال التي لا تصيب في الغالب أهدافها وتقع معظمها في بيوت العراقيين الآمنين ! .

لقد تحطمت أشلاء لبنان بسبب غباء وحماقة حزب الله الايراني فرع لبنان ، ويراد تحطيم العراق بسبب حماقة وسفاهة ميليشيات حزب الله والعصائب وجيش المهدي وما تتفرع عنها من عناوين طائفية مضت عليها قرون وقرون !.

والسؤال الكبير هو :

إذا كانت هذه الميليشيات الشيعية المسلحة وأحزاب الله والمهدي والخراسان وطبرستان جادين فعلا بتحرير العراق من الاحتلال الأجنبي ، فلماذا لا يأتون الى كردستان لطرد الدبابات والمدرعات والمدافع التركية وقواعدها الـ38 والتي تستخدم يوميا لضرب السكان الكرد العراقيين ، وتحتل أرضا عراقية لا تختلف شيئا عن أرض البصرة والفاو وبغداد ؟!.

أصحاب العمائم الذين يديرون هذه الميليشات يشبه حالهم ، حال اولئك الذين يسمون أنفسهم ” دعاة ” الاسلام ! . فبدلا من أن يذهب هؤلاء الدعاة الى غابات الأمازون وجبال الهند وقرى أفريقيا التي يعبد فيها الناس هناك الشجر والبقر والقرود والثعابين ليهدونهم الى الاسلام ، يجلسون هنا في مساجد مكة والمدينة والقاهرة والرباط يدعون المسلمين للاسلام !..

أقول لأصحاب العمائم من قادة الميليشات وبلهجة عراقية مبسطة ” لو بيكم خير ، روحوا طلعوا الأتراك من أراضي كردستان العراق وحرروها من تحت بساطيل جيش اردوغان ” ! . فكرد العراق هم ” أولى بالمعروف ” ان كنتم صادقين ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب