إيّاكِ أنْ تؤّولي دميَ حسبما تشتهينَ،
فَدَمي ـ في أقصى ضعفهِ ـ أفعى كوبرا ..
يمكنُ أنْ تُرقّصها الموسيقى !
لكنّها قدْ تفتكُ بالنّايِ ..
حينَ لا تكتشفُ فيهِ …
سوى لسعةِ الاستفزاز.
دمي ملعونٌ وممسوسٌ ومتجبّرٌ،
لا يصلحُ للّعبِ ..
أو العبثِ ..
أو الاستفزازِ …
دمي لغةٌ ناشفةٌ …
لا تعرفُ التأويلَ
السحابةُ التي ظلّلتْ أوهاميَ أمسِ ..
وعدتني بمطرٍ غزيرٍ،
لكنّها سرعانَ ما انسحبتْ من سماءِ الظنونِ ..
لتتركَ الصدى معلّقاً في جذوةِ صدري
مثلَ ناقوسٍ أعمى ..
لا يكفّ عن الطَرْق.
باغتتني صفعةُ (اشتقتُ إليكَ) ..
أغرقتْ سرابيَ بماءٍ مشكوكِ بملوحتهِ،
لكنّه مع ذلكَ أشعلَ في كلّ الخلايا النائمةِ ..
رغبةَ التفتيشِ السعيدِ عن إبرتي الضائعةِ …
وسطَ حفلِ ملوّثٍ من أسمالِ القشّ .
نبتةُ الوهمِ ساحرةٌ بطبعها،
مخاتلةٌ وشرّيرةٌ،
رائحتُها تتغلغلُ في شرايينِ ظلمةِ الضميرِ ..
لكنَّها عادةً ما تكبّدُ الطفولةَ أقسى خسارةٍ …
يمكنُ أنْ يتعرّضَ لها بحرٌ،
أو تتمناها غيمةٌ تائهة.
أعلنُ أنّ مياهيَ المالحةَ …
جفّتْ تماماً ..
ولم يبقَ من قصائدي المسجّاةِ ..
سوى طبقةٍ ملحيّةٍ مشوّهةٍ،
لا تصلحُ قطعاً للمسامرة.
حكمةُ المياهِ المالحةِ ..
أنّها حينَ تكتفي في النهايةِ بملحها دون مائها …
تتشبّثُ أكثرَ بما تحتها من ترابٍ،
أو نوُاحٍ،
أو بقايا أساطيرَ،
وتصوغُ لحنَها البخيلَ ..
بأقلِّ ما يمكنُ من النغمات.
هكذا إذن ينقطعُ إيقاعُ الهواءِ الجديدِ ..
تستقيلُ العواطفُ الطارئةُ ..
تتقاعدُ بقايا الكلماتِ ..
الأفقُ المرتابُ يُطبقُ على مائهِ المتخيّلِ بصعوبةٍ،
فتغيمُ الصورةُ …
ليُسدلَ آخرُ ستارٍ محتملِ ..
على شتائنا الضّال.
سأنشرُ ديواني ((مياةٌ مالحةٌ)) .. حرقاً،
حيثُ يتناثرُ رمادُهُ مثلَ دمِ شهيدٍ ..
في أحلامِ الكائناتِ،
وخلايا الحكاياتِ العجيباتِ،
ومهودِ الملوكِ الذين سيولدونَ عمّا قريبِ،
كي يواقعَ بوقاحتهِ المتحدّرةِ من أصولٍ سومريّةٍ ..
كلّ ما يصادفهُ من شجرٍ متوارٍ،
ويملّحُ الوجهَ الغائبَ خلفَ مسلّةِ الأسى …
بذكرى فقيرةٍ …
لن تدوم.