15 أبريل، 2024 11:22 م
Search
Close this search box.

ميركل ام المهاجرين والعبادي ابو المحرومين

Facebook
Twitter
LinkedIn

الحياة عبارة عن مصاعب ومواقف , لاتذوق حلاوتها يوما الا بدفع ثمن ذلك اياما من الظيم , وهاهي الايام قد مرت ثقالا تدخل جميعها في فاتورة الدفع , اي اننا مازلنا ندفع الثمن يوميا لكننا لم نذق طعم حلاوتها رغم مرور قطارات السنين مسرعة وبلا توقف , فألى متى نبقى ندفع ولانرى حتى صانع الحلاوة . ولم يكن صانع الحلاوة غريبا عنا , او ينظر الينا من شبابيك الحدود , انه يعيش بيننا , ويأكل اكثر منا , لكنه لايشبه طعامنا اطلاقا , يلبس قماشا انكليزيا او امريكيا ونحن فخورون بملبسنا الصيني ان حصلنا عليه لان القماش العراقي مفقود في الاسواق , يركب افخر السيارات وافخمها , ولانعرف نحن سوى كراجات الكوسترات والكيات , يكاد الحر يشوي اجسادنا , ويكاد البرد في عز الصيف يجمد الدم في عروق جسده . انهما صورتان متناقضتان تماما , الاولى تحكي قصة شعب مزقت الجراح اشلاءه , لايصمت واحدا منها حتى تصرخ عشرات اخريات , شعب يبحث عن ساعة خلاص من الالم وان كان الثمن حياته , لانه فقد القدرة على التحمل ومواصلة الدفع بلا نهاية محسوبة , والصورة الثانية سياسي غطت المليارات اوداجه , لايعرف احدا من الرعاع لانهم لايلتقون او يتشابهون معه حتى في ( النعال ) الذي يلبسه كونهم حفاة تأقلمت اقدامهم على المشي فوق الاشواك والارض الصخرية . يقولون المعاناة تصنع ابطالا , وعادة ماتفتش الازمات عن من ينتفض بوجه الخوف والتراجع والتخاذل والاستسلام ويسجل اسمه على رأس قائمة اصحاب المواقف الانسانية والوطنية , فهذه انجيلا ميركل مستشارة المانيا استطاعت الحصول على لقب البطلة او ام المنبوذين بعد ان فتحت حدود بلادها للمعذبين في سوريا والعراق , ولم تفكر الحكومة العراقية بسبب هجرة الملايين اليها , ولم تتخذ اجراء يوقف زحف ذلك السيل البشري . واذا كانت ميركل قد اصبحت اما للهاربين من ظلم بلدانهم , فلماذا لايكون حيدر العبادي ابا للمحرومين من العراقيين , والفرصة باتت سانحة جدا بعد ان منح الشعب ثقته له , فالشعوب هي التي تصنع الابطال وتمنح الالقاب . نيل هذا اللقب ليس بالمهمة الصعبة ولايحتاج الى تفكير طويل او حسابات سياسية كانت او اقتصادية , بل يكمن الحل في الالتحام بما يريده الشعب وتنفيذ مطالبه واحتياجاته التي رفعها علانية في تظاهراته التي اجتاحت بغداد واغلب المحافظات العراقية , ليكون العبادي ظاهرة عراقية جديدة لبت نداء الشعب والمرجعية وارتقت سلم المجد الازلي , والغت مبررات الهروب او الرحيل الجماعي , ونالت اسمى لقب هو ( ابو المحرومين ). التأجيل او التأخير في اتخاذ القرارات الوطنية وتنفيذها مباشرة يقلب المعادلة ويقلل او يلغي فرص التعشيق بين الشعب والحكومة , لان الحال اذا مابقي على ماهو عليه فأن دروب الهجرة ستكون اكثر استيعابا بعد شعور الاخرين بمعاناتنا قبل انفسنا , والتزاحم في دوائر منح جوازات السفر خير دليل على ذلك .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب