26 نوفمبر، 2024 10:05 ص
Search
Close this search box.

ميرغل .. والعراق .. وحلم الانضمام الى الإتحاد الأوربي!

ميرغل .. والعراق .. وحلم الانضمام الى الإتحاد الأوربي!

لا ادري لماذا لم توجه المستشارة الألمانية  القديرة أنجيلا ميرغل الدعوة الى العراق للانضمام الى الاتحاد الاوربي ، واقتصرت دعوتها خلال وجودها في فرنسا لحضور ذكرى الانزال النورماندي لتوجيه الدعوة الى دول البلقان، وهي جمهورية الجبل الأسود ومقدونيا وصربيا ودول اخرى مرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوربي مثل البانيا وكوسوفو والبوسنة والهرسك.

ونقول لميرغل ، عملاقة المانيا وقائدة سياسات أوربا نحو التوحد، اننا نحن العرب مولعون بالوحدات الاقليمية والعربية ، وبعد ان أفشلنا كل محاولات شعوبنا للتوحد بيننا لانجد مناصا بأن ننقل رغبتنا للرائدة  الالمانية علها تقنع دول الاتحاد الاوربي بأن ينضم العراق الى مجموعتها ، ونقول لها بانه بالرغم من أن العراق لم تضعه الاقدار بين دول الاتحاد الاوربي جغرافيا ، لكن للعراق صلات وطيدة مع أوربا منذ عهد إزدهار الدولة العباسية قبل مئات من السنين، وبإمكان تلك الحقبة الموغلة في الحضارة والتقدم والنهوض الاقتصادي والفكري ان تشفع له، لينضم الى ارقى اتحاد أوربي يمثل طموحات القارة الأوربية وقد ترى نفسها انها دول موحدة لاتفرقها السياسات ولا المصالح الضيقة.

ويتمنى ملايين العراقيين لو ان مستشارة المانيا / ميرغل / تحقق لهم مثل هذه الرغبة ، لأن الشروط التي وضعهتا ميرعل لانضمام هذه الدول الى الاتحاد الاوربي هي موجودة في العراق، ومثل هذه الشروط وهي  أن تحرز دول البقان تقدما فى مجالات سيادة القانون وحريات المجتمع المدنى ومكافحة الفساد، وهي نفس الشروط المتحققة في العراق.

وبإمكان ميرغل ان تزور العراق لتجد أن سيادة القانون هو في أعلى مراحله، حتى لتجد اقوى أئتلاف يحمل نفس الإسمـ، وانه ليس هناك لمجاميع مسلحة ولا ميليشيات تعبث على هواها ، كما يجري في دول أخرى، وان وجدت بعضها منها فهي تحت ( رعاية ) الحكومة وتحت إشرافها، أي بمعنى انها ( مسيطر ) عليها، وهي تؤدي مهامها، حسب مقتضيات الحال، ولاغراض خدمة أهداف الحكومة في معركتها مع الارهاب.

أما مكافحة الفساد فالعراق هو البلد الاول الذي تجري فيه مكافحات شاملة للفساد ، بل انه ربما البلد الوحيد في الكرة الأرضية ، الذي يعشعش الفساد بين كل بقاعه، ولا يختلف عليه أحد لأن الكل ممن يشتركون في العملية السياسية يشاركون فيه، على اختلاف مشاربهم ، لهذا لايعد مثل هذا فسادا من وجهة نظرهم، بل عملية ( تقاسم للثروة) بين، اطراف العملية السياسية وكل  واحد منهم يأخذ نصيبه بقدر شطارته، وما يمتلكه من وزارات ومنشآت وثروة طبيعية وبخاصة النفط، الذي لايدري العراقيون أين تذهب ملياراتهم وفي جيوب أي من البنوك والجماعات، أما موازنة العراق فهي الأكثر من حيث المليارات المخصصة للاعمار، واذا ما فتشت عنها فلن تجد مظهرا للفساد لأنها توزعت بين اطراف العلاقة ، حسب مقتضيات الحال، وكل الاطراف مستفيدة، مما يعني انه ليس هناك مجالا للفساد،ما يمنح العراق مكانا لان يتوافق مع رغبة مستشارة المانيا بان ينضم الى الإتحاد الأوربي.

لقد كنت من أكثر المولعين بسياسات سيدة المانيا الأولى ، وهي السيدة الحديدية التي ضربت مثلا أعلى في الحكمة والقيادة المتعقلة والحزم، وفي سعيها القوي لاعادة أمجاد اوربا ، وكتبت عنها مقالا قبل فترة مقال بعنوان : ميرغل.. والمانيا ..وهيبة هتلر!! أشرت فيه الى انه رغم ان ميرغل تظهر عداءها لسياسات هتلر ، الا انها في أعماق نفسها لاتختلف من حيث المضامين عما كان هتلر يحلم به من طموحات ، بأن يصل الى مبتغاه وهو ان يرى بلاده كدولة عظمى ، بلا منازع، وهي ما زالت كهتلر ، تعمل في الخفاء الى ان تعيد هيبة المانيا الى سابق عدها، يوم ان كانت عملاقة في كل شيء، وان بعض دول أوربا الامبريالية كبريطانيا هي من وقفت بوجه هتلر،أنذاك ،بالتعاون مع الولايات المتحدة  التي لاتروق لها ان يظهر من ينازعها على زعامة العالم أو قيادته ، واحبطت حلمه بأن يرى بلاده وهي في قمة هرم الدول العظمى، التي لها شأن كبير في سياسات العالم، وما زلت حتى هذه اللحظة ، معجب بالطريقة التي تدير بها ميرغل شؤون بلدها، وهي السيدة الأنيقة المبتسمة، والحكيمة ، تمشي وهي واثقة الخطى من انها قد أعطت مثالا رائعا في فن قيادة بلدها بمهارة يحسدها عليها الكثيرون من قادة أوربا والعالم  وهي المتفائلة دوما بأن بمقدورها ان يتحقق حلم اوربا بأن ترى دولها وقد إتحدت، وحققت اعظم وحدة في التاريخ.

وكم تمنيت لو ان هناك إمرأة تحكم العراق مثل / ميرغل / ولو فسح العراقيون المجال لإمراة عراقية قريبة من مواصفات ما تمتلكه / ميرغل / من مواصفات،  لكنا قد وصلنا بسرعة الى مصاف ارقى الدول في التقدم والنهوض ، ولودعنا زمن الخنوع والفوضى والفلتان والصراعات والاحتراب الى غير رجعة.

أحدث المقالات