18 ديسمبر، 2024 10:52 م

ميليشيات الجريمة العابرة للحدود

ميليشيات الجريمة العابرة للحدود

ليست هناك من علاقة أضرت بالعراق ووضعته في مواضع التهم ومواقف حرجة، کما هو الحال مع علاقته بنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، والذي هو بحد ذاته نظام مثيرا وخالقا للمشاکل والازمات والفتن ولاسيما إذا ماقمنا بمراجعة تأريخه بهذا الصدد منذ تأسيسه ولحد يومنا هذا، ولاريب من إنه وکلما تمر الاعوام فإن التأثير السلبي لهذه العلاقة تتضاعف، ولذلك فإن أخذ الحذر منها والسعي لتحديدها وجعلها علاقة عادية کأية دولة أخرى، هي مهمة وطنية لامناص منها.
لايجب على المسٶولين في العراق وکذلك الاحزاب الوطنية المخلصة للشعب العراقي والتي تعتبر إنتمائها الحقيقي للعراق، إعلان وزير العدل الأمريكي جيف سيشنز، يوم الإثنين الماضي، تصنيف 5 جماعات منها مليشيا حزب الله اللبناني على أنها جماعات للجريمة العابرة للحدود، مجرد إعلان عادي لايمکن أن يکون له علاقة بالعراق، ذلك إن العراق وبسبب من العلاقة القوية التي تربطه بالنظام الايراني بعد الاحتلال الامريکي للعراق وتأسيسه لميليشيات مسلحة تابعة له تنفذ أوامره بشکل خاص وقد صدرت عنها العديد من التصريحات والمواقف المثيرة للشبهات، فإن إستهداف هذه الميليشيات من جانب واشنطن کما ذکرنا في أکثر من مقال لنا سابقا لايمکن إعتباره بأمر مستبعد بل إن أسبابه ودوافعه متوفرة على أحسن مايکون.
بعد إحکام القبضة الامريکية على حزب الله اللبناني، ورصد نشاطاته الاجرامية المشبوهة والتي تخدم الاهداف الخاصة للنظام الايراني، فإنه ومع قرب موعد تنفيذ الدفعة الثانية من العقوبات الامريکية وسد باب نشاطات حزب الله اللبناني الاجرامية التي تصب لصالحه، فإنه من المنتظر جدا أن يبادر هذا النظام للإستفادة من الميليشيات العراقية المعروفة بتهافتها الفج عليه من أجل کسب رضاه، وواضع جدا إن ذلك لايمکن أبدا أن يتم من دون إنتباه المخابرات الدولية عموما والامريکية خصوصا له، ولذلك فإن على المسٶولين العراقيين الحريصين والغيورين على المصالح العليا للشعب العراقي أن لايسمحوا بهکذا فرصة لنظام صارت مخططاته مکشوفة للجميع وأن يسعوا لکي يبعدوا العراق عن مغامراته الخبيثة والمشبوهة خصوصا وإنه يواجه حالة داخلية غير معهودة إذ إن الشعب الايراني صار يجد في إستمرار هذا النظام إستمرار لمشاکله وأزماته الحادة لأنه هو من أوجدها ولذلك فإنه يسعى من أجل إسقاط هذا النظام وتغييره جذريا ولاريب من إن هذا السعي بحد ذاته يٶکد بأن الشعب الايراني قد صار مقتنعا تماما بطروحات المقاومة الايرانية من أجل إيجاد حلول حاسمة لکل المشاکل والازمات التي يعاني منها، ولاغرو بأن سقوط بل وحتى إسقاط هذا النظام صار أمرا مرحب به دوليا ليس من جانب البلدان الغربية وأمريکا فقط بل وحتى من جانب روسيا التي صارت تراه عبئا ثقيلا على کاهلها.