بدأ العد التنازلي لاعلان ضربات عقابية للنظام السوري بعد مغادرة الفريق الاممي سوريا ووصوله بيروت وهو يحمل مفاجأت ليس للنظام السوري فحسب وانما للتنظيمات المتشددة التي تتهمها سورية باستخدام الاسلحة الكيمياوية في غوطة دمشق . بالرغم من اعلان الولايات المتحدة بشكل مسبق انها حصلت على ادلة بان النظام السوري هو الفاعل وفريق التفتيش لازال في سورية . المتابع يرى ان الولايات المتحدة تؤمن ان بعض الجماعات المسلحة هي من استخدمت السلاح الكيمياوي لاكثر من مرة ، اما التلويح بالهجمات الصاروخية لفترة محددة وضيقة تعني انها لا تستهدف النظام فحسب وانما الجماعات المتشددة بغية اضعافها والسماح للجماعات المعتدلة بأخذ دور فاعل في مستقبل سورية الذي تخطط له اوربا والدول الاقليمية . ان العمليات العسكرية المتوقعة بصواريخ ( توما هوك) ستكون على درجة عالية من الدقة باستخدام تقنيات متطورة نسبة الخطأ فيها لا يتجاوز (2) متر مما سيحقق المباغتة و تدمير كافة الاهداف المنتخبة في فترة قصيرة ، فضلاً عن شل القدرات الاستراتيجية والسوقية للصواريخ الروسية والطائرات المقاتلة وبالتالي تحقيق تفوق جوي للكيان الصهيوني على جميع الاراضي السورية وصولاً للسيادة الجوية الكاملة . اما بالنسبة لاصدقاء سوريا لا سيما الايرانيين وحزب الله الذين هددوا بضرب ( اسرائيل) حال تعرض سورية لعدوان ربما سيتريثوا قليلاً لمعرفة ما يسفر عنه وبعدها تتحدد الاستراتيجية الايرانية في عملية الرد المستقبلية ، لا سيما وان الذي سيريح ايران وحزب الله ان الضربات ستنال الجماعات المسلحة المتشددة ايضاً مما يقلل الضغط على النظام ويمنح النظام السيطرة على الارض . اما الروس فتصريحاتهم متكررة وسيكون دورهم فقط متابعة رد فعل صواريخهم على الهجمات الجوية وتقييم قدراتها القتالية واختبار منظوماتها الجديدة التي زودت بها سوريا في الفترة المنصرمة ، لان الازمة الامريكية – الروسية لا زالت قائمة على خلفية منح الحكومة الروسية اللجوء السياسي لعميل المخابرات الامريكية ( سنودن ) ، وبالتالي ان هذه الضربات سوف تعطي اشارة للحكومة الروسية ان امريكا لديها مفاتيح الحل والقدرات وهي غير معنية بالصديق الروسي الذي يحاول ان يوجد له موطىء قدم في المنطقة 0 اما التداعيات التي ستخلفها الضربات في المنطقة هو استمرار تدفق اللاجئين السوريين الى دول الجوار وازدياد هجمات تنظيم القاعدة في العراق واستباحة الدم العراقي والتمركز بالصحراء الغربية وجعل الساحة العراقية امتداداً للساحة السورية . وعليه سيكون العراق هو المتضرر دون ادنى شك عندما تدق طبول الحرب حتى وان كانت محدودة .