مع إرتفاع حدة التصعيد من جانب قادة ميليشيات في الحشد الشعبي وشخصيات سياسية تابعة للنظام الايراني بشأن الاصرار على إخراج القوات الامريکية من العراق وعدم السماح بإستخدام أراضي وأجواء العراق لضرب نظام”ولي نعمتهم”و”مرجعهم الفکري” وکل تلك المسرحيات الهزيلة وتصريحات”النفخ” وغيرها، فقد أکد الرئيس الامريکي دونالد ترامب يوم الاثنين آذار / مارس 2019، بأنه لا نية لمغادرة قوات بلاده العراق في الوقت الحالي. مشددا على إن الولايات المتحدة الامريکية ستنفق 3 مليارات دولار لتطوير قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار العراقية فقط؛ للقضاء على الإرهاب نهائيا.
هذا الموقف الامريکي الذي يجسد تحديا من أعلى سلطة تنفيذية لکل التصريحات”العنترية”و”القيس خزعلية”الصادرة من العراق بشأن الاصرار على إخراج القوات الامريکية من العراق، يمکن أن يکون إنذارا أوليا لأولئك الذين يسعون أن يکون حجمهم کتابع أکبر من حجم من يتبعونه، علما بأن الذي يتبعونه منهمك خلف الستارة بالسعي للتقرب من ترامب وتقديم تنازلات وتنازلات قد تشفع له وتغير من الموقف الامريکي المتشدد من طهران، فمن جهة تنقل سلطنة عمان إستغاثاتهم ومن جهة أخرى يسعى بلد عربي آخر مقرب من النظام الايراني للتوسط بين الطرفين بطلب من إيران، لکن يبدو إن هٶلاء لايقرٶون أو يفهمون الامور جيدا بل وقد يکون هناك ثمة”تکليف شرعي”من مرجعهم بأن يٶدوا مايٶمروا به ولايلتفتوا الى عقولهم!
قادة النظام الايراني في عجلة من أمرهم کي يجعلوا العراق حديقة أمامية آمنة ولن تکون کذلك طالما کانت هناك قوات أمريکية ودولية أخرى، وهم يريدون إنجاز هذا الامر بأسرع مايمکن ولکن بجهود عراقية خالصة مثلما إن المراحل الاخرى المرتبطة بالمواجهة والتصدي للأخطار المهددة للنظام الايراني ستکون أيضا بجهود ودماء عراقية، وهذا أيضا تکليف شرعي من أجل الدفاع”الصميمي”عن دولة ولاية الفقيه ودرأ الاخطار عنها بالارواح وبکل شئ ممکن، بل ەإن الاکثر إثارة للسخرية والتهکم إنه على هذه الميليشيات العميلة المسيرة من طهران أن تکون على أهبة الاستعداد للذهاب الى داخل إيران وقمع الشعب الايراني والبطش به فيما لو ثار على نظام الولي الفقيه والحق لايجب التعجب من ذلك فهذه الميليشيات هي للحرس الثوري وليست للعراق!
هذه المساعي المبذولة من جانب عملاء إيران، تتکثف في وقت يزداد فيه حجم الاحتجاجات الشعبية داخل إيران والمقترنة بعمليات هجومية تنفذها مجاميع تابعة لمنظمة مجاهدي خلق ضد مقرات الباسيج والحوزات وأماکن تواجد رجال الدين التابعين للنظام وأماکن أخرى عائدة للنظام والذي يلفت النظر إن هذه الاحتجاجات والعمليات الهجومية في زيادة مستمرة وهو أمر أثار قلق النظام الايراني حيث تم عکسه من خلال تصريحات تشير الى ذلك صراحة، لکن لايبدو إن هذه الميليشيات ستنتبه للأمر إلا بعد أن يسقط هذا النظام ولاندري هل سيعلنون بيعتهم للنظام الجديد؟!!!