23 ديسمبر، 2024 2:39 م

ميركل تبكي والعرب والمسلمون يتفرجون

ميركل تبكي والعرب والمسلمون يتفرجون

لا ادري كيف أبدأ في موضوع هزّ العالم الأوربي وأصبح حديث الاعلام والمواطن معاً وتُعقد الاجتماعات واللقاءات على مستوى عالي من اجله وهو موضوع الفارّين من الموت فوق اليابسة الى الموت في بطون البحار قرابين للعرب والمسلمين تبتلعهم الحيتان والتماسيح هذا البلاء الصاخب الذي هز ضمير المجتمع الاوربي وتخرج المظاهرات معلنة الحداد على أرواح الضحايا من البر والبحر ونحن العرب والمسلمين نتفرج عبر الشاشات على المصائب التي ابتلت به شعوبنا التطاحن والقتل على الهوية وتخريب الحضارة وهتك الاعراض وترميل النساء وتيتيم الاطفال ناهيك عن الامراض والفقر المدقع والبحث في المزابل عن لقمة العيش من اجل سلامة القائد والسلطة والحزب هذه القرابين من اجل ان يستمروا في سلطتهم ويجروا رقابنا متى ما ارادوا , الى متى تبقى هذه الامة المحنطة تلهوا بدماء شعوبها وتسخر وتشرب كأس النشوة والانتصار على ابنائها الى متى تظل تأنَ من الجراح ومن هدر الكرامة الى متى ايتها الامة يبقى الزنيم هو الافضل الى متى تبقى  هذه الامة لسان حالها القول اكثر من الفعل ؟؟؟ أضاعونا في الصيف والشتاء اضاعونا في الليل والنهار اذابوا اجسامنا بالخردل والتيزاب وحولوا عقولنا المتوقدة الى بلادة وخبل , اليس في قلوبكم رحمة على ابناء جلدتكم ايها الرّكّع والسّجّد والصلاة والدعاء في اوقاتها الخمسة والنافلة عجيب امركم لا تستخفون من الله ولا تستخفون من شعوبكم من ماذا تستخفون ايها الضالون ايها المراءون ؟ تخادعون الله وما تخدعون الا انفسكم , قولوا اسلمنا ولم يدخل الايمان في قلوبكم , الايمان والاسلام رسالة انسانية كلها خير ومحبة وسلام ايها الداعين الى الرب في جوف الليل , ألا يكفي هذا الخداع تطلبون وترجون الرحمة بخلاء على محيطكم وعلى اخوتكم في الدين والوطن تبخلون على احتضانهم وتبخلون بالكلمة الطيبة وتريدون من الرب الرحمة وانتم بعيدون عنها تقتلون اخوانكم وتهينون انسانيته وتمرغلون كرامته في الوحل وانتم تتفرجون عليه وهو يتلوى من الالم ولا ترتعد ابدانكم ولا تدمع عيونكم ولا تبسطون ايديكم لانقاذه وهو يجوب البحار في قوارب وعوامات من اجل الوصول الى قطار النجاة الى بلاد الامان هاربا من جحيمكم وناركم الى بلد ميركل التي اذرفت الدموع عبر شاشات التلفزة من اجل انقاذهم واحتضانهم وتعلن شعوب اخرى وليس الدول عن استقبالهم في بيوتهم وتعلن شعوب اخرى الحداد على أرواح شاحنة الموت وانت ايها المسلم ايها العربي تبحث وراء الدنيا ملتهيا بجني الارباح والتمتع بملذات الحياة وكأن الامر لا يعنيك بئس من قوم انتم ايها الكارهون للحرية والعدل والمساواة والسلام الى متى تبقى أصمّ وأبكم الى متى تبقى في غيّك وغرورك ما هو مصيرك ايها المتعطر بالعطور الفرنسية فإن مصيرك غداء للديدان الى متى تبقى فاقد الانسانية والقيم , إستوردها رجاءً من الشعوب الحاضنة لاهلك وابناء وطنك ودينك كما تستورد نتاج عقولهم وتستهلكها ومن   المعيب والحياء والخجل والنفاق , التعامل معهم بالدعاء عليهم جهارا نهارا بالفناء والكوارث لا اريد منكم غير الاقتداء بأنسياتهم ايها الحطابون في الليل .