22 ديسمبر، 2024 7:37 م

رب سائل يسأل لماذا هذه الضجة؟ ولما الحملة الإعلامية، وما هي الأهمية الاجتماعية، والإقتصادية، لمحافظة ميسان، كي تثار حولها مثل هذه الضجة، وما حجم الضرر الذي ألمَ بها جراء السيول مؤخراً، وما دور الحكومة والعشائر في نجدة أهلها؟
من المعروف أن محافظة ميسان من أكثر المدن العراقية التي قدمت شهداء وقرابين دفاعا عن الوطن، وأن رجالها شهدوا جميع النزالات، وسطروا اروع القصص، لاسيما في حروب التحرير الاخيرة ضد الدواعش الانجاس، وقد شاركوا اخوتهم مرارة الحرب في مختلف
المحافظات، أن دل هذا على شيء انما يدل على وطنيتهم وغيرتهم العالية.

من لم يعرف اهل ميسان ساسرد له عن بعض صفاتهم.. الكرم، والجود، وحسن معاشرة الغرباء، أخلاقهم العالية، طيب نفوسهم، وبساطتهم، جعلتهم يتميزون عن باقي العراقيين، مع كامل الحب والإحترام لأهلنا في المحافظات الأخرى فهم لا يقلون شأناً عن أهل هذه
المحافظة الكريمة.

أن هذه البقعة حباها الله بالخيرات، حيث الأراضي الشاسعة الخصبة والصالحة للزراعة، المطلة على نهر دجلة، الذي يشهد حالياً وفرة مائية كبيرة، لم يحسن استغلالها إلى الآن، تطفو على بحيرة من النفط الأمر الذي يجعلها قوة اقتصادية تعزز الإقتصاد الوطني، ناهيك
عن وجود آليات النجاح فيها كالايدي العاملة والكفاءات العلمية.

ثروة الأهوار وما توفره من طبيعة خلابة، وادراجها مؤخراً من قبل منظمة اليونسكو ضمن التراث العالمي يعد مكسباً كبيراً، فهذه المستنقعات توفر العيش للالاف من الميسانيين وذلك لاحتوائها على الأسماك والطيور ولكونها الموطن المفضل لحيوان الجاموس حيث تكثر
تربيته هناك.

لقد تعرضت هذه المحافظة مؤخراً لموجة سيول كبيرة قادمة من إيران، بالإضافة إلى إرتفاع منسوب نهر دجلة إلى مستويات عالية بسبب زيادة الاطلاقات من سدود الموصل، وسامراء، والكوت، ادت إلى نزوح العديد من العوائل ووقوع خسائر مادية في المساكن واتلاف
الاف الدونمات من المزروعات.

أطلقت مبادرة #اغيثوا_ميسان لمساعدة اهلها القابعين تحت وطأة السيل، وحينما يعرف عن العراقيين النخوة والشجاعة، من المؤكد أنهم سوف يهبون نحو مدينتهم العزيزة، ويقدمون لها يد العون، وبما أن الجهد الذي قدمته الحكومة لم يكن عند مستوى الطموح، نأمل من
السيد رئيس مجلس الوزراء وضع حلول ناجعة وعاجلة، والعمل على تعويض المتضررين سريعاً.