22 نوفمبر، 2024 10:39 م
Search
Close this search box.

ميشال عون رئيسا..تضحية لاجل الوطن

ميشال عون رئيسا..تضحية لاجل الوطن

الجنرال ميشال عون يمتلك تاريخ مثير للجدل، بسبب الحرب الاهلية التي حصلت في لبنان، تاريخ يعرفه الجميع في لبنان الذي عاش المأساة وخارجها، كان ميشال حليف لكل من يقف ضد سوريا وحزب الله، واشد المعارضين للانتشار السوري في لبنان، وتلقى دعم كبير من المقبور صدام حسين، ووصفه السيد حسن نصرالله بانه “نسخة من الصدامية والصهيونية”، قتل عشرات الالوف في الحرب الاهلية حتى خسر المعركة ولجأ للسفارة الفرنسية، بعدها الى فرنسا امضى بحدود العشرين عام هناك كلاجيء، ثم عاد الى لبنان ليفوز بالاغلبية البرلمانية، ويعقد اتفاقية مع حزب الله، ليكون الان خيار حزب الله الوحيد لرئاسة لبنان، وبدعم سوري وايراني كبير.
شغر منصب رئيس الجمهورية في لبنان اكثر من سنتين، بسبب معارضة حزب الله تولي اي مرشح غير عون المنصب، حتى عقدت صفقة تضمنت تولي سعد الحريري منصب رئاسة الوزراء مقابل تسلم عون منصب رئيس الجمهورية، الحريري هو الاخر غريم لحزب الله، ويدار من قبل السعودية بشكل علني، ويهاجم حزب الله والجمهورية الاسلامية ليل نهار، وبشكل علني، فكيف عقد حزب الله هكذا صفقة وبمباركة ايرانية، لاجل تولي من وصف بالتصهين والصدامية منصب رئاسة الجمهورية! 
حزب الله بدون شك وبأتفاق الجميع رفع رأس المسلمين والعرب، وهزم مشاريع كبرى في المنطقة، وهو قبضة المسلمين القوية بوجوه اعدائهم، ويحق لكل مسلم الفخر والافتخار بهذا الحزب العقائدي، اذن ليس عبث هذا الاعجاب والدعم من فئات كثيرة من الشعب العراقي، لحزب الله وامينة العام السيد حسن نصرالله، بشرط ان يقبل مايقوم به حزب الله لاجل مصالح لبنان ومصالحة كحزب، عندما يقوم به اخرون في دول اخرى تعاني من تهديدات ارهابية وعدم استقرار كالعراق، هذا المنطق المقبول عقلا وعرفا، والا اذا كان السيد نصرالله نموذج للاسلامية والوطنية في نظر كثيرون، فالاقتداء به امر هو الاخر مقبول ومحط رضى من معجبيه ومحبيه.
 ان الوقوف عند التاريخ واستصحاب المواقف، لايمكن ان يحقق استقرار كما لايمكن تصحيح الماضي، بل يمكن  الاستفادة من الماضي في تصحيح الحاضر والمستقبل. 
العراق اليوم حيث تحقق قواته المسلحة انجازات كبيرة على الارض، وفي طريقها للاجهاز على بقايا داعش في العراق، ينبغي على الطيف العراقي ان يعيد حساباته بأتجاه ايجاد صيغ للتعايش السلمي بين المكونات يستند الى الدستور، ويختصر كل مكون المسافة بينه وبين بقية المكونات، والالتقاء بالمنتصف الذي يحقق الاستقرار للبلد من خلال حصول الجميع على حقوقه، حتى وان تطلب ذلك قبول قرارت صعبة، تتطلب نسيان ماضي مؤلم لشخصية لها تأثيرها مقابل ضمانات واضحة ورصينة، بأن يكون الحاضر والمستقبل خالي من لي الاذرع ومبني على التفاهمات البينية وليس الاستقواء والتهديد، خاصة وان هدف استقرار البلد وبقاءه موحد، هدف يستحق التضحية وتقبل القرارات الصعبة.

أحدث المقالات